فاتن عبدالأول مُنشي : نساء المملكة شريكات في تحقيق رؤية 2030 والدول العربية بحاجة لاتحاد اقتصادي

تُثبت المرأة السعودية، يومًا تلو الآخر، أنها تحمل مسؤولية دعم مسيرة التنمية في المملكة، وأنها شريكة أساسية في تحقيق رؤيتها الطموحة 2030.

ومن بين النماذج المُشرفة لنساء المملكة، تأتي الدكتورة فاتن عبد الأول مُنشي؛ دكتوراه في الاقتصاد المعرفي؛ لتقدم روشتة اقتصادية؛ لتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وتطرح من خلال كتابين لها طريق تحقيق حلم، ويحمل أحد الكتابين عنوان "الاقتصاد المعرفي.. رؤية للاستدامة بالوطن العربي"، والآخر بعنوان "الاستثمارات العربية كمدخل للتكامل الاقتصادي".

ولتسليط الضوء على ظروف كتابة المؤلفين، والحديث حول وضع المرأة السعودية بعد قرارات التمكين الأخيرة، أجرت "الجوهرة" حوارًا مع الدكتورة فاتن، وإلى نص الحوار:

*بداية؛ من هي الدكتورة فاتن عبد الأول مُنشي؟

أنا سيدة سعودية، درست بالقاهرة، وحاصلة على دكتوراه في الاقتصاد المعرفي.

*كيف استقبلتِ تكريمك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بالدورة الماضية من الملحقية الثقافية للمملكة بالقاهرة؟

بكل تأكيد شعرت بسعادة بالغة، والمملكة داعمة دائمًا للتجارب النسائية، وأود أن أوجه الشكر إلى الدكتور خالد النامي الملحق الثقافي السعودي بالقاهرة، على تكريمه لي، وجهود الملحقية في دعمي وتشجيعي.

*هل أثر انشغالك بالكتابة في أسرتك؟

السر في نجاح أي عمل هو تنظيم الوقت، وعلينا دائمًا أن نضع جدولاً يحدد أولوياتنا، وبالنسبة لي لم تعقني الكتابة ولا الدراسة عن أداء واجباتي كأم، فابنتي الكبرى لولوة تعمل طبيبة "تخصص جراحة"، وابنتي الصغرى سارة تدرس إدارة الأعمال، وتعمل في الوقت نفسه في إحدى أكبر المؤسسات السعودية، وبرغم انشغالي بالدراسة والكتابة، إلا أنني دائمًا ما كنت أضع عائلتي في مقدمة اهتماماتي.

*كيف ترين قرارات التمكين الأخيرة للنساء في المملكة؟

القرارات الأخيرة أعطت للسيدات السعوديات المزيد من الثقة بالنفس، وكانت مطلبًا وحلمًا ذات يوم، والسعوديات أثبتن أنهن شريكات في نهضة المملكة وتحقيق رؤيتها، ويعد قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة انتصارًا للسعوديات، وأثبتت الأيام أن هذا القرار تأخر صدوره، وأنه قرار إيجابي بكل معاني الكلمة، كما أن قرارات التمكين الأخيرة، من شأنها إتاحة الفرصة لمشاركة المرأة السعودية بقوة في دعم اقتصاد المملكة، وتحقيق رؤية 2030 الطموحة.

*عودة للاقتصاد كيف يتحقق التكامل الاقتصادي بين الدول العربية؟

الدول العربية منذ فترة تُنادي بإنشاء اتحاد عربي مشترك، وعُملة موحدة على غرار الاتحاد الأوروبي، والتكامل الاقتصادي مطلب عربي نابع من وحدة الدين واللغة التي تجمع الدول العربية، كما أن الدول العربية بحاجة لزيادة الاستثمارات البينية، وفي حال تحقيق هذا التكامل وأصبح الاتحاد العربي واقعًا، ستشكل الدول العربية قوة اقتصادية كبيرة، يُحسب لها ألف حساب، وتقلل من الاعتماد على الغرب.

*ماذا عن التحدّيات التي تواجه المرأة السعودية الآن؟

القوانين الجديدة منحت المرأة السعودية حقوقًا كانت تُطالب بها، وقرار مثل السماح لقيادة المرأة للسيارة كان دائمًا حاضرًا كفكرة، وحينما جاء وقت إعلانها وتفعيلها تم تعميمها، والمملكة داعمة للنساء ومبادراتهن، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من قرارات التمكين.

*كيف تسهم نساء المملكة في دعم رؤيتها 2030؟

النساء السعوديات أصبحن شريكات نجاح، وداعمات لنجاح المملكة وتعزيز اقتصادها، وفي المملكة تعمل النساء في كل التخصصات، فهناك المحامية وأستاذة الجامعة والطبيبة والعالمة وقائدة الطائرة، والبطلة الرياضية، والمرشدة السياحية، وتعمل السعوديات في كل المجالات الآن، وكل واحدة منهن تضع نصب عينيها رفع علم المملكة خفاقًا، والمساهمة بشكل فاعل في تحقيق رؤية المملكة، ودعم اقتصادها.

*ما سر ارتباطك الشديد بمصر؟

مصر تُعد الوطن الثاني لكل السعوديين دون استثناء، وبالنسبة لي مصر من أحب البلاد إلى قلبي، ففيها عرضت مؤلفاتي وفيه أكملت تعليمي، كما أنني أعيش بين القاهرة والمملكة، وحصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد المعرفي من مصر، ولمصر مكانة كبير في نفوس السعوديين، بفنها وثقافتها وعلمها .

*على ذكر الفن من فنانك المفضل؟

أعشق كل فن ينتمي لزمن الفن الجميل، والفنانون المفضلون لديّ ينقسمون إلى 3 أجيال، فمن الجيل القديم أُفضل كريمة مختار وشادية وسعاد حُسني، وبالنسبة لفن الغناء أفضل سماع أغاني راشد الماجد وطلال مدّاح وعبدالله الرويشد وفنان العرب محمد عبده، ومن الجيل الجديد أُفضل الفنانة غادة عبد الرازق.

*ماذا عن فن السينما في المملكة؟

على مدار تاريخها، قدّمت المملكة العديد من الفنانين والمخرجين الذين أصبحوا علامات في تاريخ السينما العربية، وأذكر من بينهم المخرج، الذي أخرج وأنتج عدة أفلام شهيرة من بينها فيلم "بركة يقابل بركة"، والذي شارك به في مهرجانات عالمية، والآن أصبح المجال مفتوحًا أمام صناعة السينما بالمملكة، وتم افتتاح العديد من دور السينما، علاوة على تنظيم مهرجانات فنية وثقافية، وحفلات غنائية.

*عودة للاقتصاد لماذا يعد الاستثمار في رأس المال البشري هو التحدّي الراهن؟

الاستثمار في الموارد البشرية والعقل البشري هو الاستثمار المستقبلي؛ لذا تسعى الشركات والمؤسسات إلى رعاية موظفيها، وتحقيق أكبر قدر من الرفاهية لهم؛ كي يحققوا أعلى إنتاجية، وتعمل على رعاية المُبدعين منهم والمُبتكرين، والاستثمار في البشر هو المستقبل، والمملكة تسعى لتطوير الأجيال الحالية، والارتقاء بالأجيال القادمة على كل المستويات.

*ما الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة؟

يُعد البحث العلمي والتطوير هما حجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة، والمملكة تسعى الآن لتطبيق مبدأ التنمية المستدامة من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعية في البلاد؛ حفاظًا على حق الأجيال المقبلة فيها، كما اهتمت المملكة بالبحث العلمي، ورعاية المبتكرين والموهوبين، واتجهت إلى العمل بمشروعات عالمية ضخمة على غرار مشروع "نيوم" والذي سيعود بالخير على مصر والأردن والمملكة.