عيد ميلاد فيروز الـ88.. أسرار في قصة حُب جارة القمر ورحباني

«سألوني الناس عنك يا حبيبي»، قالت جارة القمرة هذه الكلمات المليئة بالشجن إلى رفيق دربها عاصي الرحباني، وفي عيد ميلاد فيروز الـ88 تتوارد إلى أذهاننا هذه الأغنية الأيقونية التي لطالما عبرت عن مشاعر الكثير منا، والتي غنتها المطربة اللبنانية لزوجها بعد رحيله.

الجميع يعلم أن جمعت فيروز وعاصي الرحباني علاقة قوية، تخللها الحب والود والعديد من المشاعر المختلطة، إلا أن حياتهما غلب عليها الطابع المأساوي في أغلب الأوقات.

عيد ميلاد فيروز الـ88

وقالت فيروز: «الزواج صعب بين البسطاء والعاديين فكيف بيننا.. بيتنا بيت صعب وأولاد هذا البيت تعذبوا كثيرا، عائلتنا مثل التراجيديا الإغريقية، الفرح فيها وقتي، الأساس فيها الحزن والألم... فرحنا المؤقت كان الحلم، الحزن كان الحقيقة»، وذلك وفقًا لما نقله كتاب «الظاهرة الرحبانية.. مسيرة ونهضة» للكاتب اللبناني هاشم قاسم.

وعلى الرغم من الصعاب والعُقد التي شهدتها حياة الثنائي، إلا أنه كان بينهم ود لا ينقطع رغماً عن الصمت الذي ساد بينهم إثر مشكلاتهم.

وفي عيد ميلاد فيروز الـ88 الذي يوافق 21 نوفمبر، تستعرض مجلة «الجوهرة» بعد الجوانب في علاقة فيروز ورحباني.

اقرأ أيضًا: فيديو نادر جداً لفلسطين.. ريما الرحباني تحتفل بعيد ميلاد فيروز الـ 88

أسرار في قصة حُب جارة القمر ورحباني

بدأت فيروز، واسمها الحقيقي نهاد رزق وديع حداد، مشوارها في عالم الغناء في عمر السادسة وتحديدا في عام 1940، إذ انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية. وقد  اكتشفها حليم الرومي أطلق عليها اسم فيرُوز.

وكانت انطلاقه جارة القمر الحقيقة عندما بدأت الغناء على ألحان الرحبانية، فقد غنت جارة القمر لفلسطين والمقاومة والحب والعروبة ولبنان ،حتي هجر آل رحباني الحياة والفن وفيروز بوفاتهم واحدٱ تلو الأخر.

كما بدأت هذه العلاقة، في إذاعة بيروت عندما كانت فيروز تُغني فى فرقة الكورس عام 1940. إذ تم إختبارها من قبل عاصى الرحباني. وعلى الفور نشأت بينهما علاقة حب قوية. وبعدها تزوجت فيروز من عاصي الرحباني. لتصبح واحد من أهم الزيجات الفنية على مستوى الوطن العربي، والتي نتج عنها ميلاد مئات الروائع الموسيقية الغنائية المُخلدة فى ذاكرة الفن العربي.

عيد ميلاد فيروز الـ 88.. أسرار في قصة حُب جارة القمر ورحباني

وأنجبت فيروز من الرحباني: «ريما وزياد وهالي وليال عاصي الرحباني» وبعد وفاة ليال ومرض هالي الذي جعله قعيد شكل زياد وريما عاصي الرحباني. الجيل الثاني من الرحبانية.

وقد  فاقت قصة الحب التي عاشاها الزوجين، القصص المًعتادة، فكانا رمزًا بارزًا للحب ،وأعظم مثالا على العمل الناجح بين زوجين.

وقد جعل عاصي من فيروز أسطورة غناء في العالم العربي والغربي، وواصلا نجاحهما الكبير وتحولا لاسطورتين في التلحين والغناء، وبعد تواصل نجاحهما، قرر الثنائي فيروز والرحباني، تأسيس المؤسسة الرحبانية الفيروزية لإنتاج الأفلام السينمائية، لتكون شاهدة على نجاحاتهم التي انطلقت عبر نافذتها.

وكانت علاقة الثنائي أمام الجميع طبيعية، وكان على الأغلب ينظر إليها الجميع بمنظور العلاقة الناجحة انعكاساً للنجاح في مجال الفن، إلا أن علاقة الثنائي في المنزل كان يشوبها الكثير من المشكلات.

فقال زياد الرحباني في تصريح متداول منشور على لسانه: «لم أعش طفولة طبيعية، وفتحت عيوني على مشاكل والديّ عاصي الرحباني، وفيروز. ذات يوم بلغ غضبى ذروته، وحاولت الحصول على مسدس وأطلق النار عليهما حتى أستريح. غادرت البيت وعمري حوالي 13 عاماً»

مرض الرحباني

وبدأت العلاقة بين فيروز وعاصي، في أخذ مسار مختلف، عندما أُصيب عاصي الرحباني عام 1972 بنزيف دماغي. ولم يقوى على العمل. وقرر التوقف عن التلحين. فقد زادت الخلافات بينهما.

وكانت تشارك فيروز عندما مرض زوجها في مسرحية (المحطة)، وكتب حينها منصور الرحباني "سألوني الناس عنك يا حبيبي.. كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا بيعز علي غني يا حبيبي ولأول مرة ما منكون سوا".

وعكست كلمات الأغنية حزن فيروز لغياب زوجها لأول مرة، ولحن هذه الكلمات الابن زياد الرحباني وهو ما زال في الــ 17 من عمره.

وقد أغضب هذا الأمر عاصي الرحباني. وشعر أنهم استغلوا مرضه فقرر أن يحذف الأغنية من المسرحية ولكن نجاحها جعله يتراجع عن قراره.

ويشاء القدر أن تكون هذه الأغنية هي تخليد لذكرى قصة الحب، التي جمعت بين فيروز وعاصي.

https://soundcloud.com/mohammad-mfarrij/5jwmaabeswbe

نهاية علاقة واستمرار الحب

وقد استحالت الحياة بين الثنائي لذلك وصل الأمر إلى الانفصال عام 1978، وأكمل عاصي ما تبقى من عمره مريضا يرعاه أقربائه. وتوفي يوم 21 جوان 1986.

ورغم الانفصال إلى أن خبر رحيل رحباني تزل كصاعقة على فيروز، وفي إحدى حفلاتها الغنائية غنت فيروز للمرة الثانية أغنية (سألوني الناس) ودخلت في حالة بكاء على المسرح، وهي تغني مقطع  " بيعز علي غنى يا حبيبي.. ولأول مرة ما بنكون سوا".

ولم يمنع الانفصال أو الرحيل فيروز من البقاء على عهد رحباني، لتظل تغني له حتى الآن، أغنيات تتذكره بها، بعد أن رحل عنها في عام 1986.

https://www.youtube.com/watch?v=9qA_RuBPUtg

وعلي مدار ثمانية عقود من الزمان، غنت فيروز مئات الأوبيرتات والأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية من الحان آل رحباني حيث شكل إلياس إلى جانب أخويه منصور وعاصي الرحباني والفنانه فيروز، ما عرف بالجيل الذهبي للتلفزيون والمسرح والموسيقى في لبنان.

اقرأ أيضاً:نضال الأحمدية تهدد جمهور إليسا لهذا السبب.. والأخيرة ترد