صورة خاطفة لـ"جولي بريكسمان" تُغير مسار حياتها تمامًا

في انتصار لحرية الرأي والتعبير داخل أمريكا، فازت الأمريكية جولي بريسكمان؛ في سباق الانتخابات، ليلة أمس الثلاثاء، وحصلت على مقعد في مجلس مقاطعة لوودون في ولاية فرجينيا، بعد أن هزمت الجمهورية سوزان فولب؛ التي استولت على المقعد لمدة ثماني سنوات كاملة.

تمكنت بريسكمان؛ صاحبة مقولة: "أعتقد أنه لا ينبغي إجبار الأمريكيين أبدًا على الاختيار بين مبادئهم ومرتباتهم"، من الفوز وتحولت من مجرد امرأة عادية مطرودة من عملها بسبب انتقادها للرئيس، إلى سيدة تصنع مجدًا سياسيًا.

وأصبحت حديث الساعة وقتها، ووجهت وسائل الإعلام بلها سؤالاً مفاده: "هل لو عاد بك الزمن، ما كنتِ فعلتِ ما فعلتِ واحتفظت بعملك؟" فأجابت: "لا طبعًا، فأنا لا أريد عملي السابق، أنا فقط أريد التأكيد على أن العمل لدى شركة تتعامل مع الحكومة يجب أن يوفر لك فرصًا أكبر وليس العكس، ويجب ألا يحد من قدرتك على انتقاد تلك الحكومة في أي وقت تريده".

بدأت الواقعة، عندما اُلتقطت صورة شهيرة لـ "جولي بريسكمان"؛ في 2017، بينما كانت تركب دراجة هوائية وحينما لمحت موكب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ يمر بالقرب منها، رفعت يدها في علامة شهيرة تدل على إعتراضها عليه.

انتشرت تلك الصورة وقتها بشكل كبير وتداولها الملايين كدليل على شجاعة المرأة، وعلى حرية التعبير في أمريكا التي مكنت مواطنة عادية من توجيه إهانة معنوية لرئيس أقوى دولة في العالم وهي على بُعد خطوات منه.

صُدمت بريسكمان؛ ذات الخمسين عامًا والأم لطفلين، والتي كانت مسؤولة تسويق بإحدى شركات المقاولات الخاصة التي تتعامل مع الحكومة الفيدرالية في ولاية فرجينيا، برد الفعل العنيف من إدارة شركتها؛ حيث تم طردها بعد أن أخبرتها الإدارة بأنها انتهكت قوانين الشركة التي تنص على عدم إلحاق أي موظف الضرر بأعمال الشركة؛إذ إعتبرت الإدارة أن سير العمل مع الحكومة قد يتضرر بسبب الانتشار الكبير للصورة.

وتفاجأت بريسكمان؛ التي لُقبت بـ "She-ro" على وزن "Hero"، في إشارة إلى أنها "بطل شجاع"، بتضامن العديد من المواطنين معها، والذين توافدوا على منزلها على مدار أسابيع، الأمر الذي تطور لتدشين حملة تطالبها بالترشح في الانتخابات القادمة لمدينتها؛ إذ كان يتم انتخاب الجمهوريين لسنوات طويلة؛ وبالفعل تم إطلاق هاشتاج خصيصًا لمطالبتها بالترشح.

لم ينته الأمر عند هذا الحد؛ ففي خلال أيام تعاطف معها العديد من مديري كبرى الشركات وعرضوا عليها العمل معهم، كما تطوع العديد من المحامين والجمعيات الحقوقية لإقناعها برفع دعوى قضائية ضد شركتها السابقة التي فصلتها بدون وجه حق، وهو ما تم بالفعل، بالإضافة إلى تطوع أحد المتضامنين معها بإطلاق حملة لجمع مبلغ مالي لدعمها، وانهالت التبرعات عليها خلال أيام ليصل المبلغ إلى 142 ألف دولار من أكثر من 5500 شخص.

اقرأ أيضًا:

استطلاع يكشف سرقات النزلاء الغريبة من فنادق 5 نجوم