صخراوي طارق: الرقمنة قفزت بفن الكاريكاتير.. وأدعو إلى إنشاء منظمة عربية للحفاظ على تاريخه

ـ فن الكاريكاتير سلاح ذو حدين وليس له أيديولوجية معينة بل يعالج كل القضايا ـ المرأة العربية الأفضل بدون منازع.. والسعوديات حصلن على الكثير من الحقوق

حوار: مجدي صادق

هو فنان عصامي صنع نفسه بنفسه وقد أحب فن الكاريكاتير منذ الصغر، ورغم انقطاعه عن ممارسة هذا الفن على مدى 17 سنة عاد إليه في سنة 2017 بفكر جديد في ظل تقنيات الرقمنة التى قال عنها إنها "قفزت بفن الكاريكاتير رغم وجود الكثير من السلبيات"، وقد حصد العديد من الجوائز الوطنية والعربية.

وفي حواره مع "الجوهرة"، أكد رسام الكاريكاتير الجزائري صخراوي طارق أن المرأة العربية ركيزة أساسية فى المجتمع وهي الأفضل في العالم.. وإلى نص الحوار:

لماذا اخترت فن الكاريكاتير؟

أنا كفنان كاريكاتوري هاوٍ لم أدرس ذلك الفن بل اجتهدت في تطوير نفسي منذ الصغر، وفن الكاريكاتير يتميز عن غيره من الفنون بقوة أفكاره ورسائله الباطنية التي تصل إلى أي شخص مهما كانت ثقافته أو لغته أو وطنه، وهذا ما أحببته فيه كونه يعد لغة عالمية موحدة ويتواصل بها الفنان مع الجميع.

وقد تعلقت بهذا الفن كثيرًا بعد أول تجربة لى سنة 2019؛ حيث فزت في مسابقة وطنية بالجزائر وحصلت على المرتبة الأولى، وكان هذا حافزًا جعلني أكرس وقتي لهذا الفن، وزاد تعلقي به حين شاركتُ في مسابقة وطنية أخرى بالجزائر وفزت بالمرتبة الأولى كذلك.

وقد أيقنت بأن فن الكاريكاتير لايحتاج لأن تكون خريج معهد فنون الجميلة أو ماشابه ذلك، وإنما تملك خيالًا مطلقًا ولمسة من إبداعك غير مقلدة يمكن تجسيدها في أعمالك.

وأيضًا ما حفزني على المواصلة هو أنني تلقيت دعمًا معنويًا من الجمعيات؛ إذ أتاحوا لي الإشراف على عمل تطوعي في مجلة "المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه" Apoce التي وجدت فيها ضالتي من خلال عرض أعمال حول هذا الجانب.

من وجهة نظرك ما أسباب اتجاه الفنانين الجزائريين إلى هذا النوع من الفن؟

بطبيعة الحال فن الكاريكاتير لم يبق حبيس الجرائد، وإنما شهد تطورًا كبيرًا على الساحة الفنية والرقمية، وقد لفت انتباه الكثير من الفنانين فغيروا وجهتهم إليه حبًا في تجربة جديدة.

ومع ذلك يبقى إقبال الفنان الجزائري على هذا المجال ضعيفًا مقارنة بمختلف الدول العربية والأجنبية؛ لأن فناني الجزائر يعدون على أصابع اليد.

هل فن الكاريكاتير له دور مؤثر في صحافتنا العربية؟! وهل دخول الرقمنة وغيرها قلل كثيرًا من إبداعات الفنان؟

بكل تأكيد أرى أن أغلب الصحف العربية تعتمد دومًا على الكاريكاتير في إيصال المعلومة الصحفية؛ لأن أغلب الفنانين العرب المتعاملين مع الصحافة لهم وزن ثقيل في الساحة الدولية والعربية ولهم مصداقية وتأثير كبير في المواطنين.

أما بالنسبة للرقمنة، فلها سلبيات وإيجابيات، والجانب الإيجابي أكبر من السلبي؛ لأن الرقمنة قفزت بهذا الفن إلى أبعد الحدود.

وبطبيعة الحال، الوقت الراهن يفرض علينا دخول مجال الرقمنة لأن المتلقي للأعمال الكاريكاتيرية، خاصة الجيل الجديد، يحب الأعمال الرقمية كثيرًا، لكن لا نستطيع أن نغفل أهمية الرسم الورقي؛ لأن له الفضل الكامل في تعزيز مهارات الرسام قبل أن يتقن المجال الرقمي.

من كان قدوتك في عالمنا العربي كفنان كاريكاتير؟ ولماذا؟ وهل هناك مدارس في هذا المجال؟

إذا عدنا بالزمن إلى الوراء، بالضبط في نهاية التسعينيات، فأول كاريكاتير وقع عليه نظري كان للفنان العملاق في مجال الكاريكاتير عبدو عبد القادر المدعو "أيوب" ومن هنا بدأت مسيرتي مع هذا الفن.

وسبب تعلقي بأعمال هذا الفنان هو الكم الهائل للأفكار التي لا نهاية لها ولمسته الفريدة، وأجمل ما لفت انتباهي أن لمسته من لب خياله وليست منسوخة عن أي فنان.

أما حاليًا فأضع على قائمتي فنانين لي الفضل في أن يكونوا قدوتي وهم: الفنان بن حريزة عبد الغني، وغقالي زوبير من الجزائر، ورائد خليل من سوريا؛ لأن لهم الفضل في توجيهي وإعطائي أي معلومة أو نصيحة في هذا الفن وهم من أدخلوني إلى المنافسات الدولية والعربية، وبفضل نصائحهم تمكنت من الوصول إلى مراكز متقدمة.

وفيما يخص المدارس، لا يوجد تخصص في هذا الفن نهائيًا حتى إن طلبة الفنون الجميلة يستعينون بفناني الكاريكاتير لأخذ المعلومة الصحيحة استنادًا إلى خبرتهم الطويلة وخوضهم غمار المنافسات الدولية والعربية.

وبسبب هذا النقص أو انعدام مدارس خاصة للكاريكاتير، يعاني الفنانون الجدد نقصًا في المعلومات.

صخراوي طارق: الرقمنة قفزت بفن الكاريكاتير

هل تتابع الكاريكاتير في الصحافة السعودية؟ وهل لديك معرفة برسامين كاريكاتير سعوديين؟

أتابع الكاريكاتير السعودي بصفتي فنانًا يحب مشاهدة أي عمل في هذا الجانب، ومعرفتي الوحيدة والتي كان فيها تواصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كانت مع الفنان السعودي القدير "أمين الحبارة".

هل يجب على رسام الكاريكاتير أن تكون له أيديولوجية سياسية ما أم أنه ناقد لمجتمعه وعالمه بكل فكره وأيديولوجياته؟

الكاريكاتير يعد من أخطر الفنون وسلاحًا ذو حدين إما جيد أو سيئ حسب استغلاله من قِبل صاحبه.

لهذا، أرى أن الفنان ليست له أيديولوجية سياسية معينة بل هو يعالج جميع القضايا بنقد بناء وتوجه فكري معين حسب مستواه الثقافي ورصيده المعرفي لكل قضية، وبطبيعة الحال الفنان الكاريكاتيري بشر قد يخطئ في بعض الحالات.

كيف تصف نفسك كرسام أو فنان كاريكاتير؟ وكيف تكون رسائلك عبر خطوط رسوماتك؟

 

أنا صنعت نفسي بنفسي، وأحب فن الكاريكاتير منذ الصغر؛ حيث وجدت فيه ضالتي واستطعت بلورة جميع المواضيع بطريقتي ولمستي الخاصة ومشاركة المشاهدين أفكاري.

وكنت انقطعت عن الكاريكاتير لمدة 17 سنة وعدت إليه في سنة 2017 وقد اخترت له لمسة جديدة غير مقلدة أو منسوخة عن فنان معين من فناني الجزائر.

وكانت بدايتي بحصد جوائز وطنية ثم تفرغت للمسابقات الدولية.

ودومًا أحب إيصال رسائل ضمنية في رسوماتي بطريقة هزلية، وفي نفس الوقت صامتة دون الاعتماد على فقاعات الحوار حتى تكون لأعمالي القدرة على الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين مهما اختلفت أعراقهم أو أوطانهم.

كيف ترى المرأة العربية بعين رسام الكاريكاتير؟

بالنسبة لي المرأة العربية هي ركيزة أساسية لا يقوم المجتمع إلا وهي موجودة، بداية من ربة المنزل إلى من تتولى أرقى المناصب، فهن نصفنا الذي يدعمنا في كل كبيرة وصغيرة.

باختصار، المرأة العربية الأفضل بدون منازع.

هل ترى أن المرأة العربية حصلت على حقوقها وحريتها في ظل ثورة الإنترنت ومواقع التواصل أم أنها أساءت استخدامها؟

قبل الإجابة عن السؤال، أرى أن الإسلام قد سبقنا وسبق التطور التكنولوجي؛ فمنح المرأة الحقوق والحرية ضمن نطاق الحماية وليس التقييد وهذا ما لا يفهمه الكثيرون حاليًا.

أما عن طريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، فهناك نساء استغلين الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي باحترافية في شتى المجالات وفي نطاق لا يخرج عن ثقافة المجتمع العربي، ولكن من جهة أخرى، هناك بعض المؤثرات اللواتي سلكن طريقًا سيئًا.

ولكن الحمد لله، النساء العربيات عفيفات يعملن على بناء مجتمع متكامل لأنهن أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا، والأهم هنا كرامتنا التي نحميها بالنفس والنفيس.

الكاريكاتير في العالم العربي مظلوم كيف يستعيد عرشه؟! يجب استعادته أولًا من طرف فناني الكاريكاتير ذوي الخبرة والأقدمية، وذلك بتمرير التجربة التي قاموا بتنميتها خلال سنوات طويلة إلى الجيل الجديد وتوجيهه توجيهًا صحيحًا.

وللمحافظة عليه، يجب لم شمل الفنانين في كل دولة عربية بإنشاء منظمة عربية يديرها كبار فناني الكاريكاتير حتى يبقى إرث الكاريكاتير موجودًا دومًا وصالحًا لأي زمان.

صخراوي طارق: الرقمنة قفزت بفن الكاريكاتير

كيف ترى ما حصلت عليه المرأة السعودية من حقوق وفق رؤية 2030؟

في الوقت الحالي، أرى أن المرأة السعودية دخلت جميع المجالات من أبسطها إلى أسماها في المجتمع السعودي، وأصبحت تنافس في أي مجال.

وأتمنى أن أرى المرأة السعودية والعربية تدخل مجال الكاريكاتير؛ لأنها ستضيف رونقًا لهذا الفن؛ كون عدد الفنانات قليلًا جدًا مقارنة بالفنانين الذكور.

ومن هذا المنبر، أحيي كل امرأة سعودية وعربية تتابع هذه المجلة المحترمة.

اقرا أيضًا: إبراهيم طربوش: الكاريكاتير له دورًا مهمًا في علاج قضايا المجتمع وإثراء الثقافة العربية