نبيلة العنجري: لا يوجد ما يمنع المرأة العربية من تقلد منصب "رئيس جمهورية"

رحلة طويلة من النجاح خاضتها، نبيلة العنجري؛ سيدة الأعمال الكويتية، حيث تقلدت خلالها عددًا من المناصب الرفيعة في القطاعين العام والخاص، في مجالات الاقتصاد والسياحة والبيئة والإعلام، وغيرها، بالإضافة إلى طرقها المجال السياسي من خلال خوضها معترك الانتخابات النيابية؛ لتصبح واحدة من أشهر النساء الكويتيات، ويستقر بها المقام أخيرًا في تأسيس شركة خاصة باسم "ليدرز جروب للإستشارات والتطوير"، وهي سعيدة بهذا المجال الذي ترى فيه آفاقًا متسعة للنجاح والاستمرارية.

في هذا اللقاء تطوف مجلة "الجوهرة" معها في العديد من محطات حياتها العامة والخاصة..

*بداية حدثينا عن عملك الحالي، والمناصب التي تقلدتيها طوال مسيرتك؟

في البداية، أشكركم على دعوتي للمشاركة في هذا العدد المميز من مجلة "الجوهرة"، وأهنئكم على صدورها لتكون رئة جديد للثقافة، وأن تقدم للساحة السعودية وجهة جديد في المواضيع المميزة التي ستطرحها.

أما بالنسبة لي فقد استقريت الآن في عملي الخاص من خلال الشركة التي أسستها وهي "ليدرز جروب للاستشارات والتطوير" منذ عشر سنوات، وأنا سعيدة حينما أراها تكبر وتزدهر في مجالات عديدة، أهمها:

السياحة والضيافة، العلاقات العامة، ادارة المناسبات والفعاليات، والآن دخلنا في مجال الاستشارات البيئية لأهمية هذا المجال لبلدنا ومنطقتنا والعالم أجمع.

و"ليدرز جروب" شركة صغيرة بحجمها، كبيرة بأعمالها وآمالها وأهدافنا، ونسعى لتكون أحد أكبر الشركات في مجال الاستشارات السياحية والترفيهية والبيئية.

كما أعمل من خلالها في ما يخص الشأن العام للمرأة الكويتية والخليجية.

*نبيلة العنجري.. رحلة ناجحة بين الأعمال والسياسة والعمل العام،أين وجدتِ نفسك؟

وجدت نفسي في كل مكان ومجال أطرقه، فأنا لا أسير بدون خطة وبدون خريطة واضحة، وأحب أن أرسم رحلتي بالعمل.

وأحببت العمل العام كمرحلة في حياتي، تعلمت منها الكثير ووجدت نفسي بالسياسة وخاصة أنني مع مجموعة قليلة دخلنا معترك الإنتخابات البرلمانية في 2006 – 2012، فكان ذلك تحفيزًا لكثير من النساء في بلدي كي يتشجعن ويدخلن الميدان، أما الآن فأجد فرصًا كثيرة في العمل الخاص، وتفتحت أمامي الكثير من الآفاق التي تشجعني على الاستمرار.

*ماذا تبقى في ذاكرتك من أيام الطفولة، وهل كنتِ تحلمين بأن تصيري سيدة أعمال؟

أيام الطفولة مازالت راسخة في ذاكرتي، فأنا طفلة غير عادية، كنت أكبر من عمري في فترات كثيرة وأحب أن أثبت وجودي ولدي ثقة كبيرة، وهذه صفة اكتسبتها من والدي ــ رحمة الله عليه ـ الذي كان يقول لي منذ صغري "إنكِ بعشرة رجال"، حيث أننا كنا خمس بنات وأنا أكبرهم ولم يأت الولد (أخي)، إلا متأخرًا، فكانت كنيته "أبو نبيلة".

وعندما حضر أخي لم يقبل أن يغيروا كنيته، وقال: "ماذا بها أبو نبيلة"، كذلك منذ صغري كنت مبادرة وأحب أن أساعد الجميع.

مراحل الطفولة جميلة، وقد كنت من المتفوقات، وما زالت علاقتي بأساتذتي جميلة ومبهجة.

*برأيك، ما هي أهم التحديات التي تواجه المرأة العربية لتحقيق نجاحات في البيزنس أسوة بالرجل؟

ما زالت المرأة العربية تواجه الكثير من الصعوبات للوصول للمناصب القيادية العليا، فما زال العدد قليل جدًا مقارنة بالرجال، وكذلك مقارنة بمخرجات التعليم العالي والذي تقوم به المرأة والرجل.

كذلك هناك قضايا الاستبعاد من المناصب والاعذار كونها أم أو زوجة، مع أن المرأه أكثر عطاء وأكثر دقة في مجالات الأعمال الكثيرة التي أثبتت فيها جدارتها، ومن التحديات التي تواجه المرأة العربية والخليجية بشكل خاص، هو أن المناصب والمواقع القيادية تأتي للرجل من خلال العلاقات الاجتماعية والأماكن التي لا تستطيع المرأة دخولها والالتقاء بمتخذي القرار، مثل الديوانية، الزيارات والتجمعات الرجالية، وأيضًا التيارات والأحزاب، فالمرأه مستبعدة من المناصب لعدم قبولها أو دخولها هذه الأماكن.

أما الشركات الخاصة، فالفكر عند بعض الأسر أن الولد هو الوريث ويتم تأهيله، على الرغم من أنه قد لا يكون قادرًا على الإدارة، بل قد تكون إحدى أخواته أفضل وأذكى وأقدر منه، وقد اكتشفت بعض العائلات هذه القضيهP فنصَّبت بناتها ونجحت شركاتهم بشكل أفضل.

*هل تعتقدين بأن المجتمع العربي لا زال يُشكل عائقًا أمام تمكين المرأة؟

المجتمع العربي منذ 50 عامًا كان أفضل بكثير من الآن، وخاصة لدينا بالكويت، على الرغم من انتشار التعليم ومنح المرأة الكثير من الحقوق والمزايا إلا أنها صورية وليست بالعمق المطلوب، فالمرأة منذ نعومة أظفارها تُهيأ لتكون زوجة وأم وخاصة في بعض الدول العربية التي تسعى الأسر فيها إلى تزويج البنت وتعتبره الهدف الأكبر لديها.

نحن بالكويت تجاوزنا هذه المرحلة؛ إذ نجد الأسرة تدعم البنت والولد سواسية؛ ولذلك نرى أننا بدأنا طرق الأبواب.

ولا يخفى عليكم أن التعليم ثم التعليم ثم الإعلام هما أداتا بناء وهدم أي مجتمع، فإذا تم الاهتمام برسائل توعوية عن أهمية مكانة المرأة وأهمية وجودها في كل المجالات؛ لأصبحت مجتمعاتنا مهيأة لتتبوأ المرأة أعلى المناصب.

*ما الذي ينقص المرأة العربية لتصبح يومًا ما رئيسة لدولتها؟

لا يوجد عائق حتى تكون المرأة رئيسًة لدولتها، المهم في الأمر هو أن تُعطى الفرصة لتهيئتها كما هو الحال بالنسبة للرجل، ولا أرى أي خطأ في وصولها لمنصب رئيس الدولة أو رئيسة وزراء، فقد اثبت مكانتها وجدارتها في كل المواقع.

*ما هي أهم النصائح التي تقدمينها لرائدات الأعمال في بداية طريقهم؟

أهم النصائح هي:

- أن يكون العمل نابع من حب ومن إهتمام أشخاص ولا يكون تقليدًا لأحد.

- أن يبدأ صغيرًا ويعطى اهتماما كبير.

- الإطلاع وتثقيف النفس على كل ما له علاقة بالعمل.

- الوقت والجهد الكبير، فلا تنجح الأعمال إذا كانت المرأة مشغولة بأشياء مختلفة، وكما يقال في المثل "صاحب بالين كذاب".

- المنافسة الشريفة والمحافظة على الإسم بالجودة والأخلاق.

- رائدات الأعمال عليهن المشاركة بالأفكار، والآن مع التواصل الإجتماعي من الممكن أن تتم اللقاءات بينهم وتبادل التجارب.

*يقال "وراء كل رجل عظيم إمرأة"، مَن يقف وراء نجاحكِ؟

أنا أدين بنجاحي أولًا لوالدي - رحمة الله عليه- فهو أول من أعطاني وصفات النجاح بالحديث المستمر بيننا، وكنت صغيرة جدًا بين 7- 10 سنوات، وكان يتحدث معي في كل الأمور"سياسة، اقتصاد، أدب، ثقافة"، وكنا أصدقاء ومقربين.

وبعد ذلك أدين لكل شخص أعطاني نصيحة أو قدم لي معونة، أوحتى وقف ضدي وآذاني؛ فهي تجربة ودرس تعلمت منه التسامح والحب والعطاء.

* ما هي فلسفتكِ في الحياة، والدروس المستفادة منها؟

بعد هذه السنوات، فأنا أرى أننا كبشر خُلقنا لنقدم رسالة لوجودنا في هذا العالم، لذلك أجد أن أهم الأشياء التي علينا أن نتركها كميراث، هي نقل المعلومات والخبرات للأجيال القادمة وتقديمها لمن يبحث عنها.

*ما هو الحلم الذي لا تزالِ تحلمين بتحقيقه؟

الحلم هو أن أقدم خبرتي عن طريق الدورات أو المحاضرات سواء من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو حضور الملتقيات.

والأهم من ذلك وهو حلمي الأكبر، بالتفرغ للعمل التطوعي حول العالم؛ لنشر التعليم وخاصة للنساء، لأن تعليم المرأة هو بناء المجتمع ككل.