روز العودة تكتب: ديناميكية كرة القدم.. وفوز السعودية

كرة القدم، بلا شك هي اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم؛ إذ تحظى باهتمام كبير على جميع المستويات؛ حتى إنَّ المدخلات والمخرجات المرتبطة بها، صارت اقتصادًا ضخمًا ومجالًا استثماريًا له نصيب معتبر في خريطة النشاط الاستثماري العالمي.

ويتخطى تأثير كرة القدم على الشعوب، هذه المعطيات التقليدية إلى ما هو أكبر وأعمق في العلاقات الإنسانية بين الشعوب.

إذ لا تعترف كرة القدم بالحواجز اللغوية والجغرافية، بل وتسهم في أحيان كثيرة في إسقاط الخلافات السياسية، وتكوين مجتمع يستند على الرؤى.

وتجسدت هذه المفاهيم فعليًا، في منافسات كأس العالم قطر 2022 بعد فوز المنتخب السعودي في أولى مبارياته ضمن المجموعة الثالثة على نظيره الأرجنتيني.

وهو فوز حمل إشارات متعددة، وألغى كل الاحتمالات التي كانت موضوعة على الورق، ولقي صدى عالميًا كبيرًا، واهتمامًا من وسائل الإعلام العالمية؛ ما أسهم في تعزيز صورة المملكة كقوة قادمة في جميع المجالات، وأولها كرة القدم.

روز العودة تكتب: ديناميكية كرة القدم.. وفوز السعودية

لقد كان لفوز السعودية أبعاد متعددة؛ إذ أسهم في تكوين ما يشبه الإجماع الشعبي في العالمين العربي والإسلامي على تشجيع السعودية والاحتفال بفوزها، وكأنه يخص كل المشجعين.

فقد توحدت المشاعر، وزالت الحدود الجغرافية على الخرائط، وانصهرت الخلافات الاجتماعية، وسقطت الأقنعة السياسية التي تسهم في توسيع الخلافات والانقسامات في العالمين الإسلامي والعربي.

لقد أسهم هذا الفوز في التقاء الرؤى الجمعية حول قيمة هذا الانتصار، وأثره في الشعوب العربية والإسلامية، ومثَّل دافعًا قويًا، فتح آفاقًا جديدة لإمكانية التوحد والتعاون؛ بالاستفادة من صدى المنافسات الرياضية عمومًا، وكرة القدم خصوصًا؛ كبوابة يمكن الانطلاق من خلالها لإغلاق كثير من ملفات الاختلاف، وفتح صفحات جديدة في العلاقات بين الشعوب؛ بالاستفادة من ديناميكية كرة القدم، بعد أن فشلت السياسة والدبلوماسية في تحقيق الإجماع.

إنَّ احتفال الأشقاء بفوز الأخضر على الأرجنتين؛ هو في الواقع رسالة مهمة وعميقة، مضامينها أكبر من انتصار في مباراة مدتها تسعون دقيقة على ملعب لا تمثل مساحته شيئًا أمام مساحة الدول.

ولكن الاحتفال والإجماع غطَّى مساحات تلك الدول في إشارة تدعو إلى التفاؤل والعمل، وإمكانية توحيد الأمة، شريطة البدء فورًا في تكوين قناعة بأنَّ الأصل في حياتنا وثقافتنا وحضارتنا؛ هو التوحد، وليس الانقسام.

التحية مجددًا لأبطال الأخضر، الذين قدموا نموذجًا في العطاء وحب الوطن، وفتحوا بهذا الانتصار أبواب المجد.

روز العودة رئيس الترحرير

اقرأ أيضًا: