في حدث حزين من تاريخ الموضة العالمية، أعلنت مجموعة أرماني العالمية رسميًا ببالغ الحسرة والأسى رحيل مؤسسها ورمز الموضة الإيطالية المصمم “جورجو أرماني””Giiorgio Armani”، عن عمر ناهز 91 سنة، إثر تدهور وتراجع حالته الصحية.
وبسبب مرضه كان قد اضطر لأول مرة في حياته إلى التخلف عن عرض الأزياء خلال أسبوع ميلانو في يونيو 2025. وعرض “أرماني بريفيه” في باريس يوليو 2025.
وقد هز خبر رحيله الأوساط الثقافية والفنية، وألقى بظلال من الحزن على عشاق الأناقة حول العالم.
البدايات البسيطة
ولد جورجو أرماني في مدينة بياتشنسا الإيطالية عام 193،4 وسط أسرة متواضعة بين أب يعمل في الشحن وربة منزل لقنته أصول الجمال، من طفل نشأ سنوات صعبة بعد الحرب العالمية الثانية ليصير لاحقًا رمزًا عالميًا في الموضة.
درس بكلية علم الأحياء قبل أن يتركها ليلتحق بالخدمة العسكرية. بعد ذلك عمل كموظف عرض في متجر “لاريناتشينتي” الشهير في ميلانو. وهنا بدأت تدب الحياة في شغفه بالأزياء.
مسيرة جورجو أرماني
منذ تأسيس داره عام 1975، غير أرماني ملامح الموضة العالمية بأسلوبه الفريد اشتهر بتصاميمه الناعمة الأخاذة تتميز بالانسيابية والراحة والخفة. وتراعي تفاصيل الدقة والجمال وأتى بالألوان الترابية والمحايدة أبرزها اللون الرمادي.
في الثمانينيات أبدع خلال تصميمه للبذلات الناعمة العملية ليكون لها حضورًا قويًا أنيقًا وتغمرها طاقتها الأنثوية. وجعل الرجل أكثر جاذبية بإجراء كل تعديل ممكن على البذلات الرجالية ليسحبها من ركودها.
كان أكثر من مصمم أزياء، رائدًا في تحويل الموضة إلى لغة عالمية يعبر بها جميع الشعوب والأفراد عن هويتهم وميولهم وثقتهم بأنفسهم.
ظل “أرماني” طوال مسيرته الاستثنائية محافظًا على استقلالية شركته في ميلانو، بعيدًا عن الأسواق المالية. مع شريكه “سيرجيو غاليوتي” الذي باع سيارته ليؤمن رأس المال الأول للمشروع إيمانًا بموهبة أرماني، ما مثل تضحية جريئة عكست شرارة صفاء العاطفة والصداقة في زمن قلت فيه مظاهرها.
بقى اسمه مرادفًا للأناقة الإيطالية الأصيلة والفريدة. وبنى بذلك إمبراطورية شملت الملابس والهندام والعطور والأثاث والفنادق ومختلف الديكورات. مثبتًا أن الأناقة تحيطنا من كل مكان وهي أسلوب حياة شامل.
نهاية حقبة وبداية الخلود
مع إعلان وفاته، انهمرت كلمات الرثاء ورسائل التعازي من نجوم هوليوود ومشاهير العالم من ممثلين وعارضي الأزياء. إذ عبرت “جوليا روبرتس” عن ألمها برحيله بوصفه أسطورة وأنه كان صديقًا حقيقيًا.
بينما أكدت “دونتيلا فيرساتشي” أن العالم خسر عملاقًا صنع التاريخ . أما “ديفيد وفيكتوريا بيكهام” فعبرا عن امتنانهما لموروثه الإبداعي الملهم وامتنانهما لرابطة الصداقة التي تجمعهم.
وأضاف في ذلك وزير الثقافة الإيطالي “أليساندرو جولي” قائلًا: “برحيل جورجو أرماني يغيب أحد رموز الثقافة الإيطالية، الذي عرف كيف يحول الأناقة إلى لغة عالمية. لقد أعاد بأسلوبه البسيط والمبتكر تعريف العلاقة بن الموضة والسينما المجتمع”.
وأضاف: وفاة جورجيو أرماني، لا تعني نهاية قصته بل هي بداية خلود اسمه وإرثه في تاريخ الموضة. وترك بصمته حاضرة في كل تصميم. وكل عرض أزياء تستلهم من فلسفته البسيطة.
رغم رحيل رائد وأحد أقوى أعمدة عالم الموضة جيورجيو أرماني. يتعهد فريق العمل والعائلة له بالمضي قدمًا لترسيخ إرثه والحفاظ على روحه وأسلوبه الآسر الفريد في كل التفاصيل.