رئيس غرفة التجارة والصناعة البرازيلية د.سوزان دوابة: نسعى إلى التعاون مع الكثير من الكيانات الاقتصادية السعودية

ـ المرأة السعودية تقود الآن التحول الاقتصادي بالمملكة بعد دعم القيادة الحكيمة

ـ التنمر الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي وراء تصدع الكثير من الأسر العربية والمصرية

حوار: مجدي صادق

 

أصبحت المرأة السعودية تقود التحول الاقتصادي بالمملكة بعد أن أتاحت لها القيادة الحكيمة الكثير من الدعم والتمكين. وقد أكدت الدكتورة سوزان دوابة؛ رئيس غرفة التجارة والصناعة البرازيلية، في حوارها لـ"الجوهرة"، أن المملكة العربية السعودية دعمت مواطنيها بجميع مناحي الحياة في سبيل التنمية المستدامة، فقد شرعت في وضع رؤية تمثل الحاضر والمستقبل حتى عام 2030.

وقالت الدكتورة سوزان دوابة، إن الغرفة المصرية البرازيلية، تلعب دورًا بارزًا فى تفعيل التعاون الدولي والاستراتيجي بين البرازيل ومصر وحتى على المستوى الإقليمي، مشيرة إلى أنها تسعى لتعزيز دور الغرفة مع الكثير من الكيانات الاقتصادية السعودية. علامات استفهام كثيرة دار حولها الحوار التالي..

ماهو الدور الذي تلعبه الغرفة في مصر لدعم التعاون التجاري والاقتصادي مع البرازيل؟ وهل يمكن أن تتعاون مع مثيلتها بالمملكة؟

تلعب الغرفة دوًرا كبيرًا بين مصر والبرازيل؛ حيث إنها مؤسسة مسجلة تعمل تحت إشراف الحكومة الفيدرالية البرازيلية، ومكتبها الرئيسي في مدينة بيلو هورايزونتي بولاية ميناس جيرايس في البرازيل، ومسجلة حسب القانون المعتمد في البرازيل، ويشارك في إدارتها مجموعة من خبراء التجارة الدولية العالمية.

وهي تسعى لتحقيق تعاون دولي واستراتيجي في جميع المجالات لاسيما التجاري والاقتصادي بين البلدين، وتم افتتاح فرع للغرفة بالإسكندرية، كما نرحب بكل أوجه التعاون بين غرفة التجارة والصناعة البرازيلية وبين جميع الغرف في الدول العربية لتنشيط حركة التجارة ودعم الاقتصاد.

التمكين الاقتصادي للمرأة من أهم أدوات المرأة العربية للحصول على حقوقها هل تتفقين معنا في ذلك؟ وهل تلعب الغرفة دورًا في ذلك؟

نعم أتفق معكم في هذا الشأن؛ حيث تبوأت المرأة العربية خلال الآونة الأخيرة مراكز اقتصادية مهمة في كل القطاعات، فهي جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي تعيش فيه وتسعى دائمًا لتحقيق ما هو أفضل للنهوض بوطنها من خلال موقعها في العمل.

كما تلعب الغرفة دورًا مهمًا في هذا الإطار؛ من خلال اللجنة الثقافية التي تتبناها والتوعية عن طريق الندوات الثقافية، وإعداد كوادر نسائية يكون لها دور بارز في عالم الاقتصاد.

ماذا تحقق للمرأة السعودية في ظل ما حصلت عليه من حقوق؟

أصبحت المرأة السعودية تقود التحول الاقتصادي في المملكة؛ حيث منحتها القيادة الحكيمة الكثير من الدعم والتمكين، وعززت من مكانتها وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية؛ عبر صدور عدد من القرارات والإصلاحات الحقوقية والتشريعية، لتعزيز حقوقها ومشاركاتها في العمل، والاستفادة من قدراتها وخبراتها، ثقة بها وإيمانًا بكفاءتها لتصبح نموذجًا يحتذى به في الحراك الاقتصادي والتنموي.

وشاركت المرأة السعودية في العديد من مسارات التنمية، وتقلدت العديد من المناصب في القطاعين العام والخاص، ورشحت نفسها لتكون في المجالس البلدية والغرف التجارية، وتولت مناصب دبلوماسية، ومثلت المملكة في المناسبات العالمية؛ منها وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، وكان لها حضور لافت في مجال ريادة الأعمال.

سوزان دوابة

كيف ترين رؤية المملكة ٢٠٣٠ كخبيرة اقتصادية وامرأة؟

دعمت المملكة العربية السعودية مواطنيها بجميع مناحي الحياة في سبيل التنمية المستدامة، فقد شرعت في وضع رؤية تمثل الحاضر والمستقبل حتى عام 2030، التي تعمل على ثلاثة محاور تتمثل في: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح، وتستند إلى مقومات المملكة ومكامن قوتها بهدف دعم المواطنين في تحقيق تطلعاتهم.

رؤية السعودية 2030 تعني بتحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط إلى اقتصاد يتسم بتنوع في مصادر الدخل الاقتصادي.

ويُعد التركيز على دور المرأة السعودية واحدًا من البرامج والإصلاحات الرئيسة التي تبنتها رؤية 2030، وتتضمن الرؤية أهدافًا وسياسات تتناول الجهود المبذولة لتعزيز التحسينات الطموحة في وضع المرأة السعودية وتمكينها من المشاركة في التنمية الاقتصادية المنشودة.

مجتمعاتنا العربية تشهد ظواهر مثل التحرش والتنمر.. هل مواقع التواصل الاجتماعي السبب؟ وهل هناك خطر يحيق بالأسرة العربية؟

نعم بالفعل مواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في انتشار هذه الظواهر بشكل واسع؛ حيث التنمر الإلكتروني كما يسمى، واستخدام الإنترنت خاصة مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك من أجل إيذاء الآخرين بشكل متعمد، وقد انتشرت هذه الظاهرة بشكل لافت في المجتمعات خاصة بين الشباب.

وهناك أيضًا طرق أخرى للتنمر الإلكتروني، مثل الكشف عن معلومات شخصية للضحية على مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات، كما يقوم البعض بانتحال شخصية الضحية وإنشاء حسابات وهمية ينشرون عبرها معلومات تثير للجنس والتحرش والتنمر.

هل لديكم أي تعاون مع مؤسسات أو جهات معنية بالمملكة؟

لدينا بالفعل تعاون كبير مع رجال أعمال سعوديين ممثلين للعديد من المؤسسات السعودية، كما نسعى أيضًا لتنشيط العلاقات بشكل أكبر مع العديد من الكيانات والجهات المعنية في المملكة.

هل نجحت المرأة العربية في أن تحقق تقدمًا بمشروعاتها الاقتصادية التي تديرها؟

لقد تغيرت الصورة التي كان يتبادر إليها الذهن وهي أن المجتمع ذكوري ليصبح مجتمعًا متناغمًا بين المرأة والرجل في كل نواحي الحياة، خاصة دور المرأة وتعاملاتها الاقتصادية والتي حققت من خلالها ما شهدناه في العالم أجمع؛ حيث أصبحت العديد من السيدات تتبوأ مناصب اقتصادية مهمة في الوزارات.

ماذا تتمنين للمرأة المصرية والسعودية أن يتحقق للحصول على مزيد من المكاسب؟

تعيش كلٌ من المرأة المصرية والسعودية عصرها الذهبي في عهد القيادات الحكيمة التي سمحت لهما بالتمكين لينخرطا في مجتمعاتهما، ولكي تثبت المرأة وجودها وتحقق الكثير من طموحاتها.

أتمنى أن يكون للمرأة العربية بشكل عام دور أكبر في مجتمعها، وأن تأخذ كامل حقوقها فهي الأساس والعمود الفقري لرفعة المجتمعات.

ما الذي يمكن أن تقدمه الغرفة لتفعيل التعاون بين المرأة العربية والمصرية والبرازيلية؟

هناك ترتيب للربط وتفعيل التعاون بين المرأة العربية والبرازيلية، وذلك من خلال عقد مؤتمرات واجتماعات بين سيدات الأعمال العربيات والبرازيليات، وإقامة الكرنفالات البرازيلية في الدول العربية، والتي تسهم فيها المرأة البرازيلية بشكل كبير، والثقافات العربية للبرازيل من خلال الأعمال التي تقوم بها المرأة المصرية والعربية، لاسيما الأعمال اليدوية والتي لاقت استحسانًا كبيرًا في العديد من الدول الخارجية.

هل يمكن أن تحقق مصر والمملكة نموًا اقتصاديًا من التعامل مع دول أمريكا اللاتينية وتحديدًا البرازيل؟

نعم استطاعت مصر في غضون الأعوام الثلاثة الماضية، بموجب اتفاقية الميركسور مع أمريكا اللاتينية، إعفاء أكثر من ألفي منتج من التعريفات الجمركية.

وبدءًا من شهر سبتمبر الماضي، تم إعفاء أكثر من 463 منتجًا مصريًا من كل الرسوم الجمركية إذا ما تم تصديرها إلى دول الميركوسور، وفي المقابل ستُمنح أيضًا الضريبة الصفرية لأكثر من 719 منتجًا من منتجات تكتل دول الميركوسور المتجهة إلى السوق المصرية، وسوف تحقق المملكة نموًا اقتصاديًا أيضًا من خلال التعاون المشترك مع أمريكا اللاتينية.

اقرأ أيضًا: حوار| د. نهى سمير: المملكة تتبع استراتيجية للمساواة بين الرجل والمرأة بخطوات مدروسة