«جبل السفينة» مدونة تحكي تاريخ 2600 عام من الحضارات

ينفرد «جبل السفينة»، بالشواهد المنقوشه عليه، وبتكوينه وموقعه جنوب غرب مدينة تبوك؛ ما أكسبه التسمية من تفاصيله التي تبدو للناظر من بعيد على هيئة سفينة رأسية في الصحراء.

ويقع «جبل السفينة»، في وسط صحراء حِسمى الحاضرة في سجل التاريخ؛ إذ كان محطة على طريق التجارة القديم من وإلى جزيرة العرب منذ الأزل، ومرت بها القوافل والركبان على امتداد الحضارات الإنسانية المتتالية، الأمر الذي يفسر تنوع وكثرة النقوش الأثرية على صخور الجبل.

[caption id="attachment_65226" align="alignnone" width="800"]جبل السفينة جبل السفينة[/caption]

ولقب المؤرخون "جبل السفينة"، بالمدونة الزاخرة بالنقوش الثمودية، التي تعود لأكثر من 2600 عام، وبعض الكتابات العربية لفترة ما قبل الإسلام وبعده في زمن مبكر، مرورًا بالعصور الإسلامية المتلاحقة، فلا يكاد يخلو جزء من الجبل إلا ونقش الثموديون والعرب القدماء دلائلهم عليه، كما زخم الجبل بجمل كتبها أصحابها بالخط الكوفي الأول بدون تنقيط في القرن الأول للهجرة كنوع من التوثيق لأحوالهم ورحلاتهم.

[caption id="attachment_65227" align="alignnone" width="1280"]جبل السفينة جبل السفينة[/caption]

اكتشف المؤرخون على "جبل السفينة"، بعض النقوش العربية التي عُرفت فيما بعد بـاللهجة الحسمائية، وكان للجبل السبق في ذلك، وهي لهجة عربية شبيهة باللهجة النبطية، وتعد أول كتابة عربية ترتبط فيها الحروف ببعضها كما الخط الكوفي، ويشبه الحرف الحسمائي الحرف الصفائي إلا أنه متميز عنه بموقعه وتاريخه.

[caption id="attachment_65230" align="alignnone" width="997"]جبل السفينة جبل السفينة[/caption]

جاء ضمن العبارات ما نقشه أحدهم: (اللهم اغفر لمحمد بن إبراهيم بن نافع مولى أبو هريرة ذنبه العظيم)، المؤرخة في سنة عشرين ومئة، ونقش آخر ( أنا عمر بن سويد أوصي كل ذي علم أن ينفع بعلمه )؛ بالإضافة إلى العديد من النقوش والكتابات الأخرى.

[caption id="attachment_65233" align="alignnone" width="997"]جبل السفينة جبل السفينة[/caption]

يعد "جبل السفينة"، إرث تاريخي ذي أهمية للباحثين في أسبار التاريخ وتطور اللغة العربية؛ إذ تحمل شواهده الموغلة في القدم، إرثًا يستنطق جانبًا من تاريخ جزيرة العرب، ولغتها الخالدة.

اقرأ أيضًا:

«صخرة الجمل».. مسرح طبيعي مفتوح أمام السائحين