توصيات مؤتمر «المرأة وحوار الحضارات» بعد اختتام فعالياته بالدنمارك

الدنمارك- هاتفيًا أحمد الزيلعي:

اختتم مؤتمر «المرأة وحوارات الحضارات» فعالياته في الدنمارك، وقدّم عددًا من التوصيات في ختام المؤتمر.

وأوصى المؤتمر الدولي، الذي نظمته منظمة "همسة سماء الثقافة" الدولية في الدنمارك، أهمية تصحيح صورة المرأة العربية في الإعلام الغربي.

كما أوصى بتصحيح صورة المرأة الغربية في الإعلام العربي، وبحث القضايا المعاصرة للمرأة العربية والغربية بأرضية مشتركة، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل السيدات حتى يصلن إلى المناصب القيادية.

النساء قادرات على التأثير

وناقش المؤتمر ضرورة اهتمام المرأة بالشأن العام وإعداد جيل من النساء قادر على الحضور والتأثير والتواصل مع خبرات محلية وخارجية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والتماسك؛ من خلال دمج الأدوار لمواجهة التغييرات.

جاء ذلك في المؤتمر الختامي الذي عُقد بقبة البرلمان الأوربي الدنماركي، بحضور سفراء ووزراء الدول والوفود المشاركة من "الدنمارك، السويد، بلجيكا، بريطانيا، فنلندا، ألمانيا، إسبانيا، موريتانيا، السودان، مصر، الإمارات، السعودية، المغرب، تونس، الاْردن، العراق، فلسطين، وأمريكا".

المرأة شريك في القضايا المهمة

وأكد المؤتمر الختامي أهمية دور المرأة بالغرب والشرق في صنع السلام وعمليات المصالحة وحل النزاعات؛ ما جعلها شريكًا فاعلًا في القضايا المهمة، سواء في البحث والدراسات أو القيادة لأبرز الملفات أو القضايا كقضايا الإرهاب، والهجرة، والمتاجرة بالبشر، والمخدرات.

وناقش اعتبار المرأة العربية داعمة للسلم والاستقرار والأمن والتنمية، مطالبًا بتثمين جهود المرأة وإبراز نجاحها ومنحها فرصة للظهور الإعلامي وتأطيرها؛ ليكون حضورها مقنعًا، والعمل على احترام التناصف في مواقع صنع القرار.

المؤتمر يهدف لتقريب وجهات النظر بين السيدات حول العالم

وأكدت الدكتورة فاطمة اغبارية؛ رئيسة منظمة "همسة سماء الثقافة الدنماركية" ورئيسة المؤتمر، أن المؤتمر يهدف لتقريب وجهات النظر بين المرأة العربية والغربية، والتواصل وتبادل الخبرات.

ورحبت بالسفراء والوزراء والوفود المشاركة بالمؤتمر، وتناولت، في معرض حديثها، تطورات المرأة العربية، ودورها في الماضي والحاضر والمستقبل بقولها "كانت أدوار المرأة قديماً مُقتصرة على الأعمال البيتية وتربية الأبناء، وشؤونه الداخلية بينما الرجل كان عليه العمل لكي يوفر المال لعائلته".

وأشارت إلى أنه مع التطور الحياتي أصبح في وقتنا الحالي تفكير كلٍّ من المرأة والرجل مختلف.

المرأة السوبر مان

ووصفت الدكتورة إغبارية المرأة بـ"السوبرمان"، مبينة بقولها "بات على المرأة أن تعمل داخل البيت وخارجه، بينما الرجل يكتفي بالعمل خارج المنزل، وظل الرجل هو الذي يحدد للمرأة واجباتها وحقوقها، وهي متحملة الأعباء الموكلة إليها التي أثقلت كاهلها".

ولفتت إلى الإيجابيات التي حققتها المرأة مع التغيرات، حسب الثقافات و العادات و الأديان والسلبيات التي رافقت تطور المرأة، وكيف استطاعت أن تثبت نفسها في شتى المجالات، وساهمت في التنمية التعليمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

السعودية تستضيف الدورة الثانية من المؤتمر

وأوضحت الدكتورة فاطمة إغبارية، أن المؤتمر المقبل سوف تستضيفه المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع هيئة المرأة العالمية للتنمية والسلام بالشرق الأوسط.

في السياق ذاته، ثمن حبيب الصدر؛ ممثل السفير العراقي بالدنمارك، الجهود المبذولة لتنظيم المؤتمر الثقافي للمرأة، مستعرضًا إسهامات المرأة العراقية والحروب التي مرت بها ولم تكسرها، داعيًا المرأة المغتربة لأخذ دورها الفعال في بناء الأوطان.

وتطرقت الدكتورة رشا فيضي؛ مديرة ساند بالإمارات، إلى أهم التحدّيات والصعوبات التي تؤثر وبصورة مباشرة في المرأة والطفولة باعتبارها المتضرر الأكثر خلال الأزمات والحروب والكوارث، ووجهت القيادات النسوية حول العالم للرقي بوضع المرأة والطفولة بمشاركة الرجل.

وشملت جلسات المؤتمر عدة محاور تخصصية حول تطور أوضاع المرأة عبر التاريخ إلى عصرنا الحالي، وأدارت الجلسة الافتتاحية مروة السنهوري.

المرأة الإماراتية بين التراث والمعاصرة

وتقول فريدة العوضي؛ رئيسة مجلس أعمال الإمارات، بورقتها "المرأة الإماراتية بين التراث والمعاصرة "، إن المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر.

ومن هذا المنطلق وعليه عملت القيادات بدولة الإمارات على بناء الدستور والتشريعات؛ لتعزيز التكامل والمساواة بين الرجل والمرأة.

واقع المرأة السعودية

وأكدت رشا التركي، مديرة جمعية النهضة بالمملكة العربية السعودية عن النهضة التي جاءت نتيجة لعقود من التطور النسائي في مختلف المجالات لافته في ورقتها التي قدمتها بعنوان " واقع المرأة السعودية " بأن أهداف رؤية 2030 جعلت منجزات المرأة السعودية مرئية .

وحكت الدكتورة الاعلامية  مونيكا ميرغيو ، عضو في المعهد الألماني للدبلوماسية الثقافية قصتها حول بذلها قصار جهدها للتعبير عن صورة المرأة العربية.

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الغربية ليست مستعدة لتقديم الحقيقية عن المرأة بشكل عام والمرأة العربية بشكل خاص، خلال ورقة عملها التي قدمتها بعنوان ( صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام الأجنبية).

وناقشت ابتسام ابو واصل محاميد، ناشطة اجتماعية في التوعية الشبابية بفلسطين سلبيات وإيجابيات الزواج المبكر بورقة عمل بعنوان (الزواج المبكر).

فيما استعرضت البروفسورة تمارا عمر ، نائب رئيس للاتحاد الأمريكي الدولي للتعليم بأمريكا ورقة عمل بعنوان (المرأة العربية وإشكالية الوصول إلى مواطن صنع القرار في المجتمعات الغربية).

وأدارت عايدة العلاني، الجلسة الثانية من المؤتمر و تناول خلالها منى إسحاق، ورقة عمل بعنوان ( دور المرأة السودانية في الحفاظ على الهوية الوطنية بالمهجر- بريطانيا) ناقشت فيها عدة محاور، حول مفهوم الهوية وعناصرها والتنوع ووظائفها والتراث الاجتماعي وأشكاله.

فيما تحدثت الإعلامية فاطمة كمون، ناشطة حقوقية بتونس، أهم المتغيرات التي مرت بها المرأة التونسية بين عالمين العربي والغربي، وعبرت أ . ندى نعناعة، رئيسة الجمعية الثقافية الدانماركية السورية. عن استياؤها من ظاهرة الزواج المبكر للقاصرين.

وقالت إن دور مهام المرأة كموظفة تصطدم أحيانًا بدورهم كأم ومسؤولة عن منزل، متسائلة لماذا لا يزال من المتوقع أن تعمل المرأة 8-9 ساعات ثم ما زالت تواجه عبء العمل بأكمله في المنزل مع الطهي والتنظيف وتربية الأطفال وما إلى ذلك.

مركزة على أهمية التوازن لتعزيز حقوق المرأة في دول الشرق الأوسط المعنية، و إثبات وجودهن في المجتمعات الغربي.

وتناولت أ. هبة مصطفي خصاونة، رئيسة جمعية الشمال المستدامة ، في الجلسة الختامية التي ادارتها شرين اغبارية، ورقة عمل بعنوان ( تمكين المرأة الأردنية ودورها في بناء المجتمع)، واستعرضت أهم إنجازاتها على المستوي المحلي والدولي.

وخلصت  أمينة السبكي، ناشطة اجتماعية إلى أن المرأة المصرية حظت باهتمام كبير سواء من الحكومة المصرية أو المجتمع وحصلت على كامل حقوقها في كافة المجالات، مدعمها حديثها بأن المرأة المصرية تولت منصب محافظا لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.

وأكدت أن السيدات في مصر حصلنا على التمكين السياسي والإداري وتعزيز الأدوار القيادية وحصولها على الحقوق السياسية والاجتماعية.

واختتم المؤتمر بإطلاق رابط التسجيل للمشاركة بمؤتمر المرأة وحوار الحضارات "تحديات وإشكالات" بالمملكة العربية السعودية.

يشار إلى أن الحضور تفاعل بشكل كبير بمداخلات وكلمات ونقاشات إيجابية تعكس أهمية الاندماج الدولي بين الثقافات وتعزيز التواصل بين المرأة العربية والغربية .