بوراك شاكماك: النساء يمتلكن 85% من ماركات أزياء المملكة وينافسن عالميًا

بوراك شاكماك: النساء يمتلكن 85 % من ماركات أزياء المملكة وينافسن عالميًا

في حواره مع "الجوهرة"، أكد "بوراك شاكماك"؛ الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية، أن المملكة هي المكان الوحيد في العالم الذي يتم فيه بناء صناعة الأزياء بشكل احترافي.

وكان شاكماك قد عُيِّن في عام 2021، في هذا المنصب لخبرته التي تصل إلى 22 عامًا في صناعة الأزياء، فماذا يقول عن أبرز التفاصيل المتعلقة بهذا المجال في السعودية..

كيف تخطط هيئة الأزياء لتمكين مصممي الأزياء السعوديين وصناعة الأزياء؟

تقدم المملكة الدعم الكامل في هذا المجال؛ فعلى سبيل المثال: أنشأت وزارة الثقافة لجانًا على جميع القطاعات الثقافية؛ ما يدل على أن المسؤولين وأصحاب الأعمال السعوديين يريدون نمو هذه القطاعات الثقافية، والاستثمار فيها، وبناء فرق داخل الوزارة لتمكين ذلك.

لقد جئت من خلفية متعلقة بمجال الموضة وأنا متحمس لرؤية ما يمكننا القيام به هنا في المملكة؛ لأن لدينا سعوديين تعلموا جيدًا ويهتمون بتأسيس المشروعات التجارية، فلماذا لا نمكنهم من بناء أعمال إبداعية؟!

لقد فوجئت بمدى الاهتمام ببناء علامات تجارية للأزياء في البلاد. عندما بدأنا في البداية، أردنا البدء في بناء برنامج 100 علامة تجارية سعودية؛ فبدون علامة تجارية، لا ينمو باقي النظام البيئي بنفس الطريقة التي قد يكون لديك فيها البيع بالتجزئة أو التصنيع فقط، ولكن في النهاية تقود العلامة التجارية جميع جوانب سلسلة القيمة.

وعندما يكون لديك علامات تجارية محلية، فإنها تتطلب التصنيع، والوصول إلى المنسوجات، والخدمات اللوجستية، والبيع بالتجزئة، والعلامات التجارية، والعروض؛ أي كل تلك العناصر.

لذلك قلنا: حسنًا، لنبدأ بهذه الخطوة، ونواصل رحلة بناء العلامات التجارية.

برنامج 100 علامة تجارية

هل من مزيد عن برنامج 100 علامة تجارية سعودية؟

في السنة الأولى، كان لدينا 1300 متقدم؛ لذا تمكنا من اختيار 110 خلال رحلة استمرت عامًا. بمجرد إدراكنا من هم، وما الذي يمكنهم القيام به في جميع فئات المنتجات، أصبحنا أكثر طموحًا. وقد بدأنا هذا البرنامج في الرياض، ثم أخذنا علامات تجارية من جميع أنحاء البلاد.

كان المتقدمون في البداية شركات صغيرة موجودة بالفعل، ولكن بدون دعم، فهم يعرفون كيفية إدارة عملائهم، ويمكنهم إنتاج نطاق صغير. كان علينا فقط أن نوفر لهم معرفة أساسية، وطرق التوسع وغيرها من الترقيات والتحسينات.

لذلك، أخذنا في سبتمبر الماضي 100 علامة تجارية سعودية إلى ميلانو للقيام بأول معرض بيع بالجملة للعلامات التجارية السعودية. إنه معرض تعليمي لكل من:

- المشترين الدوليين كي يفهموه، فهناك أزياء يتم صناعتها في السعودية، ولكنها غير معروفة عالميًا. - العلامات التجارية السعودية لمعرفة كيف يعمل النظام الدولي، وطرق التسعير، وما إلى ذلك.

إنها رحلة ثقافية للتحدث عما يفكر فيه المصممون السعوديون عن مصدر إبداعاتهم، وكيف يعكسون ذلك على المنتجات للسوق المحلي، وكذلك المنتجات الدولية الأسواق.

كيف تكون مبدعًا

ما الذي ركزت عليه من خلال برامج التعليم؟

نظرنا في عدة جوانب؛ فكان البرنامج الأول الذي أطلقناه هو "Fashion Futures" وهو عبارة عن قمة تعقد في الرياض. لقد فعلنا ذلك بالفعل ثلاث مرات هذا العام؛ حيث بدأنا بفصول رئيسة وورش عمل، ولكن أيضًا جلبنا أسماء عالمية للحديث عن تجاربهم الشخصية والمهنية.

إننا ندرك وجود طلب كبير على ورش العمل الفنية التي تتعمق في كيفية إدارة الأعمال التجارية، وكيف تكون مبدعًا، وكيف تبني استراتيجيتك التسويقية؟

إننا نستقطب خبراء من جميع أنحاء العالم لاصطحابهم خلال هذه الرحلة، كما أطلقنا برامج "الشهادات مع الشركاء الرئيسيين"؛ فقمنا بتشغيل برنامج مع معهد النقل عن بُعد من باريس حول إدارة الرفاهية، كما أطلقنا برنامجًا جديدًا للأزياء الرقمية مع Istituto Marangoni من ميلانو.

يدور البرنامج حول التدريب على التصميم الفني باستخدام الأدوات الرقمية، وكيفية استخدام البرنامج المسمى Cloud 3D ليتمكنوا من التصميم رقميًا فقط؛ ما يمكنك بعد ذلك من تحويله إلى قطعة مادية.

كذلك، عقدنا ورش عمل حول الاستدامة، والتصميم، والترويج مع شركاء أكاديميين مختلفين، ونواصل البحث عن شركاء دوليين.

تمكين المصممات السعوديات

هل من تفاصيل عن جهود المملكة لتمكين المصممات السعوديات؟

تقوم البرامج التي ذكرناها بربط المصممات السعوديات بكبار المديرين التنفيذيين من جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، لديهم محادثات شهرية حول مستقبلهم الوظيفي، وكيف يديرون أعمالهم، وكيفية تتولى المرأة أدوارًا قيادية في الدولة.

إنها برامج متخصصة للغاية، لكننا نعلم أنه عامًا بعد عام، سيحدث فرقًا في المملكة؛ فنحن نستثمر كل عام في رأس المال البشري أولاً. لذا، فإن المشاركة التعليمية، بالطبع، ستتطور إلى برامج أعمق وربما برامج درجات علمية، تُقدَّم في المملكة. الشيء الآخر الذي نقوم به في وزارة الثقافة هو تقديم منح دراسية كاملة لجميع مدارس التصميم.

[caption id="attachment_214274" align="alignnone" width="997"]بوراك شاكماك: النساء يمتلكن 85 % من ماركات أزياء المملكة وينافسن عالميًا رئيس هيئة الأزياء السعودية في حواره مع الجوهرة[/caption]

ما هي البرامج والخطط الأخرى التي لديكم لإعداد المصممات السعوديات؟

الخطوة الأولى التي نقوم بها للإعداد والتطوير؛ هي بناء مكان متخصص لتطوير المنتجات بمدينة محمد بن سلمان غير الربحية، يحمل اسم The City Hub؛ كأول مكان متخصص لإنتاج أحدث طرز الأزياء.

ونخطط أيضًا داخل The City Hub، لشراء أحدث المعدات الرقمية والآلات الآلية، وإحضار أفضل الفنيين ليكونوا قادرين على دعم أي مصمم يأتي برسم تخطيطي؛ حتى يحصلوا على الدعم الكامل من الرسم التخطيطي وصولًا إلى العينة النهائية.

لن تقوم المملكة أبدًا بإنتاج القطن كما هو الحال في مصر، فماذا نفعل؟ يمكننا الاستثمار في المواد المستقبلية؛ لذلك عقدنا شراكة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا؛ بافتتاح مكتب هناك، مع جلب الشركات الناشئة الدولية من أي مكان في العالم؛ لدعم البحث في مجال الابتكار.

سننظر في أشياء مثل المواد المُعاد تدويرها، والمواد من النفايات الزراعية المنتجة في بيئات المختبر؛ لنقول إن هذه هي المجالات المستقبلية ؛حيث يتم ابتكار المواد التي يمكن الاعتماد عليها.

تصاميم كأس السعودية

وماذا عن الشراكات مع كيانات محلية؟

أنشأنا التصاميم الخاصة بكأس السعودية؛ وهو أكبر سباق خيل في العالم من حيث القيمة؛ حيث صممه السعوديون المعاصرون.

كذلك، عقدنا أول شراكة مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ حيث تمكنا من إنشاء مجموعة تصميم، ثم دعوة جميع الأشخاص للحضور وارتداء الملابس المصممة خصيصًا.

الخلاصة، إننا نهدف إلى إظهار أن التصميم السعودي متنوع للغاية، ولا يقتصر على العباءة التي يعتقد الناس أنها المنتج الوحيد الذي تم ابتكاره في المملكة.

المثير للاهتمام أن كل منطقة داخل السعودية، لها طابعها الخاص؛ لذا تعد هذه التصاميم مختلفة تمامًا عن الدول الأخرى؛ حتى في دول مجلس التعاون الخليجي.

ما هي الأنشطة الأخرى التي تخطط للقيام بها؟

سوف نواصل تصميم الأزياء الخاصة بكأس السعودية، كما ننظم في الخريف حدث FUctions للأزياء الخاص بنا، وجعله أكثر تفاعلًا مع الجمهور.

كذلك، نخطط لإقامة مزيد من المعارض هذا العام، محليًا ودوليًا، ونأخذ العلامات التجارية المحلية مرة أخرى إلى الخارج لأسابيع الموضة، مع الإعلان عن التواريخ الدقيقة والمكان الذي سنكون فيه.

هل سنشاهد عروض أزياء في السعودية؟

إننا نحاول معرفة الوقت المناسب للقيام بذلك. وأثق في أنه يجب أن يحدث. نعم، سنجد الوقت المناسب لبدء ذلك بالطريقة الصحيحة.

والأهم من ذلك كله أن الرسالة الرئيسة؛ هي أن الموضة السعودية أصبحت على الساحة بشكل كبير؛ إذ تحظى العلامات التجارية السعودية الآن بالظهور على الصعيدين المحلي والدولي، كما أن التصاميم السعوددية موجودة على السجادة الحمراء في العديد من المهرجانات، بالإضافة إلى بعض النشاطات الأخرى الموجودة في الخارج.

لدينا على سبيل المثال علامة Ashi Studio للمصمم السعودي الذي يقدم عروض أزياء راقية في باريس. نريد الاحتفال بكل هذه اللحظات التي تحدث دوليًا، كما نريد أن نفعل المزيد في البلد. وسيحدث كل هذا بوضوح خلال العامين القادمين.

حالة الموضة في المملكة

ما حجم الاستثمارات في صناعة الأزياء السعودية؟

التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو عدم وجود بيانات حول القطاع. سنقوم بإعداد أول تقرير عن حالة الموضة في المملكة بناءً على البيانات التي تم جمعها في مايو.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها البيانات التي نجمعها من الجهات الحكومية والقطاع الخاص للحديث عن حجم الصناعة: عدد العاملين، وعدد العلامات التجارية الموجودة، ونوع المنتج الذي يتم بيعه، وما الذي يهتم به المستهلكون. نحن في منتصف تلك الرحلة الآن.

كذلك سنقوم بعرض ترويجي استراتيجي، وننقل خططنا إلى أجزاء مختلفة من العالم، ونعرض العلامات التجارية المحلية وتجار التجزئة، ونتحدث عن فرص الاستثمار في الدولة.

كذلك، سيكون هناك هيئة للترخيص لكل ما يتعلق بمجال الموضة في البلد. هذا أمر سهل بالطبع، لكنه على الأقل يمنحنا رؤية لما يحدث. إننا ننظر في كل شيء في محادثات مع وزارة الاستثمار وجميع الوزارات حول الصادرات، وقوانين العمل، والتعليم.

ما هو الأكثر روعة الذي اكتشفته في مجال الموضة بالمملكة؟

عندما نفذنا برنامج 100 علامة تجارية سعودية، كانت غالبية المتقدمين من الإناث، وكن من مؤسسي الشركات.

في السعودية، حوالي 85 ٪ من العلامات التجارية التي نعمل معها مملوكة ومدارة من سيدات، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لقطاع الموضة العالمي. في أوروبا وغيرها، يحاولون بشكل أساسي زيادة المديرات المبدعات والمالكات من الإناث.

لذا يمنحنا ذلك فرصة رائعة للقول إن هذا المجال جذاب للقيادات النسائية، ويعلمهن أيضًا كيفية القيام بأعمال تجارية.

ما هو التحدي الأكبر في هذا المجال؟

هناك تحديات محلية وعالمية:

محليًا: يتمثل في الوصول إلى سلسلة القيمة بطريقة سهلة لتكون قادرًا على إنتاج الجودة والسعر المناسب. ومع ذلك، فإن المملكة قادرة على دعم العلامات التجارية وإبرازها بطريقة لا تفعلها العلامات التجارية المحلية في الدول الأخرى.

كذلك، نحاول تثقيف السعوديين بتعريفهم بالمصممين السعوديين، وماذا ينتجون؛ لأنه لم يكن هناك ترويج لهذا النوع من المنتجات في الماضي، فإن سألت أحد المارة في الشارع عن عدد العلامات التجارية السعودية التي يمكن إدراجها، فقد يذكر أسماء محدودة. كذلك، لم يكن لدى معظمهم متجر فعلي؛ لذا نحاول بناء هذا النظام البيئي لزيادة الوعي حول دعم المحلي.

عالميًا: أعتقد أن العالم الآن يصر على فكرة الاستدامة، لخلق مستقبل أكثر استدامة لجميع القطاعات؛ لذلك يجب التركيز أكثر على تلك الفكرة.

اقرا أيضًا: يوم التأسيس السعودي 1444هـ.. عمق تاريخي وحضاري وثقافي