بكيزة هانم.. ومضات من حياة سهير البابلي

حاولت الكثير من النجمات التألق على المسرح، لكن نجمتنا كانت طلتها على خشبة المسرح مختلفة؛ إذ جمعت بين التراجيديا والكوميديا، وعلى الرغم من تفوقها في السينما والتليفزيون؛ إلا أنها لقبت بـ "ملكة المسرح".. هي بكيزة هانم الدرملي النجمة سهير البابلي.

وتمكنت النجمة سهير البابلي من النجاح فنيًا على كل المستويات سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح؛ حيث كان الجمهور ينتظر موعد خروجها على المسرح.

ولدت "البابلي" يوم 15 فبراير 1935م، في مركز فارسكور بمحافظة دمياط، اسمها الحقيقي هو سهير حلمي إبراهيم البابلي.

وظهرت موهبتها الفنية في سن مبكرة، فكانت تحب الفن من صغرها، ووالدها كان يؤمن بموهبتها، وتنبأ بأنها ستكون فنانة شهيرة بالرغم من معارضة والدتها.

التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت في الوقت نفسه تدرس في معهد الموسيقى، لتبدأ مشوارها مع الفن في عام 1957مـ.

مسيرتها الفنية

كانت سهير تحلم بالوصول للنجومية؛ لذلك استمرت تسير خلف هدفها، وقدمت عددًا بارزًا من الأعمال الفنية المتميزة.

غير أن سهير البابلي نجمة شاملة، فهي ممثلة مسرحية وتليفزيونية وسينمائية مصرية، إلا أن المسرح  احتل مكانة خاصة لديها؛ إذ قدمت مسرحية «شمشون وجليلة» ومسرحية «سليمان الحلبي»، وغيرها من الأعمال المسرحية.

لتظل مجموعة من الأعمال المسرحية التي قدمتها السبب في تألقها وهي "مدرسة المشاغبين، نرجس، ريا وسكينة، على الرصيف، نص أنا ونص أنت، الدخول بالملابس الرسمية، وعطية الإرهابية."

كذلك قدمت مجموعة من الأعمال التليفزيونية، من أبرزها مسلسل «بكيزة وزغلول»، الذي بات عالقًا في أذهان الجمهور حتى الآن.

قد يهمك: ملاك الطرب العربي.. محطات في حياة ماجدة الرومي

وتطورت مسيرة الفنانة سهير البابلي مع مرور السنوات، تاركة بصمات مضيئة في ذاكرة الفن المصري، لتكون رمزًا من رموز زمن الفن الجميل.

كما تميزت بتقديم أعمال فنية ذات طابع كوميدي، وهو النوع الذي فضلته طوال مسيرتها الفنية، والذي عرفها به الجمهور.

علاوة على أنها قدمت مجموعة من الأعمال الفنية الناجحة في زمن الفن الجميل بالأبيض والأسود، أبرزها «أخطر رجل في العالم، جناب السفير، فجر يوم جديد" وغيرهما.

كذلك حفرت اسمها في ذاكرة الكثير من جماهير الوطن العربي؛ من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية؛ حيث فضلت حياتها الفنية على حياتها الزوجية، عندما خيرها زوجها محمود الناقوري بين الحياة الزوجية ورعايتها لابنتها الوحيدة وبين العمل في الفن، واختارت الاستمرار في حلمها، ولم يؤثر ذلك في رعايتها لابنتها.

اعتزالها ورحيلها

رغم حبها الكبير للفن، قررت سهير البابلي الاعتزال قبل نهاية التسعينيات، غير أن لقاءها بالشيخ محمد متولي الشعراوي كان واحدًا من الأسباب التي جعلتها ترتدي الحجاب وتقرر الاعتزال، وتهتم بعلوم الدين والفقه، لتبقى ذكرى في تاريخ جمهورها ومحبيها.

رحلت الفنانة سهير البابلي عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، لكنها تركت خلفها إرثا فنيًا وثقافيًا كبيرًا يتذكره الجمهور مع اختلاف الأجيال.

اقرأ أيضًا: الفراشة نيللي.. لمحات من حياة «ملكة الفوازير»