يعد القلب بلا شك أحد أهم أعضاء جسم الإنسان، إذ يضخ الدم الغني بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. وبينما تعتبر اللياقة البدنية والجسم الرشيق مؤشرين على الصحة الجيدة، تشير الحالات الطبية الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة ويمارسون الرياضة بانتظام ليسوا بمنأى عن النوبات القلبية.
وأثارت هذه الظاهرة المتزايدة دهشة وقلق الكثيرين، لا سيما عندما يكون عدّاءو الماراثون والرياضيون ومحبو الصالات الرياضية ضحايا لنوبات قلبية مفاجئة. وتشير هذه الظاهرة إلى الحاجة الملحة لمعرفة العوامل الأساسية التي تعرّض الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة لخطر الإصابة بأمراض القلب. ووفقًا لدراسة أجرتها جمعية القلب الهندية، فإن أكثر من 50% من وفيات النوبات القلبية تحدث بين أفراد تقل أعمارهم عن 50 عامًا، ومعظم هؤلاء الأفراد ليس لديهم تاريخ مرضي لأمراض القلب. وفقًا لما ذكرته journee.
الأسباب الخفية للنوبات القلبية
الدكتور ميتيش كومار؛ استشاري أول في أمراض القلب بمستشفى فورتيس سي جي رود، يوضح الأسباب الخفية للنوبات القلبية:
- العوامل الوراثية والتاريخ العائلي: قد يرث الفرد ميلًا لارتفاع الكوليسترول أو الإصابة بأمراض القلب المبكرة. ويمكن أن تزيد المخاطر الوراثية من احتمالية انسداد الشرايين أو اضطراب نظم القلب، حتى مع اتباع نمط حياة صحي.
- مستويات عالية من التوتر: يميل موظفو الشركات وأصحاب الإنجازات العالية إلى الحفاظ على لياقتهم البدنية، لكنهم يعانون من توتر مزمن. التعرض المستمر لهرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، قد يزيد من ضغط الدم والالتهابات. ما يلحق الضرر بالشرايين مع مرور الوقت.
- ارتفاع ضغط الدم غير المشخَّص: يشار إلى ارتفاع ضغط الدم غالبًا باسم “القاتل الصامت”. قد يصاب به الشخص دون أعراض، حتى لدى الأشخاص الأصحاء. إذا تم تركه دون علاج، فقد يؤدي إلى تصلب الشرايين وإضعاف عضلة القلب. ما يؤدي إلى نوبات قلبية.
- ممارسة التمارين الرياضية المفرطة دون إشراف: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أمر جيد، ولكن ممارسة التمارين الرياضية المفرطة أو التمارين الرياضية القاسية المفاجئة دون عمليات الإحماء يمكن أن تضع ضغطًا على القلب. وخاصة إذا كانت هناك حالات كامنة غير مشخصة.
- مؤشرات صحية مضللة: إن انخفاض نسبة الدهون في الجسم أو الحصول على عضلات بطن مشدودة لا يضمن صحة داخلية جيدة. بعض الأشخاص يتمتعون بلياقة بدنية خارجية. لكنهم قد يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار “LDL”، ومقاومة الأنسولين، وتراكم اللويحات في الشرايين.
- تعاطي المواد أو المكملات الغذائية: إن استخدام المنشطات الابتنائية، ومساحيق البروتين مع إضافات ذات طبيعة غير معروفة، أو حتى مشروبات الطاقة، يمكن أن يسبب عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، وخاصة عندما يقترن بالتدريبات المكثفة.
اقرأ أيضًا: من المطبخ إلى القلب.. إليكِ أشهى وصفات البسكويت المنزلي
نصائح للوقاية من النوبات القلبية
تتطلب الوقاية من النوبات القلبية، وخاصة لدى الأشخاص الذين يبدون بصحة جيدة، اتباع نهج شامل. إلى جانب المراقبة المنتظمة والكشف المبكر وتعديل نمط الحياة، تشمل رعاية القلب الحديثة أيضًا علاجات متطورة مثل استبدال الصمامات، وعلاج إعادة تزامن القلب “CRT”، وأجهزة مساعدة البطين “VADs”. تساعد هذه العلاجات التدخلية على استعادة وظيفة القلب، ويمكن أن تنقذ حياة الأشخاص الذين يعانون من تلف بالفعل.
ومن المهم أن تتذكر أن صحة القلب لا تعني بالضرورة الحفاظ على مظهر صحي، بل هي رعاية داخلية مستمرة، ووعي بعوامل الخطر الجينية، وفحوصات طبية دورية. حتى لو كنت تشعر بالصحة واللياقة، فإن اتخاذ موقف استباقي اليوم قد يحمي قلبك غدًا.