الكوميديا السوداء.. «خذ المال واهرب» عندما يلازم سوء الحظ الإنسان

يعرض فيلم «خذ المال واهرب»؛ وهو فيلم أمريكي كوميدي ساخر وبأسلوب وثائقي، سيرة حياة شخص سيئ الحظ، تتقاذفه المصائب، ويتناولها بطريقة كوميدية ساخرة.

فيلم خذ المال واهرب

ولعل ذلك هو الطابع العام الذي يُميز نظرة وودي آلن؛ مخرج هذا الفيلم وبطله، والذي اشترك في كتابة السيناريو له مع الكاتب السينمائي ميكي روز، للأمور، فهو ذو نظرة عميقة، وفي الأغلب سوداوية، إلا أنه يقدمها بشكل كوميدي وهزلي في كثير من الأحيان.

يلعب فيرجيل ستاركويل؛ ويؤدي دوره وودي آلن؛ الشخصية الرئيسية في الفيلم، وهو شخص سيئ الحظ، ارتكب عملًا إجراميًا في سن مبكرة، وتعرض آنذاك لمضايقات المشاغبين الذين كانوا يدوسون على نظارته.

صورة ذات صلة

ويظل الخمول وسوء الكسل رفيقي «فيرجل» طوال مسيرة حياته، بل كذلك السخرية، والانتقاص من قيمته؛ إذ سيتعرض، في مرحلة البلوغ، لسخرية رجال الشرطة والقضاة الذين داسوا أيضًا على نظارته.

يقع فيرجيل في حب الشابة لويز «الممثلة جانيت مارجولين»؛ التي تعمل في غسيل الملابس ويتزوجان ويرزقان بطفل.

يتعرض فيرجيل للاعتقال خلال محاولته السرقة من أحد البنوك ويُحكم عليه بالسجن، ولكنه يحاول الفرار من السجن باستخدام لوح صابون ينحته على شكل مسدس.

ومن سوء حظه يؤدي سقوط المطر لذوبان المسدس المصنوع من الصابون عند محاولة هربه من السجن، إلا أنه ينجح في الفرار في محاولة أخرى.

ويواجه فيرجيل؛ كعاطل عن العمل، بعد هروبه من السجن، صعوبات شديدة متواصلة أثناء محاولته إعالة نفسه وأسرته، ويتم إلقاء القبض عليه مرة أخرى وضمه إلى عصابة من السجناء في سجن حكومي؛ حيث يتعرض للجوع والعقوبات الشديدة.

إلا أنه يفر من السجن من جديد، ثم يتم إلقاء القبض عليه مرة أخرى في محاولة سرقة أخرى، ويحكم عليه بالسجن 800 سنة، ولكنه يظل متفائلاً آملًا في تخفيض مدة حكمه إلى نصف تلك المدة.

نهاية الفيلم

يختتم الفيلم بمشهد يظهر فيه فيرجيل؛ وهو ينحت لوح صابون آخر ويسأل عما إذا كان الجو ماطرًا خارج السجن، وذلك في إشارة إلى توقع هروبه من السجن مرة أخرى؛ عن طريق استخدام لوح صابون على شكل مسدس.

تم تصوير مشاهد فيلم «خذ المال واهرب» في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وشمل ذلك تصوير مشاهد عديدة في سجن "سان كوينتين" بمشاركة 100 سجين، ظهروا في الفيلم مقابل أجور رمزية.

يُشار إلى أن الفيلم حصل على ثناء واسع من النقاد على مر السنين، وسجل معدل 90% في موقع تقييم الأفلام السينمائية الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأمريكيين.

ويجمع هذا العمل بين العديد من المقومات الفنية؛ كقوة الإخراج، سلاسة السيناريو والحوار، المواقف الكوميدية المتواصلة، براعة التصوير، المونتاج، والطابع الوثائقي لأحداث الفيلم، وهو ما يؤكده المخرج حين يلجأ إلى استعمال التعليق على الأحداث من خارج اللقطة.

ويظهر، من خلال الفيلم، أن وودي آلن فنان متعدد المواهب يقوم بتأليف قصص وسيناريو أفلامه، وإخراجها، ويؤدي البطولة في معظمها، كما أنه مؤلف مسرحي ألف أكثر من 12 مسرحية، وكاتب قصصي صدرت له كتب عديدة، ناهيك عن كونه موسيقيًا موهوبًا.

يُذكر أن وودي آلن رُشح، عبر مسيرته الفنية، لما يقرب من 352 جائزة، وفاز بـ 139 جائزة؛ بينها أربع من جوائز الأوسكار، تشمل اثنتين من جوائز أفضل مخرج واثنتين من جوائز أفضل سيناريو، ومن المفارقات أن الفنان نفسه لا يعير أي اهتمام للجوائز السينمائية، ويتجنب حتى حضور حفلات توزيع تلك الجوائز.

فيلم «الأرض المعلقة» يحصد جائزة «إنسان فيلمز 2019»