الصدمة النفسية للمراهقين والأطفال.. هل تحتاج إلى العلاج؟

من منا لم يتعرض لصدمة نفسية صعبة على مدار حياته كانت لها تأثير كبير وسلبي فيه، وجعلته شخصًا أكثر حزنًا أو ربما تسببت في إصابته ببعض الأمراض.

ويظن العديد من الأفراد أن الصدمة النفسية تحدث فقط للكبار، ولكن هذا غير صحيح فعندما يتعرض من هم تحت العشرين لصدمة نفسية فإنها تؤثر فيهم بشكل أكبر بكثير من غيرهم.

تأثير الصدمة النفسية في المراهقين

مثلما يتأثر البالغون بالصدمة النفسية يتأثر الطفل عند التعرض لحادث سيئ في حياته، بل يؤثر فيه لفترة طويلة تكاد تلازمه طوال عمره.

ويحدث عدد من الأعراض عند حدوث صدمة نفسية للأطفال والمراهقين؛ لذلك السبب يجب على من حولهم التعامل معها بجدية بالإضافة إلى علاجها بشكل آمن؛ حتى لا تؤثر سلبيًا في تطور وتفاعلهم مع المجتمع.

ما هي الصدمة النفسية لدى الأطفال والمراهقين؟

الصدمة النفسية هي عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تكون مرتبطة بحدث عنيف أو تهديد ما، كما أنها تُعرف بمجموعة من الأعراض التي تكون ناتجة عن تعرض الأطفال لحوادث مرعبة أو شديدة الحزن؛ ما يؤثر في حالتهم النفسية والاجتماعية.

الصدمة النفسية

علامات تعرض الطفل للصدمة النفسية

هناك عدد من العلامات والأعراض التي تكشف عما إذا كان طفلك يعاني من آثار نوبة الصدمة النفسية أم لا، حتى يحاول الأهل معالجته مبكرًا.

وإليك هذه الأعراض:

-يلاحظ الأهل أن الطفل يتعرض لنوبات بكاء متكررة مع صراخ غير مبرر بشكل كثير.

- يميل الطفل إلى العنف في التصرفات المختلفة.

-يكون لديه فرط حركة بشكل غير مبرر.

-يشعر الطفل عند التعرض لأي موقف، حتى لو طبيعي، بالخوف والترقب.

-يميل لمشاعر الكره لمن حوله؛ وذلك يؤدي لتصرفه بشكل عنيف أمامهم.

-تلاحظ الأم أن طفلها يعاني من عدة اضطرابات خلال فترة النوم بالإضافة إلى الكوابيس.

-يشعر الطفل بعدم رغبته في تناول الطعام مع فقدان شديد في الشهية.

-يشعر بعدد من الآلام الوهمية كالصداع وغيره من شدة الخوف.

-من الممكن أن يعاني الطفل من التبول اللاإرادي.

علاج آثار الصدمة النفسية لدى الأطفال والمراهقين

في حالة إذا كانت الأعراض السابقة الخاصة بآثار الصدمة النفسية قد ظهرت على طفلك الصغير أو المراهق، يجب على الفور أن تذهبي للطبيب المختص بمثل هذه الحالات لعلاجه؛ حتى لا تتفاقم الأزمة لديه.

وينبغي أن يخضع طفلك للعلاج النفسي فهو من الخطوات الأساسية لمساعدته في تجاوز هذه المشاعر السلبية النفسية التي يعاني منها.

وبالطبع تُعد الأسرة الركيزة الأولى للقضاء على المشاعر السلبية التي من الممكن أن تستمر مع الطفل أو المراهق طوال عمره، بالإضافة إلى أن تعاون العائلة في علاج الطفل من آثار الصدمة النفسية، وشعوره بالحب والحنان، واحتضانها له من الأسباب الرئيسة لتخليصه من آثار أي صدمة.

ويساعد كذلك اندماج الأطفال في الألعاب الجماعية مع أصدقائهم في امتصاص القلق؛ وذلك لأن تلك الألعاب تعمل على تقليل الإحباطات التي يشعر بها الطفل في المواقف المختلفة.

ولا يجب أن نغفل دور المدرسة في تخليص الطفل من تلك المشاعر السلبية؛ حيث يجب أن تتعاون مع الأسرة من أجل علاج الصدمات المختلفة التي يتعرض لها الطفل أو المراهق، بالإضافة إلى تأثيرها في تحصيل الطفل الأكاديمي، فالمتابعة الدورية له وحثه على القيام بالأنشطة المختلفة تجعله يشغل وقته وينسى الصدمة التي أثرت سلبيًا في حياته.

في النهاية، علينا إدراك أن الصدمة النفسية يمكن علاجها بشكل تدريجي، وذلك بواسطة الأهل والمدرسة ومن حوله، وأيضًا عن طريق إرشادات الطبيب المعالج للطفل؛ لذا لا يجب التهوين من أي صدمة يتعرض لها ابنك وهو في عمر صغير؛ حتى لا تظل عالقة في ذهنه وتؤثر بالسلب فيه.

اقرأ أيضًا: أسباب وأعراض اكتئاب المراهقين.. خطر يهدد حياة ابنك