الصداقة تحت المجهر.. سلوكيات صغيرة قد تنهي علاقات كبيرة

الصداقة قد تدوم  مدى الحياة، بينما تنتهي أخرى بانتهاء مرحلة معينة، ومهما كانت طبيعة العلاقة؛ فإن تجنب بعض السلوكيات البسيطة التي قد تضر بالصداقة يمكن أن يحافظ عليها ويقويها.

ووفقًا لـ”betterhelp”؛ فإن كثيرًا ما يكون الحل في تعديل العادات والتواصل الصريح، قبل أن تتحول الخلافات الصغيرة إلى فجوات يصعب ردمها.

سلوكيات قد تضعف الصداقة

1. الإفراط في التواصل

رغم أن القرب والتواصل أساس أي علاقة قوية؛ إلا أن المبالغة في التواصل قد تؤدي إلى شعور أحد الطرفين بالاختناق.

احرصي على تحقيق توازن صحي في العلاقة، واحترمي حاجة صديقتك للمساحة الشخصية، فحتى أقرب الناس يحتاجون إلى وقتٍ لأنفسهم.

2. قلة التواصل

كما أن الإفراط في التواصل قد يرهق العلاقة؛ فإن قلته قد تضعفها. الانشغال بالحياة والعمل لا يعني تجاهل الأصدقاء، فغياب الاهتمام والمتابعة قد يشعر الطرف الآخر بعدم الأهمية.

خصصي وقتًا للقاء أو حتى رسالة بسيطة تعيد الدفء للعلاقة.

3. غياب التعاطف

التعاطف لا يعني الشفقة؛ بل فهم مشاعر الآخر ومساندته. وعندما تفتقر الصداقة إلى التعاطف، تتحول بسهولة إلى علاقة سامة، يغيب عنها الدعم ويكثر فيها الانتقاد أو التقليل من شأن الطرف الآخر.

تجنبي السخرية أو الغيرة أو التقليل من اختيارات صديقك، فكلها سلوكيات تضعف الرابط بينكما.

4. الجدل المفرط في القضايا الحساسة

الاختلاف في المعتقدات أو الخلفيات لا يفسد الصداقة بالضرورة، لكن الإصرار على مناقشة القضايا المثيرة للجدل باستمرار قد يحدث شرخًا.

اختاري معاركك بحكمة، وضعي العلاقة فوق الخلاف.

5. غياب التقدير والتوازن

العلاقات الصحية قائمة على التبادل في العطاء والاهتمام والمساندة. إذا كنت دائمة الطلب ولا تبادري بالاهتمام أو المساعدة، فستختل الموازنة ويبدأ التباعد.

أظهري التقدير بأبسط الطرق: كلمة طيبة، مساعدة صغيرة، أو حتى تذكير في يوم مهم.

6. ضغط الأقران

محاولة فرض السلوك أو المواقف على صديقك باسم “الوفاء” أو “التشجيع” قد تتحول إلى ضغطٍ مزعج.

احترمي اختلافه، ولا تلزميه بالمشاركة في أنشطة لا يرتاح لها. الصداقة الحقيقية لا تُبنى على الإكراه.

7. السمات النرجسية

الصداقة تقوم على المساواة والاحترام المتبادل. حين يحتكر أحد الطرفين الحديث أو يقلل من رأي الآخر، يتحول التواصل إلى منافسة بدلًا من مشاركة.

تعلمي الإصغاء والتواضع، فكل صديق يحمل دروسًا تستحق التعلم.

عندما تنتهي الصداقة

كل صداقة مختلفة عن الأخرى، وبعضها قد يصل إلى نهايته رغم النوايا الطيبة. إذا وجدت صعوبة في الحفاظ على علاقاتك أو شعرت بالحزن بعد فقدان صديق، يمكنك الاستعانة بمتخصص نفسي سواء وجهًا لوجه أو عبر جلسات العلاج النفسي الإلكتروني، الذي أثبت فعاليته في التعامل مع فقد العلاقات وبناء صداقات صحية جديدة.

في النهاية، الصداقات مثل النباتات، تحتاج إلى رعاية مستمرة وتوازن دقيق بين العطاء والاحترام. فالكلمة اللطيفة، والاهتمام الصادق، والحدود الواضحة، هي ما يجعل العلاقة تزدهر وتستمر رغم تقلبات الحياة.

الرابط المختصر :