يعد سرطان المبيض من أخطر أنواع سرطانات النساء، وعادةً ما يشخص متأخرًا نظرًا لأعراضه غير المحددة. على الرغم من أن الاستعداد الوراثي والعوامل التناسلية تعد عوامل خطر مؤكدة، فإن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن السمنة تعد عامل خطر مهم وقابل للتعديل. مع تزايد السمنة عالميًا، أصبح ارتباطها بسرطان المبيض أكثر وضوحًا للوقاية منه والكشف المبكر عنه وتحقيق نتائج علاجية أفضل. ويشارك الدكتور فيشنو أغاروال؛ أخصائي جراحة الأورام في مستشفى سيفي بمومباي، كل ما تحتاج معرفته عن الرابط الخفي. وذلك وفقًا لما ذكرته news18.
عبء السمنة المتزايد
أصبحت السمنة، التي يبلغ فيها مؤشر كتلة الجسم ≥ 30 كجم/م²، وباءً عالميًا. وتنص منظمة الصحة العالمية على ما يلي:
- في عام 2022، كان هناك أكثر من مليار شخص في العالم يعانون من السمنة.
- بلغت نسبة السمنة لدى البالغين في الولايات المتحدة 42.4% اعتبارًا من عام 2020، وهي زيادة حادة من 30.5% في عام 2000 “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
- ويرتبط هذا الاتجاه ارتباطًا وثيقًا بحالات الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان المبيض.
سرطان المبيض.. القاتل الصامت
يعد سرطان المبيض خامس أكثر أسباب وفيات النساء المرتبطة بالسرطان شيوعًا في الولايات المتحدة، وهو مسؤول عن وفيات سرطان الجهاز التناسلي لدى النساء أكثر من أي نوع آخر. تقدر الجمعية الأمريكية للسرطان:
- في عام 2024، من المتوقع أن يصاب ما يقرب من 19680 امرأة في الولايات المتحدة بسرطان المبيض.
- ومن المتوقع أن يصل عدد الوفيات بسبب هذا المرض إلى حوالي 12740 حالة. معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لسرطان المبيض منخفض عادة، 49% فقط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن المرض عادة ما يتم تشخيصه متأخرًا.
الآليات البيولوجية التي تربط بين السمنة وسرطان المبيض
الإفراط في إنتاج هرمون الاستروجين
تؤدي الأنسجة الدهنية الزائدة إلى تحويل الأندروجينات الطرفية إلى إستروجينات، خاصةً بعد انقطاع الطمث. يحفّز الإستروجين نمو خلايا المبيض؛ ما قد يزيد من احتمالية حدوث الطفرات وتكوين الأورام.
الالتهاب
تسبب السمنة التهابًا مزمنًا مع ارتفاع مستويات السيتوكينات، بما في ذلك TNF-α وIL-6 وCRP. ويؤدي الالتهاب المزمن إلى تلف الحمض النووي، وقد يسبب نمو الأورام.
مقاومة الأنسولين وIGF-1
ترتبط السمنة بمقاومة الأنسولين. ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين-1 “IGF-1”. يتميز كلاهما بخصائص منشطة للانقسام الخلوي ومضادة لموت الخلايا. ما قد يعزز بقاء خلايا أورام المبيض ونموها.
الأديبوكينات والليبتين
الأديبوكينات هي هرمونات تفرزها الأنسجة الدهنية. من بينها، يرتفع مستوى الليبتين في حالات السمنة، وقد تم الإشارة إلى دوره في تعزيز تكاثر الخلايا السرطانية وتكوين الأوعية الدموية لأورام المبيض.
الأدلة الوبائية
تم إجراء العديد من الدراسات واسعة النطاق لقياس العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم وخطر الإصابة بسرطان المبيض:
- خلصت دراسة تحليلية أجريت في مجلة Cancer “2013” لأكثر من 20 دراسة جماعية إلى أن زيادة 5 وحدات في مؤشر كتلة الجسم كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 10%.
- بينما توصلت دراسة أجراها الصندوق العالمي لبحوث السرطان إلى أن زيادة الدهون في الجسم “من المرجح” أن تكون سببًا لسرطان المبيض، وخاصة بالنسبة للأنواع الفرعية غير المصلية.
كما تعاني مريضات سرطان المبيض المصابات بالسمنة من تشخيص أسوأ، بما في ذلك:
- زيادة تكرار المرض بعد العلاج.
- انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة بشكل عام، مع التحكم في المرحلة ونوع العلاج.
- زيادة معدلات المضاعفات الجراحية والعلاج الكيميائي.
- الآثار المترتبة على الوقاية والإدارة.
تشير الأدلة إلى أن السمنة عامل خطر قابل للتعديل للإصابة بسرطان المبيض. وتشمل تدابير الوقاية ما يلي:
- التحكم في الوزن من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
- سياسات الوقاية الصحية العامة ضد السمنة منذ الصغر.
- تصنيف المخاطر وفحص المجموعات ذات مؤشر كتلة الجسم المرتفع.
- في الممارسة العملية، سيتعين على أطباء الأورام تعديل علاج المرضى المصابين بالسمنة، بما في ذلك جرعات العلاج الكيميائي الفردية والجراحة الأكثر عدوانية لتحسين النتائج.
اقرأ أيضًا: نصائح للآباء.. كيف تكافحين السمنة المتزايدة بين الأطفال؟
السمنة ليست مجرد مشكلة جمالية، بل هي عامل خطر سريري وبيولوجي وعامل محفز لتطور سرطان المبيض. ومع تفاقم وباء السمنة، تزداد الحاجة إلى دمج الوقاية والتوعية وإستراتيجيات العلاج المستهدفة في سياسات صحة المرأة. فإن الوقاية من السمنة قادرة على تقليل عبء سرطان المبيض بشكل كبير، وتعزيز فرص نجاة آلاف النساء حول العالم.