«التأثيرات الاجتماعية لجائحة كوفيد-19».. ندوة افتراضية لتقليل أضرار كورونا

أقام منتدى أسبار الدولي، يوم الخميس الماضي، ندوة عن بعُد عبر الإنترنت بمشاركة 5 من المختصين والخبراء، وذلك بعنوان «التأثيرات الاجتماعية لجائحة كوفيد-19».

التأثيرات الاجتماعية لجائجة كورونا

وحرصت الندوة على تسليط الضوء على تأثير انتشار فيروس كورونا في الفترة الحالية على مستقبل العلاقات داخل العائلة الواحدة، بالإضافة لموقف العلاقات بين الشعوب عقب انتهاء الأزمة ومدى القدرة على تقليص الأثار السلبية للفيروس.

وأكد الدكتور زياد الدريس متخصص في سوسيولوجيا الثقافة خلال كلمته، أن الكثيرين تحدثوا في مختلف أنحاء العالم على احتمالات تأثير الفيروس على العلاقات الاجتماعية، لكنهم لم يتفقوا على مسار واحد لما بعد انتهاء الأزمة.

وأشار "الدريس" إلى أن أمام 3 احتمالات لمواقف البشر، الأول ألا يتغيروا، والثاني التغير الإيجابي، والثالث التغير السلبي، مؤكدًا أن الاحتمال الأول أقل حدوثًا.

وأكمل أن التأثير الإيجابي سيظهر على مستوى الأسرة عن طريق التلاحم والتقارب الذي يعيشه البعض في فترة الحجر المنزلي، لكن هناك البعض الآخر شعر بالملل ويرغب في الانطلاق ومغادرة المجال الأسري.

أما على مستوى العمل، سيكون هناك طاقة كبيرة للإنتاج بدلاً من حالة الخمول التي عاشوها في الفترة الماضية من بقائهم في المنزل؛ حيث سيحاولون استغلال طاقاتهم في أعمالهم بعد العودة.

تنمية العلاقات الأسرية

ومن ناحية أخرى، أكدت الدكتورة الجازي الشبيكي، المتخصصة في الخدمة الاجتماعية، أن الحظر الذي فرضه فيروس كورونا ساهم في تنمية العلاقات الأسرية بين كافة أفرادها، مشيرة إلى أنه العائلات أصبحت تقضي أوقاتًا بالساعات معًا عكس ما قبل الكورونا.

وأوضحت أن مفهوم الرعاية الاجتماعية واسع للغاية؛ حيث يشمل الخدمات والبرامج التي تقدمها الدولة للمواطنين في ظل تلك الأزمة، مؤكدة أن الدولة بذلت جهودًا كبيرة حتى الآن، وما زالت الجمعيات الخيرية تبذل مجهودًا لدعم الدولة في مكافحة الفيروس وانتشاره.

أما الدكتور حميد الشايجي نائب رئيس جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي، أوضح أن الفرد لديه قدرة كبيرة على التأقلم مع الظروف المختلفة، وسيعود الوضع بشكل طبيعي بعد أسابيع قليلة من رفع الحظر مثل التعود على ظروف الحظر في الوقت الحالي.

وأكمل أنه بالرغم من تضرر الكثيرين من ذلك الأمر، إلا أن هناك العديد من المكاسب الأخرى التي تتمثل في تعزيز التواصل الأسري والتقليل من شراء الكماليات والاكتفاء بالحاجات الأساسية فقط مما يعزز معدل الإدخار للأسر.

وأشارت الدكتورة مجيدة الناجم أستاذة الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود، إلى أنه يجب التركيز على الفئات الأكثر تضررًا في تلك الظروف مثل المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى النفسيين والأسر الأقل دخلاً والمرأة المعيلة.

وأضافت أن الفترة الماضية انتشرت العديد من التقارير حول معاناة الأسرة وبعدهم عن بعضهم البعض وقضاء وقت قصير بينهم، وهو ما تغير بشكل كام الآن بعدما أصبحت الأسرة أكثر تواصلاً مع أفرادها.

يذكر أن تلك الندوة جاءت في ضوء مناقشة الظروف الحالية على الجانب السياسي والثقافي والمجتمعي لإيجاد حلول لها ومواكبة ظروف انتشار فيروس كورونا على كافة الأصعدة العالمية.