في قلب مدينة الطائف، وبين أزقتها القديمة العابقة برائحة التاريخ، يقف البيت الكعكي شاهدًا على حقبة زمنية ثرية من حياة المدينة وثقافتها. هذا المبنى التراثي العريق يعد من أجمل وأبرز البيوت التاريخية في الحجاز، لما يجسده من روعة العمارة التقليدية العربية والإسلامية، ولما يحمله من قيمة ثقافية وإنسانية تعكس هوية المكان وسكانه. وفقا لما ذكرته saudipedia.
تحفة معمارية تحكي قصة المكان
يعد البيت الكعكي من المعالم التي تروي حكاية الطائف القديمة، إذ بني بأسلوب هندسي يجمع بين الفن الحجازي الأصيل والتأثيرات المعمارية العثمانية التي كانت سائدة في تلك الحقبة.
بينما يمتاز المبنى بتفاصيله الدقيقة، من الأبواب الخشبية المزخرفة والنوافذ ذات المشربيات الخشبية (الروشان)، إلى الأسقف العالية المزينة بالنقوش التي تعكس ذوقًا فنيًا رفيعًا ومهارةً في التصميم والبناء.
وتشير المصادر إلى أن البيت تم تشييده على مساحة واسعة في حي البلد القديم بالطائف، وكان يستخدم في بداياته منزلًا لإحدى العائلات المعروفة في المنطقة، آل الكعكي، الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ المدينة الاجتماعي والتجاري.
رمز للهوية والتراث
يعد البيت الكعكي اليوم أحد الرموز التراثية المميزة التي تحتفظ بها مدينة الطائف، والتي تشهد على التحولات العمرانية والاجتماعية التي عاشتها المنطقة عبر العقود.
وقد أولت الجهات المعنية بالتراث العمراني اهتمامًا كبيرًا بترميمه وصيانته، لما يمثله من قيمة وطنية وثقافية تعزز من مكانة الطائف كوجهة سياحية وتاريخية بارزة.
الطائف.. مدينة الجمال والتراث
تعرف الطائف بأنها عروس المصايف في المملكة، لما تتمتع به من طبيعة خلابة ومناخ معتدل، إلى جانب ما تزخر به من مبانٍ أثرية وأسواق تقليدية ومساجد تاريخية، أبرزها سوق البلد ومسجد العباس وقصر شبرا التاريخي، وصولًا إلى البيت الكعكي الذي يعد من أهم شواهد الطراز المعماري الحجازي القديم.
وجهة سياحية وثقافية
اليوم، أصبح البيت الكعكي وجهة سياحية وثقافية تستقطب الزوار والمهتمين بالتراث، حيث يقام فيه عدد من الفعاليات والمناسبات التراثية التي تعيد إحياء عبق الماضي الجميل.
كما تحرص وزارة الثقافة وهيئة التراث السعودية على إبراز دوره ضمن مبادرات الحفاظ على التراث العمراني الوطني، في إطار السعي إلى جعل الطائف مركزًا للثقافة والسياحة التاريخية في المملكة.
اقرأ أيضًا: متحف الدمام الإقليمي.. رحلة عبر العصور في قلب المنطقة الشرقية
عبق الماضي يلتقي بروح الحاضر
زيارة البيت الكعكي ليست مجرد جولة بين جدران قديمة، بل هي رحلة في ذاكرة المكان، حيث تلتقي الحجارة القديمة بروح الحاضر، ويتجسد جمال الطائف في تناغم بين الأصالة والتجديد.
ذلك المكان الذي كان يومًا منزلًا نابضًا بالحياة، أصبح اليوم رمزًا لحب السعوديين لتراثهم وتمسكهم بجذورهم.


















