أفضل مرشدة سياحية بالسعودية: واجهت عقوبات في بداية عملي.. والمرشد السياحي سفيرًا لبلاده

يوم تلو الاَخر، تُثبت المرأة السعودية أنها شريكة في نهضة المملكة، وأنها جديرة بقرارات التمكين التي أصدرتها المملكة؛ لتزيد من فرص الدعم والتمكين للنساء بها، وتفتح بها آفاقًا جديدة أمامهن للمزيد من الإبداع والتميز.

واجهتها صعوبات عدة في بداية عملها بمجال الإرشاد السياحي، إلا أن عزيمتها وإصرارها كانا دافعان لها على المضي قدمًا، والاستمرار في العمل، إذ تُوجت السعودية مريم الحربي؛ بجائزة أفضل مرشدة سياحية بالمملكة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خلال عام 2017؛ لتكون بذلك أول سعودية تنال هذا اللقب الفريد، في وظيفة تُشكل النساء نسبة بسيطة في أعداد العاملين بها، مقارنة بالرجال، وفي حوارها مع "الجوهرة"، تحكي "الحربي" تجربة عملها بمجال الإرشاد السياحي، وإلى نص الحوار: -

بداية من هي مريم الحربي؟

أنا شابة سعودية، تخرجت في جامعة الملك سعود، حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، كما أنني أعمل كمرشدة سياحية بالمملكة، وشاركت في العديد من المبادرات الداعمة للسياحة في المملكة، إلى جانب كوني ناشطة بالمجال السياحي ورائدة أعمال.

العمل بالإرشاد السياحي ليس مقصورًا على الرجال

حدثينا عن الصعوبات التي واجهتكِ في بداية عملك؟

واجهت بعض الصعوبات خلال بداية عملي، والبعض لم يتقبل في البداية فكرة عملي بمهن يغلب عليها الطابع الذكوري، إلا أن دراستي وخبرتي مكناني من العمل، وإثبات ذاتي في مواجهة الجميع، ولكل مهنة صعوباتها، وعلينا ألا نضع صعوبات المهنة كعقبة في طريق النجاح والتفوق، بل نرصف طريق نجاحنا بأحجار الصعوبات، وأنا اليوم أحمل رخصة مرشد سياحي، وهي أول رخصة تصدر لسيدة بمزاولة المهنة في المملكة، بفضل رؤية 2030، والقرارات الداعمة للنساء في السعودية.

كيف أثر عملكِ على حياتكِ الشخصية؟

كان لعملي أثرًا إيجابيًا على حياتي الشخصية، واستطعت بفضل الله التوفيق فيما بينهما، كما حظيت بدعم مطلق من زوجي الذي شجعني على المضي قدمًا في عملي، ووالدتي التي منحتي كل الدعم؛ للاستمرار في العمل، وبفضل عملي تمكنت من تطوير ذاتي، عن طريق التعرف على ثقافات وحضارات أخرى، كما أنني اكتسبت العديد من المهارات، عبر الاندماج مع ثقافات أخرى.

لماذا سعيتِ للعمل بمجال الإرشاد السياحي؟

بخلاف أن الآثار الإسلامية مجال دراستي وتخصصي، أنا شخصية تعشق التاريخ وتميل إلى سرد القصص، والعمل بالإرشاد السياحي دفعني لمزيد من الاطلاع والقراءة، ومن ثم ممارسة هوايتي في سرد المعلومات للوفود السياحية بأسلوب شيق، فقبل أن يكون الإرشاد السياحي عملًا ومهنة هو في الأساس هوايتي الأولى.

كيف استقبلتِ نبأ حصولك على لقب أفضل مرشد سياحي بالمملكة؟

لقب أفضل مرشد سياحي، ليس تكريمًا لمريم الحربي وحدها، بل هو تكريم لكافة النساء السعودية، والتكريم يعني لي الكثير، فهو نتاج لمجهود سنوات من الدراسة والعمل الجاد، والسعي لخدمة المملكة، والتعريف بآثارها لزوارها، وشعرت بالانتصار لحظة علمي بأنه تم اختياري كأفضل مرشد سياحي بالمملكة لعام 2017.

كيف واجهتِ صعوبات المهنة؟

تغلبت على كافة الصعوبات التي واجهتني بالصبر والمثابرة، فمهنة المرشد السياحي من المهن القليلة الممتعة جدًا، فما بين جولات في المعالم الأثرية، ومقابلة وفود الدول الأجنبية يمضي الوقت، ومع كل يوم أزداد خبرة وتعلم ومهارات، والمرشد السياحي يُعد بمثابة سفير لبلده، وتقع على عاتقه مهمة التعريف بتراث بلاده للوفود السياحية، وعليه أن يعمل على تحسين الصورة الذهنية لبلاده، ويترك انطباعًا حسنًا لدى زوارها.

هل تقبل المجتمع فكرة عملكِ مرشدة سياحية بمهنة رجولية الطابع؟

دائمًا سنجد هناك مؤيد ومعارض حول أي أمرٍ، وعملي كمرشدة سياحية قوبل باستحسانٍ من البعض، ورفض اَخرين، ولكنني بفضل الله تمكنت من الفوز بجائزة أفضل مرشد سياحي، والتي تأتي كاعتراف بتميزي في العمل وتفوقي الذي شهد به الجميع.

لماذا حصلتِ على جائزة أفضل مرشدة سياحية بالمملكة؟

الجائزة منحتها لي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية، ولها معايير معينة في اختيار الفائزة بها، ولله الحمد كنت مستوفية لكافة المعايير والشروط التي تؤهلني لنيل الجائزة، التي أعتبرها تكريمًا لكافة النساء السعوديات وليس لمريم الحربي بشخصها.

ما الذي تغير بعد حصولك على الجائزة؟

في البداية، كان منح رخصة العمل كمرشد سياحي مقصورة على الرجال فقط، ولكن من بعد تكريمي أصبحت الرخصة تُمنح للسيدات أيضًا، بعد أن قدمت نموذجًا ناجحًا للسيدة التي تعمل بمهنة المرشد السياحة، ونلت تكريم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وكنت أول سيدة تحصل على رخصة بالعمل في مجال السياحة.

ما هي أهم الوجهات السياحية بالمملكة؟

لا يمكنني المفاضلة ما بين وجهة وأخرى، فكل أثر ومدينة لها سماتها الخاصة، فروحانية المدينة ومكة المكرمة، جعلتهما محط أنظار ومأوى قلوب المسلمين من شتى بقاع الأرض، أما الدرعية وأصالتها وعراقتها التي تمزج الماضي بالحاضر فحدث ولا حرج. وعن جمال العلا وحضارتها التي تحكي تراث المملكة، وجدة وشوارعها التاريخية، ورونق وعبق الماضي بين أزقتها الرائعة، أم أتحدث عن الطائف المصيف الأول، كل شبر في بلادي له حكاية مختلفة، ورونق مميز.

ماهي طموحاتكِ بمجال السياحة؟

أطمح للوصول إلى منصب قيادي في مجال السياحة؛ لأتمكن من خدمة بلادي بشكلِ أفضل، من خلال موقعي الجديد.

كيف استقبلتِ قرار قيادة السعوديات للسيارة؟

قرار المرأة السعودية بقيادة السيارات له الأثر الأكبر على الترويج للسياحة في المملكة، والسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات، يعزز من فرصها في زيارة الأماكن السياحية، والتنقل بحرية فيما بين المعالم السياحية، دون أي عائق أو ميزانية مخصصة للنقل، وعلى المستوى الشخصي أشعر أن القرار جاء لإنصاف المرأة السعودية، وإعطائها جزءًا من حقها.

المملكة مركزًا لسياحة الأعمال والاقتصاد

ما هي أهم الجنسيات التي تزور المملكة؟

السياحة في المملكة متعددة المقاصد والأنواع، ولعل أشهر نوع بها هو السياحة الدينية، فهي قبلة المسلمين، كما أن ثقلها الاقتصادي يجعلها مركزًا لسياح الأعمال والاقتصاد، ويقصده جميع الجنسيات من المسلمين وغيرهم، إلا أن دول الوطن العربي تُسجل نسبًا مرتفعة من حيث أعداد السيّاح.

هل شاركتِ بمبادرات للترويج للسياحة في المملكة؟

نعم شاركت في مبادرات عدة، من بينها مبادرة مدائن، كما عملت على إقامة معرض لتعريف المجتمع بأهم المقتنيات الأثرية بالمملكة.

النساء شريكات في تحقيق رؤية 2030

كيف ترين قرارات تمكين المرأة السعودية الأخيرة؟

بفضل الله أنصفت القرارات الأخيرة المرأة السعودية كثيرًا، وأعطت لها الفرصة لتولي الكثير من المناصب في الدولة، وحصلت المرأة السعودية على دورها كشريك أساسي في بناء ونهضة المملكة، وازدهارها، فالسيدات السعوديات شريكات نجاح في المملكة، والتجربة أثبتت أنهن على قدر المسؤولية، ويمكنهن أن يشاركن في تحقيق رؤية 2030.