أصغر مهندسة في العالم: مساهمات المرأة في الاقتصاد لا زال محدودًا
مهندسة حاسب آلي ، دفعها شغفها بالعمل التطوعي منذ الصغر وتأسيسها للعديد من المبادرات التطوعية لأن تصبح أصغر مهندسة في العالم تشغل منصب منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية الـ WFEO.
واستطاعت القرشي أن تؤسس أول لجنة للمهندسين الشباب في الكويت، وكانت هذه أول مبادرة تطوعية للشباب في الكويت، وتسرد لنا المهندسة الكويتية زينب قراشي في هذا اللقاء كيف ساهم العمل التطوعي في رحلة صعودها، وما هو دور المرأة الكويتية في دعم التنمية والعمل التطوعي.
من هي زينب قراشي في سطور ؟
المهندسة زينب سلمان قراشي تخرجت من جامعة الكويت بتخصص هندسة حاسب آلي، وأشغل حاليا منصب رئيس قسم حاسب آلي بمركز التحكم التابع لوزارة الكهرباء والماء.
انطلقت باكراً في العمل التطوعي وكنت بالإضافة إلى عملي في وزارة الكهرباء والماء أصغر عضوة في مجلس إدارة جمعية المهندسين الكويتية عام 2011، اتيحت لي الفرصة ليعاد انتخابي في عام 2013 مرة ثانية.
أحسب أنني ومن خلال تجربتي بالعمل التطوعي قدمت خدمات كبيرة للمهندسين وللشباب في بلدي الكويت والعالم حيث أنني أتبؤ منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للمنظمات الهندسية الـWFEO وأنا أصغر مهندسة في العالم تتبؤ هذا المنصب، كما أنني وبدعم من جمعية المهندسين الكويتية أسسأت لجنة للمهندسين الشباب في الاتحاد الدولي وتمت تزكيتي لرئاسة هذه اللجنة من نحو 90 دولة خلال اجتماع الاتحاد في جنيف العام 2009.
محلياً قمت بتأسيس أول لجنة للمهندسين الشباب في الكويت، وكانت هذه أول مبادرة تطوعية للشباب في الكويت العام 2009، وبعد أن اكتملت تجربتي في العمل التطوعي بجمعية المهندسية لنحو 3 سنوات قمت بتأسيس "مهندسون بلا حدود – الكويت" في العام 2012 ولله الحمد تخطو خطوات جادة للمساهمة بتحقيق التنمية في الكويت والعالم فلدينا بالإضافة إلى المشاريع المحلية عدداً من المشاريع حول العام مثل الهند.
من خلال مشاريع الاستدامة مثل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ومن خلال الغاز الحيوي، هذا بالإضافة إلى ترسيخ وتطويع الحلول الهندسية لتوفير مقومات الحياة الأساسية للمجتمعات التي نتواجد فيها.
كيف واجهتي نظرة المجتمع العربي للمرأة واستطعني أن تترأسي واحدة من الجمعيات الفعالة بدولة الكويت ؟
المرأة في بلادنا وهي نصف المجتمع وربما أكثر من النصف في الكثير من بلدان المنطقة لاتزال تعاني، ونحن ندفع بتمكينها قدر المستطاع ولدينا عشرات المتطوعات اللاتي نقوم بتشجيعهن على الانخراط والاستفادة وتجسيد الاهتمامات الشخصية في المجتمع المدني، هذا بالإضافة الى العمل الرسمي الذي تتقاضى منه المعاش.
تجربتي ككل تجارب مثيلاتي في الكويت أعتقد أن الصعوبات كانت أقل بحكم تفهم عائلتي وتشجيعها لي للعمل التطوعي وتفهمهم بأنني أحب هذا العمل ولا يمكن أن أبقى بدون عمل، وتالياً ولله الحمد لقيت هذا الدعم من شريك حياتي وزوجي وإن شاء الله مستمرون.
بشكل عام البيئة في الكويت تشجع المرأة الراغبة بالعمل على الانتاج والمساهمة في بناء مجتمعها من خلال انخراطها في المجتمع المدني أو من خلال أعمالها الخاصة التي تلقى اهتماما رسميا في الفترة الحالية.
لو تحدثنا عن المشاريع الصغيرة، فكيف هي حالها بدولة الكويت وما الاهتمام الذي تلقاه ؟
لدينا محفظة وصندوق خاص بالمشاريع الصغيرة قامت الدولة مؤخرا بتأسيسه، وهناك دعم لهذه المشاريع وحتى أنه هناك دعم للمشاريع متناهية الصغر وباتت الحكومة تمنح تراخيص لبعض الأعمال المنزلية التي يمكن أن تروج وتنتج في السوق المحلية، وكثير من التجارب نجحت نجاحا كبيرا وأصبحنا نسمع عن شركات كويتية صغيرة وشبابية انطلقت من رأس مال بسيط واليوم تقدم بملايين الدولارات .
المجال واسع ويلقى اهتماما ودعما وهناك وزارة للشباب تهتم أيضا بمبادرات الشباب وتدعمها ماديا ومعنويا.
ما هو دور المراة الكويتية في التنمية المستدامة؟
المرأة الكويتية حققت الكثير في هذا المجال فهي تمثل نحو %40 من القوة العاملة في الدولة، لكن هناك صعوبات وعثرات ففرص الارتقاء ليست متساوية بين الرجل والمرأة وتكاد تكون الذكورية هي الطابع الرسمي للمناصب القيادية بالدولة باستثناء بعض الحالات القلة، وحتى تجربتنا النيابية أعتقد أنها لاتزال طرية العود وتحتاج لمزيد من الدعم، فدخول عدد من النساء إلى البرلمان المنتخب وهو مجلس الأمة أو تعيين بعضهن في المجلس البلدي الذي يضم عددا من المعينيين هو الآخر تجربة لاتزال تحتاج لمزيد من الدعم.
لكننا ولله الحمد نفخر بأننا رائدات في دعم المجتمع أوالمشاركة الحقيقية ببناءه وقد يكون هذا غير متاح لكثير من شقيقاتنا في الدول الأخرى.
هل تاخذ المرأة الكويتية حقوقها في الكويت وما الذي ينقصها ؟
ذكرت لكم أننا نحتاج لمزيد من مساحات المشاركة في الناصب القيادية، ولماذا لا يكون عندنا كوتة برلمانية للمرأة، وتالياً الكويتية لا تمنح لأبنها من زوج غير كويتي جنسيتها كما يمنحها الكويتي لأبنائه من غير الكويتية، في الانتخاب صوتنا مساوي لصوت الرجل وقد نرجح بأصواتنا الفائزين لعضوية أي مجلس انتخابي سواء في الجمعيات أو في مجلس الأمة أو البلدي وغيرهما.
الطريق لا يزال طويلا فنيل حقوقنا السياسية لا يعني نهاية المطاف بل بداية المشوار لانطلاقة أكثر فاعلية في بناء هذا الوطن، والمرأة الكويتية لديها المزيد مما تعطيه كما أعطت في السابق عندما كان الرجال يغيبون عن الوطن في الغوص وسفر البر والبحر أشهرا وأشهرا فكانت المرأة هي الأب والأم والأخت وكل شي .
حدثينا عن ريادة الاعمال ودورها في الكويت حاليا وهل وصلت الي المستوى المنشود؟
إذا كنت تقصد مؤشر ريادة الأعمال العالمي فالكويت حافظت على ترتيبها في نفس الترتيب مؤشر ريادة الأعمال لعام 2018 الصادر من المعهد العالمي لريادة الأعمال والتنمية GEDIومقره واشنطن، مقارنةً بترتيب العام الماضي فهي في المركز 39 عالميا وفقا للمؤشر والخامسة خليجيا وعربيا.
وهذا طبعا دليل على أن العمل يحتاج لمزيد من العطاء لمواءمة جودة وحجم ريادة الأعمال وتطوير المناهج التعليمية وتعزيز المواقف والقدرات التجارية والفنية في المشاريع وهما من مقاييس ريادة الأعمال .
أما المرأة في ريادة الأعمال بالكويت فهي مساهمة بقوة ولدينا عشرات النساء في مراكز أعمالهن يتخذن القرارات بمجالات الاستثمار والصناعة والتجارة وغيرهما .
ما هي الاجراءات الحكومية التي اتخذت الفترة الماضية لدعم رواد الاعمال؟
وفقا لبيانات وتصاريح المعنيين عن صندوق المشاريع الصغيرة فالكويت تدعم حاليا نحو 100 شركة ناشئة لدعم ريادة الأعمال في الكويت، إلا أنه لم تستغل الفرص والاستفادة من امكانياتنا ومواهبنا المحلية البشرية التي تتميز بأنها نشطة جداً لريادة الأعمال المحلية والعالمية.
كما أننا نحتاج لمزيد من البرامج والمبادرات الحكومية التي تستهدف تشجيع ريادة الأعمال وتطور بيئة العمل لها بشكل أفضل مع احتياجات الشركات الناشئة، وعلى رغم من بعض الاجراءات المشجعة مثل ماسمعناه عن "النافذة الواحدة " ومكننة العمل الحكومي إلا أن الأنشطة التجارية والصناعية وحتى المجتمع المدني لا يزال يعاني من بيروقراطية.
وما أثلج الصدر أن الحكومة ورئيس الحكومة بدأ يتحدث عن فساد وهذا يعني أننا نواجه معا مكامن للفساد يجب علينا ازاحتها لمزيد من التميز ورفع مستوى الأداء الذي نحتاجه في ريادة الأعمال عموما.
ماذا عن دور رائدات الاعمال في دعم الناتج المحلي الاجمالي للكويت؟
أعتقد أن مساهمات المرأة ودورها في الاقتصاد الكويتي لا يزال محدودا رغم أنه لدينا مشاركات في مجلس سيدات الاعمال العربيات ونجحنا في أحيان كثيرة ككويتيات في في إبراز دور المرأة العربية لاسيما الخليجية في سوق العمل وريادة الجمعيات وإدارة المقاولات والشركات، وهنا أرى أنه من المفيد أن أشير إلى جهد تقوم به الشيخة حصة السعد الصباح على رأس مجلس سيدات الاعمال العربيات لجعل المقاولة النسائية العربية مقاولات عالية الأداء وتمكن المرأة العربية من مجالات واسعة للمشاركة في التنمية الاقتصادية.
