"أزمنة الفن".. معرض يؤرخ للإبداع والشخصية معًا

انطلقت، مؤخرًا، في جاليري بيكاسو للفنون بالزمالك، فعاليات معرض الفن التشكيلي المعاصر، المقام تحت عنوان "أزمنة الفن"، واستمر المعرض حتى يوم 24 يوليو الماضي.

وشهد المعرض مجموعة من الأعمال الفنية؛ التي تقدم دور التشكيل في بناء الشخصية المصرية، وموجات التطور، وجماليات الإبداع التشكيلي، والتنمية البصرية.

ويعد معرض "أزمنة الفن" إطلالة جديدة من دفتر أحوال مصر، قدمها مجموعة من الفنانين، الذين أضافوا الكثير من وجدانهم.

ويضم المعرض أعمالًا للعديد من كبار الفنانين، منهم: الفنان سمير فؤاد، والفنان الراحل سيد عبدالرسول، والفنان رمضان عبد المعتمد، والفنان علي الغزولي، والفنان محمد الدمراوي، والفنان علي حسان، والفنان علاء عبدالحميد، والفنان أحمد القط، والدكتور إبراهيم غزالة، والفنان جرجس شكري، والفنان إسماعيل دياب، والفنان محمد اللبان.

تحدثت مجلة الجوهرة مع عدد من هؤلاء الفنانين، على النحو التالي:

شكل من أشكال الثقافة المصرية

قال الفنان علاء عوض؛ إن الهدف الأساسي من معرض " أزمنة الفن" هو طرح شكل من أشكال الثقافة المصرية، من خلال مزيج من الفنانيين، أو من الفن المصري عمومًا، حيث انطوى المعرض على أعمال رواد الفن التشكيلي في مصر مثل إبراهيم غزالة، وعلى أعمال شباب لا زالوا في بداية الطريق من أمثال: علي حسان، ورمضان عبد المعتمد.

وأضاف أن المعرض تأريخ للشخصية المصرية، وتأريخ للحركة التشكيلية المصرية في نفس الوقت، معتبرًا أن هناك علاقة وثيقة بين الفن والتأريخ، خاصة وأن "جاليري بيكاسو" يركز على مثل هذه القضايا.

وتابع أن التاريخ تراث، والفن تعبير عن هذا التاريخ وذاك التراث، ولذا فإن هناك وثيقة بين الفن والتاريخ.

ثقافة التنوع

ولفت "عوض" إلى أن المعرض يحمل رسالة ضمنية وهي "ثقافة التنوع"؛ إذ انطوى المعرض على أعمال تعبر عن "ثقافة الجنوب"، بينما ركزت أعمال أخرى على ثقافة القاهرة، واشتغل إبراهيم غزالة، على مراكب البرلس وشمال مصر، وتناول "على حسان" الحنطور في الأقصر، وهو ما يعني أن المعرض انطوى على تنوع كبير سواء في الموضوعات الثقافية أو المصادر الفنية.

ونفى أن تكون هناك مدرسة فنية غالبة على المعرض، فكل فنان يعبر عن نفسه وعن ذاته، لكن الصورة العامة للمعرض هي كونه تعبير عن الحالة الفنية المصرية بشكل عام.

ورأى الفنان التشكيلي أن الحضارة المصرية هي التي علمت العالم الحداثة في الفن، مؤكدًا أن المناهج الفنية موجودة في الفن المصري المعاصر وبكثافة، فكل المدارس الفنية الحديثة موجودة في مصر، مثل: السريالية، والتعبيرية، والتجريدية.. إلخ.

إطلالة سريعة على مراحل الإبداع

ومن جانبه، أشار الفنان التشكيلي رمضان عبد المعتمد؛ أحد المشاركين في المعرض، إلى أن معرض "أزمنة الفن" هو تجميع لعدد كبير من الأعمار والأزمنة المختلفة التي مرت على الفن المصري الحديث؛ فالمعرض إطلالة سريعة على مراحل الإبداع المصري، سواء في التصوير أو في النحت.

وأضاف أن المعرض أرّخ للشخصية المصرية، وأنماط تطورها عبر الزمن، لافتًا إلى أن الفن تعبير وإنعكاس لصورة المجتمع، فكل الأعمال نابعة من الروح المصرية، وتعبر بشكل أو بآخر عن الإنسان المصري.

وأوضح عبد المعتمد أن المعرض انطوى على العديد من الاتجاهات الفنية، مثل: الاتجاه السريالي في أعمال الفنان سمير فؤاد، والاتجاه الأسطوري والملحمي والشعبي في أعمال الفنان مصطفى رحمة، والاتجاه التجريدي الخالص في أعمال الفنان مهنا ياقوت، لافتًا إلى أن هذه الأعمال تتناغم مع بعضها ولا تتضارب.

وأفاد أن المعرض يؤكد على التنوع ويعززه، فكل اتجاه يدعم الآخر، مبينًا أن الفن المصري موجود ومشارك بقوة في حركة الفن العالمية، وهناك فنانون مصريون مشاركون في العديد من المحافل الدولية والإقليمية.

وألمح الفنان التشكيلي إلى أن المدارس الحداثية الفنية موجودة في الفن المصري؛ فالمدرسة السريالية عبرت عنها أعمال فنانين كثر منذ حامد ندا إلى الوقت الراهن، لافتًا إلى أن الفنانين العالميين، مثل : بيكاسو، سيلفادور بالي، استفادوا من الحضارة الفنية المصرية وتأثروا بها، فمصر تستكمل ما بدأته في الفن، ولا تسير في ركب حركة فنية عالمية.

أوضح الفنان علي حسان أن "أزمنة الفن" هو معرض جماعي، وغالبًا، يكون الهدف من مثل هذه المعارض هو إبراز أكثر عدد ممكن من الأعمال التي تم تقديمها خلال الموسم، بالإضافة إلى تقديم بعض الشباب بجوار الفنانين الكبار، ولهذا الأمر العديد من الفوائد، لعل أهمها هو طرح العديد من الاتجاهات والأعمال الفنية في مكان واحد، وهذا ما يميز المعارض الجماعية عن المعارض الفردية.

وأضاف أن هذا المعرض كان فرصة لشباب الفنانين؛ للتعرف على أعمال رواد الفن التشكيلي من خلال أعمالهم، أو طرح أسئلة على الفنانين أنفسهم.

ورأى حسان أن المدرسة الواقعية كانت هي الغالبة على المعرض، وعبرت عن هذه المدرسة أعمال الفنان فريد فاضل، فيما انتمت أعمال الفنانة تسنيم المشد، والفنان مهنا ياقوت إلى المدرسة التجريدية، وعبر علي الغزولي عن المدرسة التعبيرية.