صاحبة صوت مميز صنعت من خلاله كيمياء مع جمهورها؛ كان ينتظر عشاقها أمام الراديو لسماعها.. هي الإذاعية القديرة آمال فهمي.
ساعدتها دراستها للغة العربية في أن تدخل الإذاعة من أوسع أبوابها؛ وذلك بسبب نطقها السليم لمخارج الألفاظ بالإضافة لاختيار الكلمات. وتمكنت من اجتياز الاختبارات وحجز مكان في دار الإذاعة بمقرها القديم في شارع الشريفين بمنطقة وسط البلد.
وزاد تعلقها بحب الراديو من خلال مشاركتها في برامج الأطفال التي كان يقدمها «بابا شارو» و«ماما زوزو». كما أنها غنت بصوتها الأغنية الشهيرة التي ما زال يرددها العديد من الأطفال «قطتي صغيرة.. اسمها نميرة».
بداية الإذاعية المصرية آمال فهمي، من خلال عملها في الصحافة، وكانت من المتميزات؛ حيث حصلت على جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة؛ بسبب مهارتها في المزج بين العمل الصحفي والإذاعي.
كما أنها حوّلت تحقيقاتها الصحفية إلى إذاعية، وذلك نال إعجاب مستمعي الإذاعة. لكنها لم تستمر فترة طويلة في عملها بالصحافة واتجهت إلى "حبها الأول" الراديو، وعُينت بالإذاعة في عام 1951، ومنذ هذا الوقت قررت ألا تتركه. فأصبحت رائدة للبرامج الجماهيرية، التي تعمل على الالتحام المباشر مع المستمعين.
واستطاعت آمال فهمي؛ في وقت كان فيه الراديو هو وسيلة التواصل الاجتماعي الوحيدة، أن تقدم أول برامجها والذي حمل عنوان «حول العالم». وكان هدفه تقديم الكثير من المعلومات الثقافية حول دول العالم وحضارتها.
كما أنها أدخلت الفوازير لأول مرة إلى الإذاعة العربية في عام 1955. وقد استطاعت خلال مسيرتها في الإذاعة أن تحفر اسمها ضمن كبار الإعلاميين على مستوى مصر خاصة والعالم العربي عامة.
وكانت أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط في عام 1964، وبعدها عينت وكيلًا لوزارة الإعلام ثم مستشارًا لوزير الإعلام، كما أنها تولت منصب مستشار الإذاعة في فترة الثمانينيات. وعلى الرغم من كل تلك المسؤوليات إلا أنها لم تتوقف عن تقديم برنامجها "على الناصية".
بالإضافة إلى أنها حصلت على لقب "ملكة الكلام" في الوطن العربي، وهي الإذاعية الوحيدة التي حصلت على جائزة "علي ومصطفى أمين" في الصحافة.
وبالفعل عادت لتقديم برنامجها لمدة قصيرة ولكنها توقفت مرة أخرى لتدخل في صراع طويل مع المرض انتهى برحيلها عام 2018. تاركة وراءها رصيدًا كبيرًا من محبة المستمعين لها ولصوتها الإذاعي المميز.