مع دخول الفصل الدراسي الجديد، تعاني بعض الأمهات من مشكلة ميل أبنائهم للعزلة والانطواء دون التفاعل مع أقرانهم، وهو ما قد يشكو منه المعلمين أو تلاحظه الأم بنفسها؛ فما أسباب ضعف شخصية الأطفال؟ وكيف يتم التغلب عليها؟ وما السبيل لحثهم على الانخراط في المجتمع بما يمكنهم من النمو في ظل مناخ صحي قادر على تنمية قدراتهم وجعلهم أشخاص أسوياء في المستقبل؟
يوضح محمد عبدالعزيز؛ أخصائي التخاطب وتعديل السلوك، أن ضعف الشخصية لدى الأطفال يرجع بالأساس إلى سلوك الآباء والأمهات وردود أفعالهم تجاه تصرفات الطفل بصورة عامة.
وأضاف أخصائي التخاطب وتعديل السلوك أن المبالغه في ردود أفعال أولياء الأمور تجاه أخطاء الطفل، واختيار العقاب كأول وسيلة سهلة وفعالة في ردعه، يؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة تظهر في ضعف الشخصية لدى الطفل.
في السياق ذاته، أشار عبدالعزيز إلى أن الإهمال واللامبالاة من قبل الآباء والأمهات تجاه رغبات الطفل يؤديان إلى محو شخصية الأخير، والحد من تفاعله في المجتمع، ودفعه للانعزال الطوعي.
وعلى النقيض، لفت عبدالعزيز إلى أن التدليل المبالغ فيه والاهتمام الزائد وتلبية جميع طلبات الأطفال، من أهم العوامل التي تحدث خللًا واضحًا في شخصيتهم، وتؤدي إلى عدم قدرتهم على التفاعل الإيجابي مع المجتمع.
وحول كيفية التعامل مع مشكلة انطواء الأطفال وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة مع أقرانهم في المدرسة، نصح محمد عبدالعزيز بتلافي الإهمال أو التدليل الزائدين للأطفال في مختلف مراحلهم العمرية، بالإضافة إلى تجنب الانتقاد والتوبيخ المستمر لأفعالهم.
وركز عبدالعزيز على ضرورة خلق مناخ تفاعلي داخل الأسرة يكون بمثابة نموذج مصغر للتفاعل الخارجي، وذلك عن طريق الحديث مع الأطفال والاستماع إليهم ومنحهم الفرصة الكافية للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم، فضلًا عن إسناد إليهم بعض المهام المنزلية والأنشطة التي تتناسب مع قدراتهم.
وعلى صعيد استخدام الأجهزة الإلكترونية، حذر أخصائي التخاطب من إفراط الأطفال في استخدام هذه الأجهزة، التي تحصرهم داخل عالم افتراضي بعيد كل البعد عن المجتمع الحقيقي الذين هم جزءًا منه.