مشاجرات الإخوة.. "ظاهرة صحية" ولكن؟!

تُعد المشاجرات بين الإخوة أمرًا طبيعيًا، كما أنها تعكس مدى قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم والدفاع عن أنفسهم، لكن ماذا لو اشتدت حدة تلك النزاعات ووصلت إلى حد الإيذاء النفسي أو البدني؟ وكيف تتصرف الأم في مثل هذه المواقف؛ لتجنب تكرارها من جهة، وإكساب الأطفال صفات: التسامح، والإيثار من جهة أخرى؟، هذا ما توضحه نوارة السيد؛ أخصائية علم النفس وتعديل السلوك لـ"الجوهرة" في السطور التالية:

نصحت نوارة السيد؛ أخصائية علم النفس وتعديل السلوك، بعدم تدخل الأم في حال النزاعات العادية التي لاترقى إلى مستوى الإيذاء؛ كي يعتاد الأطفال على الاعتماد على أنفسهم، وحل المشكلات بصورة مستقلة.

وفي حال تصاعد حدة الخلاف بين الإخوة، ووصول الأمر إلى حد الإيذاء النفسي أو الجسدي بينهم، شددت "نوارة" على ضرورة تدخل الأم بإجبارهم على الكف عن الشجار، ثم فتح باب للنقاش فيما بينهم حول تحديد المشكلة، وتوضيح أسبابها، ومن ثم طرح الحلول المقترحة لإنهاء الشجار بطريقة ترضي جميع الأطراف، مع الالتزام بتطبيق الحل الأنسب.

وأضافت نوارة السيد أن هذه الطريقة في التعامل مع الشجارات العنيفة، ستسهم في إكساب الأطفال المهارات الحياتية اللازمة لحل المشكلات وإدارة الأزمات.

في السياق نفسه، أشارت أخصائية الطب النفسي إلى إمكانية استغلال تلك المشاجرات في إكساب الأطفال صفات التسامح والإيثار، وذلك من خلال منح مكافئات وجوائز للطرف الذي يبادر بالصُلح.

وفي حال خروج الأمر عن السيطرة، نصحت نوارة السيد بإجبار الأطفال على الابتعاد  -بشكل مؤقت- عن بعضهم البعض؛ حتى تهدأ نفوسهم، ويتحلون بقدر أكبر من ضبط النفس.

ختامًا، نصحت أخصائية الطب النفسي وتعديل السلوك، الآباء والأمهات بعدم تفضيل أحد الأخوة عن الآخرين؛ لعدم تعزيز روح البغض والكراهية فيما بينهم، فضلًا عن تجنب الشجار أمام الآبناء؛ لعدم إكسابهم هذه العادة بطريقة غير مباشرة.

وأكدت نواره السيد على ضرورة تفعيل قنوات الحوار -بشكل دائم- بين الآباء والأبناء؛ كي يتعرف الآباء على نقاط ضعف أطفالهم، والأمور التي تُزعجهم، ومن ثم معرفة كيفية التعامل معها قبل تفاقمها.