فضائح جنسية تتسبب في تأجيل جائزة نوبل للآداب 2018

أعلنت الأكاديمية السويدية، بعد جدلٍ طويل، إرجاء جائزة نوبل للآداب للعام 2018 للمرة الأولى منذ نحو 70 عامًا، وذلك على خلفية فضائح اغتصاب واعتداءات جنسية طالت جون كلود أرنو؛ المصور والشخصية الثقافية الشهيرة، زوج الشاعرة والكاتبة المسرحية، كاترينا فروستنسن؛ وهى عضو فى الأكاديمية السويدية.

وكشفت حركة "أنا أيضًا" أن هذا الرجل اعتدى على 18 امرأة على الأقل، بما فى ذلك أعضاء الأكاديمية وزوجاتهم وبناتهم، بل وولية عهد السويد ذاتها.

يُذكر أن جون كلود أرنو أُتهم من قبل، بتسريب أسماء بعض الفائزين بجائزة نوبل قبل الإعلان الرسمي عنها.

وأوضحت الأكاديمية السويدية أن الذي دفعها إلى هذا الخيار هو تضاؤل عدد أعضائها، إذ قالت في بيانها:  "صدر القرار نظرًا لتضاؤل عدد أعضاء الأكاديمية حاليًا، وتراجع ثقة الناس فيها".

وأضافت "وصل العمل على اختيار فائز إلى مرحلة متقدمة، وسيستمر على النحو المعتاد في الشهور المقبلة، لكن الأكاديمية تحتاج وقتًا لتعود للعمل بكامل قوتها، ويكون لديها عدد أكبر من الأعضاء الفاعلين، وتستعيد الثقة في عملها، قبل الإعلان عن الفائز المقبل بجائزة الأدب".

وأعلن ستة، من أصل 18 عضوًا في الأكاديمية، عن تنحيهم، وكان من ضمن المتنحين، في الأسابيع الأخيرة، سارة دانيوس؛ السكرتيرة الدائمة الحالية.

وعلق أنديرس أولسون؛ السكرتير الدائم بالنيابة، في بيان له، أن أعضاء الأكاديمية السويدية مدركون تمامًا بأن أزمة الثقة الحالية ترغمهم على اجراء إصلاحات بعيدة المدى وقوية.

 

وأضاف قائلًا: "نرى أنه من الضروري أخذ وقتًا كافيًا لإعادة كسب الثقة، قبل تعيين الفائز المقبل"، معتبرًا أن "ذلك احترامًا للفائزين السابقين والقادمين".

وصرحت الأكاديمية فى بيانها، أنها تعتزم اتخاذ القرار، وإصدار الإعلان حول جائزة نوبل للآداب للعام 2018، فى الوقت نفسه، عند إعلان الفائز بها عن العام 2019.

يُذكر أن الأكاديمية، التي أسست في العام 1786 على نموذج نظيرتها الفرنسية، بأزمة منذ انعكاسات حركة "أنا أيضًا" للتنديد بالتحرش الجنسي في آواخر 2017.

وكان تم إرجاء جائزة نوبل للآداب خمس مرات قبل، منذ تأسيسها في 1901، وأُرجئت، في المرة الأخيرة،  في العام 1949، حيث قررت الأكاديمية التأجيل لأن "أيًا من المرشحين لا يلبي المعايير الواردة في وصية الفرد نوبل"، وأعُلن الكاتب الأميركي وليام فوكنر فائزًا في العام 1949.

وتنص قوانين الأكاديمية على إمكان إرجاء منح الجائزة حتى العام التالي.