تعد المملكة العربية السعودية دولة حديثة النشأة بمقاييس الزمن الحديث، إلا أن جذورها التاريخية ضاربة في عمق التاريخ. حيث شهدت المنطقة قيام دول وإمارات متعاقبة. وقبل الإعلان عن توحيد المملكة في عام 1932، وشهدت مراحل تأسيس المملكة ثلاث مراحل رئيسة شكّلت في مجملها المسار الذي أوصل إلى قيام الدولة بشكلها الحالي.
مراحل تأسيس المملكة
وهذه المراحل ليست منفصلة تمامًا؛ بل هي متصلة وتكمل بعضها البعض؛ حيث ساهمت كل مرحلة في بناء اللبنة التي تلتها، وصولًا إلى توحيد البلاد تحت راية واحدة. حسب ما ذكر موقع “العربية”.
المرحلة الأولى: الدولة السعودية الأولى (1727-1818)
تعد هذه المرحلة بمثابة النواة الأولى للدولة السعودية؛ حيث تأسست في عام 1727 على يد الإمام محمد بن سعود في الدرعية. وهي منطقة تقع بالقرب من الرياض حاليًا. كما تميّزت هذه الدولة بتوحيدها أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية تحت حكم مركزي واحد، ونشرها للدعوة الإصلاحية التي نادى بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وقد استمرت الدولة السعودية الأولى قرابة القرن. كما شهدت خلال هذه الفترة ازدهارًا وقوة، قبل أن تسقط نتيجة للحملات العثمانية المصرية.
أهم ملامح الدولة الأولى
- التأسيس والتوحيد: نجح الإمام محمد بن سعود في توحيد مناطق نفوذه وتأسيس دولة قوية.
- الدعوة الإصلاحية: انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي هدفت إلى تجديد الدين وتوحيد الصفوف.
- القوة والنفوذ: بسطت الدولة نفوذها على مساحات واسعة من شبه الجزيرة العربية.
- السقوط: انتهت الدولة نتيجة للحملات العثمانية المصرية في أوائل القرن التاسع عشر.
المرحلة الثانية: الدولة السعودية الثانية (1824-1891)
بعد فترة من الفوضى وعدم الاستقرار عقب سقوط الدولة الأولى، تمكّن الإمام تركي بن عبد الله من إعادة تأسيس الدولة السعودية في عام 1824، واتخذ من الرياض عاصمة لها.
كما واجهت الدولة الثانية تحديات كبيرة، منها الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية؛ إلا أنها تمكّنت من الصمود لفترة من الزمن قبل أن تسقط مرة أخرى في نهاية القرن التاسع عشر.
أهم ملامح الدولة السعودية الثانية
- إعادة التأسيس: نجح الإمام تركي بن عبد الله في إعادة إحياء الدولة بعد فترة من الضعف.
- الرياض عاصمة: اتخاذ الرياض عاصمة للدولة بدلًا من الدرعية.
- التحديات والصراعات: مواجهة الدولة لصراعات داخلية وتدخلات خارجية.
- السقوط: انتهت الدولة نتيجة لصراعات داخلية وتنافس على السلطة.
المرحلة الثالثة: المملكة العربية السعودية (1902-1932)
تعد هذه المرحلة هي الحاسمة في تاريخ المملكة؛ حيث قاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود جهودًا مضنية لاستعادة حكم أجداده وتوحيد البلاد تحت راية واحدة.
كما بدأت هذه المرحلة باستعادة الرياض في عام 1902، واستمرت الجهود العسكرية والسياسية لأكثر من ثلاثين عامًا، وتم خلالها توحيد مناطق نجد والأحساء وعسير والحجاز وغيرها، وصولًا إلى إعلان توحيد المملكة رسميًا في عام 1932.
أهم ملامح هذه المرحلة
- استعادة الرياض: بداية انطلاق مشروع توحيد البلاد باستعادة الرياض.
- القيادة الحكيمة: قيادة الملك عبد العزيز الحكيمة وجهوده الدؤوبة في توحيد البلاد.
- التوحيد التدريجي: توحيد المناطق المختلفة في شبه الجزيرة العربية تدريجيًا.
- إعلان المملكة: إعلان توحيد المملكة رسميًا في عام 1932.