محميات المملكة.. بين الكنوز الطبيعة والتنوع البيولوجي

تولي المملكة العربية السعودية، اهتمامًا بالغًا بتطوير المحميات الطبيعية وتوسيعها، إدراكًا لأهميتها في الحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي.

وقد شهدت هذه المحميات تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة؛ حيث تم دمج بعضها وتغيير مسمياتها لتصبح محميات ملكية، مع إنشاء مجلس خاص بها في الديوان الملكي.

تطور المحميات في المملكة:

وفقًا لدراسة للباحثة السعودية؛ سمر سعود الدريبي. عام 2018، اتخذت المملكة خطوات مهمة لتطوير المحميات، شملت:

  • دمج بعض المحميات المتجاورة لتشكيل محميات طبيعية واسعة ذات أنظمة بيئية متكاملة.
  • تحويل بعض المحميات إلى محميات ملكية ذات أنظمة خاصة، وإنشاء مجلس للمحميات الملكية في الديوان الملكي للإشراف على تطويرها وتنظيمها.
  • تعيين كوادر مؤهلة لحماية المحميات ودراسة احتياجاتها.

وقد أدى ذلك إلى تغيير مسميات بعض المحميات وتوسيع مساحاتها، مثل: محمية حرة الحرة، ومحمية محازة الصيد، ومحمية التيسية، ومحمية روضة خريم، ومحمية التنهات والخفس، ومحمية الأمير محمد بن سلمان.

محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية

محميات المملكة.. بين الكنوز الطبيعة والتنوع البيولوجي.
محميات المملكة.. بين الكنوز الطبيعة والتنوع البيولوجي.

وفي هذا السياق نتحدث في هذا التقرير عن محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية. التي تعد واحدة من أروع المحميات الطبيعية في شمال المملكة العربية السعودية. وتمتد على مساحة شاسعة تبلغ 130,700 كيلومتر مربع، وتضم مناطق طبيعية متنوعة، مثل: الخنفة، والطبق، وحرة الحرة، والمناطق المحيطة بها.

تتميز هذه المحمية بتنوعها الجغرافي الفريد وتاريخها الثقافي الغني؛ حيث تضم آثارًا تعود إلى أكثر من 8 آلاف سنة قبل الميلاد، مثل: منطقة جبة وكلوة.

عند زيارة المحمية، يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة مئات الأنواع من الحيوانات البرية والنباتات المزهرة، بما في ذلك الغزلان النادرة. كما تضم المحمية أكثر من 230 نوعًا نباتيًا من الأشجار والنباتات الصحراوية المذهلة.

تعد محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية، وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والتاريخ؛ حيث تقدم تجربة فريدة من نوعها لاستكشاف جمال الطبيعة البرية وثراء التراث الثقافي.

محمية محازة الصيد

من أبرز المحميات الطبيعية، وقد حظيت بتقدير دولي بحصولها على جائزة المجلس كأفضل محمية في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2015.

هذا التكريم يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في الحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي.

محميات المملكة.. بين الكنوز الطبيعة والتنوع البيولوجي.
محميات المملكة.. بين الكنوز الطبيعة والتنوع البيولوجي.

موقع وأهمية المحمية:

تقع محمية محازة الصيد، على بعد 170 كيلومترًا شمال شرق مدينة الطائف في منطقة مكة المكرمة، وتمتد على مساحة تبلغ حوالي 2553 كيلومترًا مربعًا. وهي جزء من المنظومة الوطنية للمناطق المحمية في المملكة، والتي تضم 16 منطقة محمية.

تتميز المحمية بدورها الرائد في برامج إعادة توطين الأنواع الفطرية النادرة والمهددة بالانقراض، والتي بدأت منذ عام 1990. وقد حققت هذه البرامج نجاحًا كبيرًا، حيث تزايدت أعداد الحيوانات البرية بشكل ملحوظ.

وقد ساهمت المحمية في تزويد محميات أخرى داخل المملكة وخارجها بهذه الأنواع الفطرية، مما يعكس دورها الإقليمي في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

إنجازات حققتها محمية محازة الصيد

  • تكوين مجموعات برية متكاثرة ذاتيًا من الأنواع المعاد توطينها.
  • إجراء العديد من الدراسات العلمية الحقلية التي تخدم برامج المحافظة على التنوع الأحيائي.
  • استقبال الوفود من المدارس والجامعات والقطاعات المختلفة للتوعية البيئية.
  • التعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإنشاء النزل البيئية لدعم السياحة البيئية.

    محميات المملكة.. بين الكنوز الطبيعة والتنوع البيولوجي.
    محميات المملكة.. بين الكنوز الطبيعة والتنوع البيولوجي.

الوضع البيئي للمحميات الطبيعية:

تتميز المحميات الطبيعية في المملكة بتنوع خصائصها الطبيعية، وتتفاوت المناخات والتكوينات الجيولوجية بين المناطق المختلفة.

  • ففي المحميات الشمالية، يسود المناخ القاري، وتتنوع التضاريس بين الهضاب والجبال والكثبان الرملية.
  • أما المحميات الوسطى، فتتميز بالمناخ الصحراوي الجاف، وتقع بعضها ضمن جبال طويق، بينما يقع البعض الآخر في سهول نجد.
  • وتشهد المحميات الجنوبية تباينًا في درجات الحرارة والتضاريس؛ حيث يسود المناخ الصحراوي في بعضها، وتغطي الكثبان الرملية مناطق أخرى.
  • وتتميز محميات جزر البحر الأحمر بالمناخ الحار والرطوبة العالية، وتغطي الرمال البيضاء أراضيها الجيرية.
  • وتتكون محمية الجبيل البحرية في المنطقة الشرقية من جزر مرجانية.

أهداف التوسع البيئي للمحميات:

تهدف المملكة من خلال توسيع المحميات الطبيعية إلى تحقيق عدة أهداف، منها:

  • تنشيط السياحة البيئية.
  • تنظيم عمليات الصيد والرعي.
  • زيادة الغطاء النباتي والإنتاج الرعوي.
  • تقليل مخاطر التعرية وزيادة خصوبة التربة.
  • تحقيق التنمية المستدامة للحياة الفطرية.
  • استغلال الموارد الطبيعية بما يخدم الحياة الفطرية.
  • ضمان استمرارية الأنواع النادرة من الحيوانات والنباتات.

توصيات:

للحفاظ على الغطاء النباتي في المحميات المتنوعة، توصي المملكة بتكثيف الرقابة الجوية، وزيادة مراكز الحماية، وتطبيق التقنيات المتقدمة في الرصد والمتابعة، مثل نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار “عن بعد” والطائرات دون طيار.

وفي النهاية. تعد المحميات الطبيعية ركيزة أساسية في تنمية الحياة الفطرية بالمملكة، وقد حققت السعودية تقدمًا كبيرًا في تطويرها وتوسيعها، مما يسهم في بناء نظام بيئي متوازن يحافظ على التنمية المستدامة.

الرابط المختصر :