لقد دفعتنا تقنيات إنترنت الأشياء نحو بناء مفهوم جديد وفريد للمدن الذكية، وهو مصطلح برز حديثًا، ويقصد به الجيل الجديد من الإنترنت “الشبكة” الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها “عبر بروتوكول الإنترنت”. وتشمل هذه الأجهزة: الأدوات والمستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة وغيرها.
ويتخطى هذا التعريف المفهوم التقليدي وهو تواصل الأشخاص مع الحواسيب والهواتف الذكية عبر شبكة عالمية واحدة ومن خلال بروتوكول الإنترنت التقليدي المعروف. وما يميز إنترنت الأشياء أنها تتيح للإنسان التحرر من المكان. أي أن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى التواجد في مكان محدّد للتعامل مع جهاز معين. وذلك وفقا لما ورد في onlinelibrary.
لذلك بفضل حلول الإنترنت في حياتنا اليومية، وفي عام 2025 نتجه نحو الهدف المشترك المتمثل في إنشاء مدن ذكية مستقبلية أكثر كفاءة تعمل من خلال جمع البيانات وتحليلها.
الآن دعونا نلقي نظرة سريعة على المزايا غير العادية التالية لبناء مدن ذكية تعتمد على تقنيات الإنترنت:
الاستخدام الحكيم للموارد
من أهم فوائد استخدام تقنيات إنترنت الأشياء في إنشاء المدن الذكية هو الاستخدام الحكيم والمستدام للموارد الطبيعية من قِبل المواطنين والحكومات. لذلك عندما يشهد العالم ارتفاعًا سريعًا في مستويات التلوث مع عواقب وخيمة فسوف تمنحنا التكنولوجيا فرصة لتقليل آثار الكربون من أجل توفير بيئة أفضل.
النقل الذكي
المدن الذكية ستكون بنظام نقل خالٍ من أي نوع من التلوث. وذلك بمساعدة التقنيات القائمة على الإنترنت في التطبيقات وحجز التذاكر وإدارة حركة المرور والمزيد.
كفاءة الطاقة
هناك رؤية أساسية تأتي مع المدن الذكية وهي استخدام الطاقة بكفاءة من أجل مستقبل أفضل. ومع مرور السنين وجد الباحثون أن الطاقة الشمسية هي إحدى الطرق المثالية لاستخدام الطاقة بشكل فعال. ليس ذلك فحسب فمن خلال إدخال التكنولوجيا القائمة على إنترنت الأشياء يمكننا أيضًا تمكين الحفاظ على الطاقة.
المراقبة الذكية
تتطلب المدن الذكية طرقًا فعالة لمراقبة المناطق التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام. لذا باستخدام كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة القائمة على إنترنت الأشياء يمكن الإبلاغ عن أي نوع من الحوادث في الشوارع بغمضة عين.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن للمدن الذكية استخدام أجهزة الاستشعار للتنبؤ بالعواصف أو الأعاصير الوشيكة. هناك أيضًا لكثير الذي يمكن القيام به عندما يتعلق الأمر بدمج المدن الذكية والحلول القائمة على الإنترنت.
كيف يغير إنترنت الأشياء ملامح القطاعات الصناعية؟
يعد التصنيع الذكي بمنزلة إستراتيجية إنتاج مبتكرة تستخدم إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات تحليل البيانات، وذلك بهدف إيجاد بيئة متكاملة بشكل وثيق حيث تتعاون الآلات والأنظمة والعمال.
وفي غضون ذلك، يعد إنترنت الأشياء بمنزلة العمود الفقري الرقمي لصناعة التصنيع الحديثة، إذ يمكنك تخيل الآلاف من الأجهزة المادية المتصلة عبر الإنترنت، مثل أجهزة الاستشعار والآلات والضوابط.
ويسمح إنترنت الأشياء للآلات بالتواصل مع بعضها بعضًا وتبادل البيانات في الوقت الفعلي. ويتيح هذا التبادل المستمر للمعلومات لأنظمة التصنيع التكيف في الوقت الفعلي، مما يؤدي إلى التصنيع الذكي. ويغير إنترنت الاشياء هذا من خلال استخدام نهج استباقي يتضمن ما يلي:
- مراقبة المعايير الرئيسية، مثل صحة الآلة وفحوصات الجودة ومستويات المخزون.
- توفير بيانات مباشرة في الوقت الفعلي عن المعدات والعمليات.
- الاكتشاف المبكر للمشاكل المحتملة.
- منع تفاقم المشكلات البسيطة إلى اضطرابات كبرى.
وتستفيد صناعة التصنيع من الإنترنت من خلال انخفاض عدد الاضطرابات في الإنتاج، وانخفاض تكاليف التشغيل، وزيادة إنتاجية الموظفين مع أتمتة المراقبة الروتينية وتحسين اتساق المنتج بسبب عمليات فحص الجودة في الوقت الفعلي.
اقرأ أيضًا: وزير الصناعة: «حزمة حوافز ستوجه للمعادن والمشاريع الجديدة وصغار المستثمرين»
تحديات الأمن والخصوصية في أنظمة إنترنت الأشياء
تواجه تطبيقات إنترنت الأشياء في قطاع الأمن والدفاع العديد من التحديات، ومن أهمها:
- تأمين البيانات: يجب تأمين بيانات إنترنت الاشياء للحماية من الهجمات السيبرانية والاختراقات.
- قياس الأداء: يجب تحسين القدرة على قياس الأداء والتأكد من أن الأجهزة تعمل بشكل فعال.
- الاعتمادية: يجب ضمان الاعتمادية والتوافر المستمر لأنظمة إنترنت الاشياء في القطاعات الحيوية مثل الأمن والدفاع.
- الحماية من الهجمات السيبرانية: يسعى المهاجمون إلى الهجوم على شبكات إنترنت الأشياء المستخدمة في الأمن والدفاع للحصول على معلومات حساسة. ويجب ضمان حماية كافية للتصدي لهذه الهجمات.
- تأمين الجهات المصنعة والموردين: يجب أن يتم تأمين الجهات المصنعة والموردين من أجل تجنب هجمات السيبرانية المتعمدة التي يمكن أن تستخدم للتخريب أو الاختراق.