فن العرضة النجدية.. يبرز تراث المملكة وثقافتها

فن العرضة النجدية.. يبرز تراث المملكة السعودية وتاريخها وثقافتها
فن العرضة النجدية.. يبرز تراث المملكة السعودية وتاريخها وثقافتها

تعد العرضة النجدية، بفنونها الأصيلة وحركاتها المتناغمة، ركنًا أساسيًا من أركان التراث السعودي. ونافذة حقيقية نطل منها على تاريخ المملكة العريق وثقافتها الغنية.

في حين أن هذه الرقصة الحربية الأصيلة، التي تحولت بمرور الزمن إلى تعبير احتفالي بهيج. ليست مجرد أداء فني، بل هي سرد بصري لقصص البطولة، ووحدة الصف، والاعتزاز بالهوية.

الجذور التاريخية والرمزية لفن العرضة النجدية

بينما تضرب العرضة النجدية بجذورها عميقًا في تاريخ الجزيرة العربية. حيث نشأت كرقصة حرب تمارس قبل المعارك لرفع الروح المعنوية للمحاربين، وغرس الشجاعة في نفوسهم. حسبما ورد على موقع “العربية“.

كما كانت وسيلة لإظهار القوة والوحدة، وتأكيد الهوية الجماعية للمقاتلين. ومع توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- أخذت العرضة بعدًا وطنيًا أعمق. لتصبح رمزًا للوحدة الوطنية والاحتفال بالإنجازات.

كذلك تؤدى العرضة النجدية غالبًا في المناسبات الوطنية الكبرى، والأعياد، وحفلات الزواج. وفعاليات استقبال كبار الضيوف، لتجسد بذلك الفرحة والاحتفال والفخر.

وهي لحظة يتجلى فيها الترابط بين الماضي والحاضر، وتعزز فيها قيم الأصالة والعزيمة.

عناصر العرضة النجدية.. لوحة فنية متكاملة

علاوة على ذلك تتكون العرضة النجدية من عدة عناصر متكاملة. تشكل لوحة فنية بديعة:

  • الزي التقليدي: يرتدي المؤدون الزي السعودي التقليدي. وهو الثوب والدقلة المزينة بالتطريز الذهبي، والشماغ والعقال. هذا الزي يعكس الأناقة والبساطة التي تميز اللباس النجدي الأصيل، ويضيف بعدًا بصريًا جماليًا للأداء.
  • السيوف والخناجر: يحمل المؤدون السيوف اللامعة، التي ترفع وتخفض بحركات متناسقة. ترمز إلى القوة والشجاعة. في بعض الأحيان تستخدم الخناجر. ما يزيد من إبراز الطابع الحربي للرقصة.
  • الإيقاع والطبل: تشكل الطبول، لا سيما الطبل الكبير (المرجف) والطبول الصغيرة (التخمير). العمود الفقري للعرضة. ويصدر عنها إيقاع مهيب وقوي، يُلهب الحماس ويحرك المشاعر. يعتمد على تداخل الضربات لصنع نغمات متغيرة تعطي الرقصة حيويتها وديناميكيتها.
  • الصف والخطوات: يُصطف المؤدون في صف واحد أو صفين متقابلين، يتحركون إلى الأمام وإلى الخلف بخطوات متناغمة وموحدة. وترفع السيوف وتخفض مع كل خطوة وإيقاع، في مشهد يعكس الانضباط والتنسيق.
  • الشيلات والأهازيج: تصاحب العرضة الشيلات والأهازيج الشعرية التي تردد بصوت واحد. غالبًا ما تكون قصائد حماسية تمجد البطولة والشجاعة، أو تصف الكرم والمروءة، أو تشيد بالوطن وقيادته. تضفي هذه الشيلات بعدًا صوتيًا مؤثرًا، وتُعزز من المعاني السامية التي تجسدها العرضة.

العرضة النجدية جسر يربط الأجيال

تعد العرضة النجدية أكثر من مجرد رقصة شعبية؛ إنها وسيلة لنقل التراث والقيم من جيل إلى جيل. ويحرص الكبار على تعليم الصغار أصولها وحركاتها، لضمان استمرارية هذا الفن الأصيل.

ومن خلال ممارستها يتعرف الشباب على تاريخ أجدادهم، ويتشربون روح الوطنية، ويتعلمون أهمية الوحدة والتكاتف.

في كل مرة تؤدى فيها العرضة، يتجدد العهد بالولاء للوطن، وتستعاد أمجاد الماضي، وتبث روح الفخر بالهوية السعودية. إنها مناسبة للجميع، من الصغير إلى الكبير، للمشاركة في احتفال جماعي يبرز مدى اعتزازهم بتراثهم.

الحفاظ على الإرث وتعزيز الهوية

تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على العرضة النجدية وتطويرها. إدراكًا منها بدورها المحوري في تعزيز الهوية الوطنية.

والعرضة النجدية ليست مجرد رقصة عابرة؛ إنها جزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي للمملكة، شاهد على تاريخها العريق، ومرآة تعكس قيمها الأصيلة. إنها فن حي يتنفس مع كل إيقاع طبل، ومع كل رفعة سيف، ومع كل صوت شيلة. ليعيد إلى الأذهان قصص الأجداد، ويلهم الأجيال القادمة للحفاظ على هذا الإرث الثمين، ويبرز للعالم أجمع عمق وتنوع التراث السعودي.

الرابط المختصر :