شهدت سماء منطقة جازان مؤخرًا عودة ظاهرة طبيعية ساحرة وأحيانًا مخيفة، ألا وهي الشاهقة المائية. وقد أثار ظهور هذه الظاهرة اهتمامًا واسعًا، لا سيما بعد توثيقها بالفيديو، والتعليقات عليها من قبل خبراء الأرصاد الجوية.
ما الشاهقة المائية؟
بحسب تصريح عبر حسابه الشخصي على منصة “x”، أكد الدكتور عبد الله المسند؛ أستاذ المناخ بجامعة القصيم “سابقاً”، ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، أن الشاهقة المائية، أو ما يُعرف أيضًا بـ”الزوبعة المائية” أو “عمود الماء”، هي ظاهرة طبيعية تتشكل فوق المسطحات المائية، في حين تظهر على شكل عمود ضخم من الهواء المختلط بالماء يدور على هيئة دوامة. و على الرغم من تشابهها مع الأعاصير الأرضية، إلا أنها تختلف عنها في الحجم والقوة، وتحدث فوق الماء.
الشاهقة المائية (الزوبعة المائية) تظهر مجدداً قرب أرخبيل #فرسان غربي #جازان
هذه الظاهرة تشبه الإعصار ولكنها تحدث فوق الماء.وتفسيرها العلمي:
عبارة عن عمود هوائي دوار يمتد من سحابة ركامية إلى سطح الماء. تشبه الأعاصير الأرضية ولكنها تتشكل فوق المسطحات المائية.وتتكون نتيجة تفاعل… pic.twitter.com/khlRaAl2Zm
— أ.د. عبدالله المسند (@ALMISNID) August 3, 2024
كيف تتكون الشاهقة المائية؟
وفقًا للدكتور عبدالله المسند، تتشكل نتيجة تفاعل عدة عوامل. أهمها اختلاف درجات الحرارة أي عند وجود طبقة من الهواء البارد فوق طبقة من الهواء الدافئ الرطب. مع وجود رياح قوية تعمل على دوران الهواء وتكوين الدوامة. ووجود كمية كبيرة من بخار الماء في الهواء.
كما أضاف: تبدأ الظاهرة عندما يصعد الهواء الدافئ لأعلى حاملاً معه بخار الماء الذي يتكثف ويتحول إلى قطرات ماء؛ ما يؤدي إلى تشكيل عمود دوار.
أين ومتى تحدث؟
تحدث الشاهقة المائية عادة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية؛ حيث تكون الظروف المناخية مناسبة لتكوينها. وتظهر خاصة في فصل الصيف والخريف، عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة والرطوبة عالية.
عوامل الخطر
رغم جمالها، إلا أنها قد تشكل خطرًا على الملاحة البحرية والصيادين، خاصة إذا اقتربت من الشواطئ أو السفن. قد تتسبب في أضرار للممتلكات البحرية وتؤدي إلى حدوث أمطار غزيرة في المنطقة المحيطة بها. وتستمر عادة لمدة قصيرة تتراوح بين بضع دقائق إلى نصف الساعة.
أهمية دراسة الشاهقة المائية
تعد دراسة هذة الظاهرة، أمرًا بالغ الأهمية لفهم الظواهر الجوية وتوقعها؛ ما يساعد في حماية الأرواح والممتلكات. كما تسهم هذه الدراسات في تطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين عمليات البحث والإنقاذ في حالات الطوارئ.