يعد الفنان السعودي عبادي الجوهر، المولود في جدة في 24 أبريل 1953، واحدًا من أبرز قامات الفن والموسيقى في العالم العربي. وأحد رموز الأغنية السعودية الخالدين. بمسيرة فنية تجاوزت خمسة عقود. استحق الجوهر الألقاب الرفيعة التي منحت له، أبرزها “أخطبوط العود” الذي أطلقه عليه الفنان الراحل طلال مداح. و”سفير الحزن” من الأمير عبد الرحمن بن مساعد، و”موسيقار الجزيرة العربية”.

النشأة وبداية المسيرة:
وفقًا لـ “arageek”نشأ عبد الله محمد الجوهر، المعروف بعبادي، يتيمًا وتربى في كنف والدته التي كانت تمثل له كل شيء. هذه النشأة المؤثرة تركت بصماتها العميقة على شخصيته وفنه، خاصة بعد فقدان والدته في عام 1974. رغم ميله الأولي للمجال العسكري، غير لقاؤه بالفنان طلال مداح مسار حياته بالكامل. تعلم عبادي العزف على العود ذاتيًا منذ الثانية عشرة من عمره بمعدل سبع ساعات يوميًا، وهو ما لفت انتباه طلال مداح عام 1967، الذي ضمه لشركته “رياض فون“. كانت انطلاقته الفعلية في بيروت، حيث سجل باكورة أعماله مثل أغنية “يا غزال” من ألحان طلال مداح عام 1968.
الانطلاق والتلحين الذاتي:
في عام 1970، بدأ عبادي الجوهر مرحلة التلحين لنفسه، حيث لحن أغنية “أحبها”، تبعها في عام 1971 بأغنية “كأنك حبيبي” من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن. لكن انطلاقته الكبيرة التي فرضته على الساحة العربية كانت في عام 1976 بمشاركته في حفل دورة الخليج الرابعة في قطر، حيث قدم مجموعة من أهم أعماله مثل “رحال” و “الله معك”. ولم يقتصر إبداعه على نفسه، ففي عام 1978 لحن واحدة من أشهر أغاني طلال مداح، وهي “طويلة يا دروب العاشقين”. كما أنه لحن لكبار الفنانين العرب مثل أصالة نصري، وسميرة سعيد، وعبد الله رشاد. وشهد عام 1984 تأسيسه لمؤسسته “أوتار للإنتاج الفني” ليعمل باستقلالية فنية أكبر.

الإبداع الموسيقي والتكريم:
يعرف عبادي الجوهر بعشقه لآلة العود، التي يعتبرها “صديقه الوحيد”، وقد سعى للحصول على عود الملحن الراحل محمد القصبجي. وما زال يحتفظ به حتى اليوم. تميزت مسيرته الفنية بالرصانة والإنتاج الغزير، إذ سجل أكثر من 52 ألبومًا غنائيًا. أشهرها “يبان الشوق”، “قالوا ترى”، “رحال”، و “الجرح أرحم” الذي عاد به بقوة بعد فترة انقطاع حزينة مر بها إثر وفاة زوجته في 2006 وأخيه بعدها بشهر.
نال الجوهر على مدى مسيرته العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، منها الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون بمصر. وجائزة أفضل مطرب خليجي، وأعلى وسام في سلطنة عمان من السلطان قابوس في عام 2005، وحصوله على جائزة «الموسيقى» من مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الرابعة 2024. وتكريمًا لمسيرته وإسهاماته. افتتحت الهيئة العامة للترفيه في 4 يونيو 2024 “مسرح عبادي الجوهر أرينا” في جدة، والذي يتسع لـ 16 ألف شخص.
وبينما يفضل الجوهر أن ينادى بلقب “الفنان السعودي عبادي الجوهر” أو “أبو سارة”، يظل اسمه مرادفًا للإحساس العميق والمهارة الاستثنائية التي جعلت منه أخطبوطًا للعود وموسيقارًا خالدًا في ذاكرة الفن العربي.



















