تعد الغيرة شعورًا طبيعيًا لدى الأطفال، إلا أنها قد تسبب بعض المشكلات في الأسرة، إذا لم يتعامل معها على نحوٍ صحيحٍ.
فكيف يمكن للأمهات التعامل مع غيرة الأطفال؟ وما أبرز الأسباب التي تؤدي إلى نشوئها؟
أسباب غيرة الأطفال
وحسب ما أوضحه الدكتور وليد هندي؛ استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ “الجوهرة”، فإن أبرز أسباب غيرة الأطفال تتمثل في:
- قدوم طفل جديد: يعد السبب الأكثر شيوعًا لغيرة الأطفال؛ حيث يشعر الطفل الأول بأن اهتمام الوالدين قد انصب كله على المولود الجديد.
- المقارنات: قد يشعر الطفل بالغيرة إذا قارن الوالدان بينه وبين إخوته أو بأطفال آخرين.
- الاهتمام الزائد بطفل معين: قد يسبب تفضيل طفل على آخر دون سببٍ واضحٍ شعورًا بالغيرة لدى الطفل المهمل.
- التغيرات في الحياة: أي تغيرٍ في حياة الطفل، مثل: الانتقال إلى منزل جديد، أو بدء روضة أطفال، قد يجعله يشعر بعدم الأمان، ويؤدي إلى ظهور الغيرة.
طرق التعامل مع غيرة الأطفال
- التأكيد على الحب: يجب أن يشعر الطفل بأن حبه من والديه لا يتأثر بوجود أشخاص آخرين في الأسرة.
- تخصيص وقت لكل طفل: ينبغي أن يحصل كل طفلٍ على وقتٍ خاصٍ به مع والديه، حتى يشعر بأهميته.
- تجنب المقارنات: يجب على الوالدين تجنب مقارنة أطفالهم ببعضهم البعض أو بأطفال آخرين.
- التحدث مع الطفل: ينبغي للوالدين التحدث مع الطفل بصراحةٍ وشفافيةٍ عن مشاعره، ومساعدته على فهم سبب شعوره بالغيرة.
- تعليم الطفل مشاركة الآخرين: يجب تعليم الطفل أهمية المشاركة والتعاون مع الآخرين.
- الاحتفال بإنجازات كل طفل: ينبغي الاحتفال بإنجازات كل طفلٍ على حدة، حتى يشعر بالفخر بنفسه.
- اللجوء إلى الخبراء: إذا كانت مشكلة الغيرة شديدة، فمن الأفضل استشارة خبير نفسي للأطفال.
- الصبر والتفهم: يجب على الوالدين التحلي بالصبر والتفهم، فالتعامل مع غيرة الأطفال يتطلب وقتًا وجهدًا.
تأثير الغيرة على الأطفال
الغيرة شعور طبيعي لدى الأطفال، ولكن إذا لم يتعامل معه بالطريقة الصحيحة، فقد يؤدي إلى آثارٍ سلبيةٍ على نفسية الطفل وسلوكه الاجتماعي. وتتمثل آثار غيرة الأطفال في:
- انعدام الثقة بالنفس: قد يشعر الطفل بأن قيمته أقل من الآخرين؛ ما يؤدي إلى انخفاض ثقته بنفسه وقدراته.
- الاكتئاب والقلق: قد يعاني الطفل من مشاعر الاكتئاب والقلق بسبب شعوره بالغيرة والحسد.
- الغضب والعصبية: قد يتحول الطفل إلى شخصٍ عدواني وغاضب، ويعبر عن الغيرة عبر الصراخ والضرب وتخريب الأشياء.
- انعزال الطفل: قد يفضل الطفل الانعزال عن الآخرين والتعبير عن مشاعره سلبيًا.
- صعوبة في تكوين العلاقات: قد يجد الطفل صعوبة في تكوين علاقات صحية مع أقرانه بسبب سلوكه العدواني أو الانطوائي.
- مشكلات في المدرسة: قد يؤثر شعور الغيرة في تركيز الطفل؛ ما يؤدي إلى انخفاض مستواه الأكاديمي.
- مشكلات سلوكية: قد يظهر على الطفل بعض السلوكيات غير المرغوب فيها، مثل: الكذب، والسرقة.
علامات تدل على أن الطفل يشعر بالغيرة
إليك بعض العلامات التي قد تدل على أن طفلك يشعر بالغيرة:
- زيادة العدوانية: قد يصبح الطفل أكثر عدوانيةً تجاه إخوته أو أقرانه، وقد يلجأ إلى العنف اللفظي أو الجسدي.
- الانطواء والعزلة: يمكن أن ينسحب الطفل على نفسه، ويفضل العزلة عن الآخرين.
- التشبث بالوالدين: قد يزداد تشبث الطفل بوالديه، ويرفض فكرة الابتعاد عنهم.
- التذمر المستمر: يمكن أن يشتكي الطفل باستمرار من الظلم وعدم الإنصاف.
- صعوبة في التركيز: قد يواجه الطفل صعوبة في التركيز بالمدرسة أو أنشطته اليومية.
- نوبات البكاء المتكررة: يمكن أن يزداد بكاء الطفل دون سببٍ واضحٍ.
- التحرش بأخوته: قد يحاول الطفل إيذاء إخوته أو تدمير ألعابهم.
- الشعور بالدونية: يمكن أن يشعر الطفل بأنه أقل أهميةً من الآخرين.
- الحسد: قد يحسد الطفل إخوته أو أقرانه على ما يملكون.
- الغضب: يمكن أن يشعر الطفل بالغضب الشديد عندما يحصل الآخرون على اهتمام.
- الحزن والاكتئاب: قد يشعر الطفل بالحزن والاكتئاب بسبب شعوره بالغيرة.
- استخدام عبارات سلبية: يمكن أن يستخدم الطفل عبارات سلبية، مثل: “أنت تحب فلان أكثر مني” أو “لماذا تعطيه كل شيء؟”.
- طلب الانتباه: قد يطلب الطفل الانتباه على نحوٍ مبالغٍ فيه.
دور الأب في التعامل مع غيرة الأطفال
لا يقتصر دور الأب في الأسرة على توفير الحماية والمال، بل يتعداه إلى دور أساسي في بناء شخصيات أطفاله وتنشئتهم على نحوٍ سليمٍ. ومن أبرز التحديات التي قد تواجه الآباء هي التعامل مع مشكلة الغيرة بين الأبناء. ويتمثل دور الأب المحوري في التعامل مع هذه المشكلة:
- التعامل مع جميع الأبناء بعدالة: يجب على الأب أن يعامل جميع أبنائه بعدالة وعدم التحيز لأحد، وأن يظهر الحب والاهتمام لجميع أفراد الأسرة.
- تجنب المقارنات: ينبغي للأب تجنب مقارنة أبنائه ببعضهم البعض، سواء في الدراسة أو السلوك أو أي مجالٍ آخر.
- تخصيص وقت لكل طفل: يجب أن يخصص الأب وقتًا خاصًا بكل طفل للتحدث معه والاستماع إلى مشاعره واحتياجاته.
- تشجيع التعاون والتنافس الشريف: ينبغي للأب تشجيع أبنائه على التعاون والعمل معًا، وفي الوقت نفسه تشجيعهم على التنافس الشريف في إطارٍ إيجابي.
- تعليم الأطفال قيم التسامح والاحترام: يجب على الأب غرس قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأبناء، وتعليمهم كيفية حل الخلافات بطرق سلمية.
- أن يكون قدوة حسنة: ينبغي للأب أن يكون قدوةً حسنةً لأبنائه في التعامل مع الآخرين، وأن يظهر لهم كيف يعبرون عن مشاعرهم بطريقة صحيحة.
- التحدث مع الأبناء عن الغيرة: يجب على الأب أن يتحدث مع أبنائه بصراحة وشفافية عن مشاعر الغيرة، وأن يشرح لهم أن هذه المشاعر طبيعية، ولكن يجب التعامل معها بطريقة صحيحة.
نصائح لتربية أبناء أسوياء
تربية الأبناء مهمة شاقة وممتعة في الوقت نفسه، وتتطلب صبرًا وحكمةً ومحبةً لا حدود لها. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على تربية أبنائك تربية سليمة:
بناء علاقة قوية ومتينة
- التواصل المستمر: خصص وقتًا يوميًا للتحدث مع أطفالك والاستماع إليهم دون مقاطعةٍ.
- التقدير والإشادة: أشيد بجهودهم وإنجازاتهم الصغيرة والكبيرة، وشجعهم على بذل المزيد.
- اللعب والتسلية: شاركهم في ألعابهم وأنشطتهم المفضلة، فهذا يقوي الرابطة بينكم.
- الحب غير المشروط: أظهر لهم حبك واحترامك في جميع الظروف، حتى عندما يخطئون.
غرس القيم والأخلاق
- القدوة الحسنة: كن قدوة لأطفالك في كل ما تقول وتفعل.
- التعليم بالمثال: علمهم القيم والأخلاق الحسنة من خلال تصرفاتك اليومية.
- الحوار المفتوح: شجعهم على طرح الأسئلة والاستفسار عن كل ما يثير اهتمامهم.
- التسامح والرحمة: علمهم أهمية التسامح والرحمة مع الآخرين.
توفير بيئة آمنة ومحفزة
- الاهتمام بالجانب النفسي: استمع إلى مخاوفهم وهمومهم، وقدم لهم الدعم العاطفي الذي يحتاجونه.
- توفير بيئة محفزة: شجعهم على استكشاف مواهبهم وقدراتهم، ووفر لهم الفرص للتعلم والتطور.
- الحد من استخدام الشاشات: حدد وقتًا محددًا لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، وشجعهم على ممارسة الأنشطة الأخرى.
- التعليم المستمر: اهتم بتعليمهم وتثقيفهم، ووفر لهم بيئة تعلمية محفزة.
وضع حدود واضحة
- القواعد الواضحة: ضع قواعد واضحة وسلوكيات متوقعة من أطفالك.
- العواقب الطبيعية: علمهم أن لكل فعل رد فعل، وشرح لهم العواقب الطبيعية لأفعالهم.
- الثبات في تطبيق القواعد: كن ثابتًا في تطبيق القواعد، ولا تستسلم لمطالبهم.
تلبية احتياجاتهم
- الاهتمام بالصحة الجسدية: اهتم بتوفير الغذاء الصحي والممارسة الرياضية بانتظام.
- الاهتمام بالصحة النفسية: راقب سلوكهم ومشاعرهم، وتواصل مع متخصص إذا لزم الأمر.
- تلبية احتياجاتهم الاجتماعية: شجعهم على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية صحية.
الرابط المختصر :