شهر رمضان هو شهر الخير والبركة ينتظره المسلمون في جميع أنحاء العالم بفارغ الصبر. فهو فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى من خلال الصيام والصلاة والأعمال الصالحة.
ومع قدوم شهر رمضان المبارك 2025، التقت “الجوهرة” الشيخ أشرف صلاح؛ الواعظ بالأزهر الشريف، للحديث عن أحكام الدين فيما يتعلق بـ مسائل الصيام المتنوعة. فضلًا عن تقديم روشتة دينية للأسرة حتى تعيش الأجواء الروحانية خلال الشهر الكريم.. وإلى نَص الحوار:
أعطنا لمحة عن دراستك
الشيخ أشرف صلاح، ولدت في مركز ديرب نجم التابع لمحافظة الشرقية. والتحقت بكتاب قريتي في السنة الثالثة من عمري. حيث أكرمني الله بختمي القرآن الكريم وعمري اثنتا عشرة سنة، ثم التحقت بالأزهر الشريف طيلة فترة سنوات دراستي من المرحلة الابتدائية. ثم الإعدادية ثم الثانوية.
بينما التحقت بكلية الشريعة والقانون قسم الشريعة الإسلامية. فتخرجت فيها بدرجة ليسانس سنة 2014، وحصلت على عالية القراءات من معهد القراءات بقريتي. كما حصلت على تمهيدي ماجستير في الفلسفة، وحاليًا أعمل واعظًا بالأزهر الشريف.
حدثنا عن فضل شهر رمضان الكريم وما يمثله من أيام مباركة للمسلمين في العالم
شهر رمضان هو شهر مبارك يحمل فضلًا عظيمًا ومكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم. وإليك بعض فضائل هذا الشهر الكريم:
شهر القرآن:
أنزل الله تعالى القرآن الكريم في شهر رمضان، وتحديدًا في ليلة القدر. ما يجعله شهرًا مباركًا للقرآن والتلاوة والتدبر.
شهر الصيام والقيام:
فرض الله تعالى صيام شهر رمضان، وجعل صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا سببًا لمغفرة الذنوب. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه».
شهر الرحمة والمغفرة:
فيما يعد فرصة عظيمة للتوبة والاستغفار، والتخلص من الذنوب والخطايا.
كذلك تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين. ما يساعد المسلم على التقرب إلى الله.
شهر ليلة القدر:
كما يضم شهر رمضان ليلة القدر، وهي ليلة خير من ألف شهر. والعمل الصالح فيها مضاعف الأجر. قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:3).
شهر الدعاء والاستجابة:
هو شهر الدعاء المستجاب، ففيه يتضرع المسلمون إلى الله تعالى بالدعاء. ويأملون في استجابة دعواتهم.
شهر التكافل والتراحم:
فيما يشجع شهر رمضان على التكافل الاجتماعي والتراحم بين المسلمين. من خلال الصدقات والزكاة وإطعام الطعام.
وأيضًا شهر الخير والبركة، وشهر التقرب إلى الله تعالى. وشهر التغيير والتجديد.
حدثنا عن فضل الصيام في شهر رمضان
فضل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان على سائر الشهور، وجعل صيامه ركنًا من أركان الإسلام. وجعل للصيام في هذا الشهر الفضيل فضائل عظيمة، منها:
- مغفرة الذنوب وتكفير السيئات: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”.
- باب الريان: أعد الله تعالى بابًا في الجنة للصائمين يُسمى باب الريان. لا يدخله إلا الصائمون.
- الصوم جنة: الصوم وقاية وستر من النار. فهو يقي العبد من النار.
- دعوة الصائم مستجابة: للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك: رائحة فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك.
- الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة: قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة”.
- فيه ليلة القدر: وهي ليلة خير من ألف شهر. من قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.
- مضاعفة الأجر: يضاعف الله تعالى أجر الصائمين في هذا الشهر الفضيل.
- تهذيب النفس وتزكيتها: الصوم يعين على تهذيب النفس وتزكيتها. وتطهيرها من الأخلاق السيئة.
- الشعور بالفقراء والمساكين: الصوم يعين على الشعور بالفقراء والمساكين، والتصدق عليهم.
ما حكم الدين في عدم صيام مَن يعاني مشكلة صحية؟
يعد الصوم من أركان الإسلام، ولكن الشريعة الإسلامية السمحة وضعت رخصًا للمرضى الذين لا يستطيعون الصيام. وذلك رحمةً بهم وتيسيرًا عليهم.
وفيما يلي تفصيل لأحكام الصيام للمرضى وأنواع المرضى وحكم الصيام لكل منهم:
- المريض الذي يرجى شفاؤه:
- يجوز له الفطر إذا كان الصوم يزيد من مرضه أو يؤخر شفاؤه. أو يسبب له مشقة شديدة. ويجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد شفائه.
- المريض الذي لا يرجى شفاؤه (المرض المزمن):
- يجوز له الفطر ولا يجب عليه القضاء. وعليه دفع فدية عن كل يوم أفطره، وهي إطعام مسكين وجبة واحدة.
- المريض الذي يشق عليه الصوم مشقة غير محتملة:
- يجوز له الفطر. ويجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد زوال المشقة.
- المريض الذي لا يتأثر بالصوم:
- يجب عليه الصيام ولا يجوز له الفطر.
وهناك ضوابط فطر للمرضى وهي:
- لا بد أن يكون المرض حقيقيًا ومؤثرًا على قدرة المريض على الصيام.
- ينبغي أن يكون هناك ضرر حقيقي يلحق بالمريض بسبب الصيام. ولا يكفي مجرد الشعور بالتعب أو الإرهاق.
- يمكن للمريض استشارة الطبيب المختص لتقييم حالته. وتحديد ما إذا كان الصيام يضره أم لا.
- يجوز للمرأة الحامل والمرضع الإفطار إذا خافتا على أنفسهما أو جنينهما أو وليدهما. وعليهما القضاء بعد انتهاء العذر.
ما السن المناسبة لتشجيع الطفل على الصيام؟
لا يجب الصيام على الأطفال قبل بلوغهم سن التكليف، وهو سن البلوغ الشرعي. الذي يختلف من طفل إلى آخر. ولكن يمكن تشجيع الأطفال وتدريجهم على الصيام من سن سبع سنوات، قياسًا على تعليمهم الصلاة من سن سبع سنوات.
وورد في السنة النبوية أن الصحابة كانوا يصوّمون أولادهم الصغار، إذا أطاقوا ذلك. وكانوا يصنعون لهم اللعب من الصوف؛ فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطوه إياها حتى يأتي الإفطار.
بمَ تنصح الأسرة للاستفادة من الشهر الكريم؟
على الأسرة اتباع مجموعة من النصائح خلال شهر رمضان الكريم حتى تتمكن من عيش الأجواء الروحانية. والاستفادة من فضل شهر رمضان. ومن هذه النصائح:
- تجديد النية: اجتمعوا كعائلة، وتحدثوا عن فضل رمضان. وضعوا أهدافًا روحانية مشتركة.
- العبادات الجماعية: صلوا معًا، واقرأوا القرآن. وأقيموا التراويح، وشاركوا في الذكر.
- التواصل والتراحم: خصصوا وقتًا للتحدث، وتصدقوا. وتواصلوا مع الأقارب.
- المائدة الرمضانية: اجعلوا الإفطار مكانًا للتجمع. وتجنبوا الإسراف.
- الأنشطة الروحانية: استمعوا للدروس، وشاهدوا البرامج الدينية، وشاركوا في المسابقات.
- الاعتكاف: شجعوا الاعتكاف في العشر الأواخر، وقدموا الدعم.
- العيد: استعدوا للعيد بالفرحة، وصلوا صلاة العيد، وتبادلوا التهاني.