حوار| الدكتورة سعدية الفضلي: النحت فن قديم جدًا.. ووجدت فيه شغفي وسعادتي

ـ مستقبل فن النحت سيكون أفضل في ظل قيادة حكيمة ورؤية ولي عهدنا ـ الفن الإسلامي مصدر إلهام وإبداع ومنه أستمد أفكار منحوتاتي ـ أتمنى مزيدًا من الدعم للنحاتين لتصل أعمالهم إلى أنحاء العالم

حصلت على دكتوراه فلسفة التربية الفنية "تخصص نحت" من جامعة الإسكندرية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وماجستير تربية فنية من جامعة أم القرى بتقدير "ممتاز" مع مرتبة الشرف الأولى، مع توصية بطبع الرسالة إلى كتاب، وبكالوريوس تربية فنية من جامعة أم القرى بتقدير جيد جدًا.

شاركت في معارض عديدة في جدة ودبي وفعاليات الأيام الثقافية السعودية في الأرجنتين.. إنها الدكتورة سعدية الفضلي؛ التقتها "الجوهرة"، وكان الحوار التالي..

ما هو فن النحت؟

النحت هو فن تجسيدي يرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد سواء لإنسان أو حيوان أو أي شكل تجريدي، ويعتبر من فروع الفنون المرئية والتشكيلية، وهو فن قديم جدًا وموجود منذ حوالي 4500 سنة قبل الميلاد، ويسبق فن التصوير. وهناك خامات للنحت مثل (الصخور – الخشب – الجص– الشمع – الطين)، وهناك كذلك أنواع للنحت؛ هي: - البارز والذي اشتهرت به الحضارة المصرية القديمة. - الغائر واشتهر في بلاد العراق ومصر. - المجسم ثلاثي الأبعاد الذي اشتهر به الرومان والإغريق.

من كان داعمًا لكِ في هذا المجال؟

الشخصية الأولى والأهم والدي _رحمه الله_ كان الحاضر الغائب، ومعي في كل تفاصيل حياتي رغم غيابه، وكان داعمًا لي وحريصًا على أن أُظهر أفضل ما عندي وأنا حريصة على أن أقدم شيئًا يليق باسمه، ووالدتي أيضًا التي دائمًا تدعمني برضاها وبالدعوات حتى وصلت لما أنا عليه.

وتوجد شخصيات اجتماعية دائمًا تدعمني؛ منهم: الأمير فيصل بن عبد الرحمن آل سعود الذي ذكرني بتغريدة على "تويتر" أشاد فيها بإبداعي وتميزي فيما أقدم، وأنا أتوجه للأمير بالشكر، وأيضًا الأستاذ والناقد الصحفي أحمد منشي؛ والذي كان يراهن عليَّ مستقبلًا بأن أكون أحد أهم النحاتين بالسعودية ولقبني بألقاب كثيرة، وأقدم له أيضًا شكري.

ما سبب دخولك لهذا المجال؟

دراستي كانت في الفنون، لكن فن النحت هو الذي استوقفني ووجدت فيه ما أبحث عنه خلال دراستي لمرحلتي البكالوريوس والماجستير، وبإذن الله أكون متميزة فيه.

فن النحت

هل عرضتِ أعمالك على أي جهة وكيف كانت التجربة؟

نعم عرضت أعمالي على عدة جهات لها علاقة بما أقدمه ولكن للأسف كانت هناك خيبات أمل متتالية لي.

ما هي العوائق التي واجهتيها؟

عند شغلي على خامات النحت وعند خطوة صب البرونز اضطر للسفر خارج السعودية لصب أعمالي؛ لندرة وجود المهتمين والعارفين به، وأيضًا عندما اشتري خامات من خارج المملكة يتم رفض دخولها المطار رغم أنها خامات بسيطة ولا توجد في السعودية.

هل النحات رسام؟

للجواب عدة جوانب أكاديميًا، فقبل أن ابدأ أي عمل منحوت لا بد من عمل اسكتش مرسوم له، ثم نقل الفكرة على الخامة التي يتم النحت عليها، ولكن خارج الإطار الأكاديمي وجدت موهوبين لا يتقنون مسك الفرشاة والرسم لكن موهبتهم عندما تظهر يمسكون بمادة تشكيلية مثل الطين، ويمكن للإنسان أن يجمع بين عدة مواهب؛ بأن يكون رسامًا ونحاتًا ومهندسَا وشاعرًا، مثل مايكل أنجلو، وليورداني دافنشي.

ما هي نظرتك المستقبلية لفن النحت في السعودية؟

الحمد لله نحن في ظل قيادة حكيمة وواعية ومتطورة وشابة برؤية ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان؛ الذي دائمًا ما يبحث عن الجديد والمتطور في كل المجالات، وهو يجعلنا في الصف الأول بين الدول، وهذا يدعونا إلى التفاؤل بأن المستقبل سيكون أجمل وأفضل وله طابع مميز.

هل الهوية الدينية عائق لكِ في أعمالك؟

بالعكس هي مصدر فخر لي واعتزاز ومبدأ لا يمكن التنازل عنه، والفن الإسلامي مصدر إلهام وإبداع وأستمد منه أفكار منحوتاتي وأربطها بالشكل الحديث؛ لذلك تجد أغلب منحوتاتي على شكل تجريدي ورمزي، ويختلف تفسير هذه الرموز لكل شخص حسبما يُسقط عليه ما في داخله. والفنان في الحضارة الإسلامية ابتكر فن الزخرفة الإسلامية، ودومًا أحاول الالتزام بأصول هذا الفن والبعد عن محاذيره.

فن النحت

ما الفرق بين سعدية الإنسانة والدكتورة فنانة النحت؟

سعدية الإنسانة شخصية هادئة تحب الحياة والعائلة وبهذه النظرة تتطلع وتبحث وتتميز بكل ما هو فريد، تحب العلم والبحث والإطلاع وتعلم كل ما هو جديد، وشخصية تحب التحدي والإبداع وتسعى للتميز والتفرد.

أما شخصية النحاتة سعدية فهي شغوفة بهذا المجال بلا حدود، أجد فيه المتعة والسعادة والجمال وروحًا تدفعني لأن أواصل الليل بالنهار لصنع منحوتة لا مثيل لها وتستوقف المتلقي.

ماذا تتمنين بالنسبة لفنك؟

أتمنى توفر الدعم للنحاتين؛ بحيث تكون هناك جمعية خاصة أو مركز خاص للنحت؛ لكي يسهل الوصول لهم من أي جهة تريد وضع منحوتة، وأتمنى من الجهات ذات العلاقة الاهتمام بأعمالي لتغطي مدن المملكة وبقية دول العالم.

اقرأ أيضًا: حوار| الفنانة التشكيلية أريام الغدير: نحتاج لتنفيذ مشروع ريادي يهتم بالفنانين