نظّمت جامعة هيريوت وات دبي النسخة الثانية من معرض التصميم لطلبة السنة النهائية 2025، وهو الحدث السنوي الذي تنظّمه كلية التصميم، ويجسّد خلاصة المسيرة الأكاديمية لطلبة البكالوريوس في مجالات التصميم المختلفة، من الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي إلى تصميم الاتصالات وترويج العلامات التجارية والأزياء.
أُقيم المعرض في 16 مايو الجاري داخل الحرم الجامعي الكائن في مجمع دبي للمعرفة، في عرض خاص استقطب حضورًا مميزًا من رواد صناعة التصميم، والأكاديميين، ورجال الإعلام، والمستثمرين في قطاع الإبداع.
شكّل هذا الحدث منصة أولى لعرض مشاريع التخرج التي تعكس ليس فقط مهارات الطلاب التقنية، بل أيضًا قدرتهم على التفكير النقدي والتصميم الهادف المتفاعل مع قضايا المجتمع والتكنولوجيا والبيئة.
مشروعات رائدة
من بين المشاريع اللافتة، قدمت الطالبة ليليا سمولينسكايا من قسم العمارة مشروع “فيلميك”، وهو مركز ترفيهي متمحور حول السينما، تم تصميمه خصيصًا للمراهقين كمكان اجتماعي وتعليمي يعزز الروابط الإنسانية ويمنحهم مساحة للتعبير عن هوياتهم واستكشاف الذات عبر تجربة حسية تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.
أما الطالب إيكتا ساواركار، فقدّم من قسم ترويج العلامات التجارية مشروع “ألك ميست”، وهو مفهوم جديد تمامًا في عالم العطور، يجمع بين تطبيق على الهاتف المحمول وجهاز مبتكر يُمكّن المستخدم من ابتكار عطره الخاص أثناء التنقل ومشاركته مع الآخرين.
هذا المشروع لا يستهدف فقط الحواس، بل يقدم تجربة حسية وشخصية تعكس علاقة الإنسان بالروائح كوسيلة لاستحضار الذكريات والتعبير عن الذات.
من جهة أخرى، تناول الطالب سيدهارث مهاتري من قسم تصميم الاتصالات التحديات الصحية من خلال مشروع “بلس”، وهو رفيق رقمي ذكي يساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم في اللياقة البدنية عبر تتبع التقدم اليومي وتطوير عادات صحية مستدامة، ما يضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان بأسلوب سهل الاستخدام وفعّال.
منصة تجمع الخيال بالتطبيق
تميّزت المشاريع المقدّمة في المعرض بتنوّعها الكبير وتكاملها بين الرؤية الجمالية، والتفكير الوظيفي، والتفاعل مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية، إذ لم تكن مجرد أعمال طلابية، بل اقتراحات تصميمية ناضجة تمثّل حلولًا واقعية لتحديات عصرنا، بدءًا من الصحة النفسية والجسدية، إلى الهوية المجتمعية، ومرورًا بابتكار منتجات وخدمات مخصصة.
في هذا السياق، عبّرت البروفيسورة لويز فالنتاين، رئيسة ونائبة العميد التنفيذي لكلية التصميم، عن فخرها العميق بالطلبة، مشيرة إلى أن المعرض “لم يعد مجرد منصة أكاديمية، بل أصبح شهادة على التفكير الإبداعي المسؤول لدى الجيل الجديد من المصممين، وقدرتهم على التعامل مع قضايا العالم المتغيرة بشجاعة ومرونة”، مضيفة أن “المعرض يجسّد الفلسفة التعليمية للجامعة التي تُعلي من قيمة التعاون والإبداع الهادف والتأثير المجتمعي”.
وفي ذات الإطار، قالت الدكتورة ديمة القوادري، مديرة برنامج التصميم الداخلي، إن المعرض “يُمكّن الطلاب من تحويل المعرفة الأكاديمية إلى أدوات تطبيقية تواكب التحديات المحلية والعالمية”، مؤكدة أن مشاريع التخرج ليست فقط نهاية مرحلة، بل بداية لحياة مهنية مبتكرة يُمكن أن تغيّر وجه القطاع الإبداعي في المنطقة.
مستقبل التصميم
تقدّم كلية التصميم والمنسوجات في جامعة هيريوت-وات برامج بكالوريوس ودراسات عليا تُعِدّ الطلاب لمواجهة تحديات العالم الواقعي، ليس فقط من خلال المهارات التقنية، بل عبر تكوين عقلية نقدية، منفتحة ومبدعة.
ويبقى معرض التصميم هذا مفتوحًا أمام الجمهور من 17 إلى 27 مايو في الحرم الجامعي بدبي، في فرصة فريدة للزوار للتعرّف على الجيل القادم من المصممين، الذين يُنتظر منهم أن يُشكّلوا لغة التصميم المستقبلي في الإمارات والمنطقة، ويمدوا الجسور بين الفن والتكنولوجيا والإنسان.