“توحة”.. رائدة الغناء السعودي

"توحة".. رائدة الغناء السعودي وملحنة تركت بصمة في جيلها
"توحة".. رائدة الغناء السعودي وملحنة تركت بصمة في جيلها

“توحة” أو فتحية حسن يحيى، فنانة سعودية جمعت بين الغناء والتلحين وكتابة الأغاني، وبرزت كشخصية مؤثرة في المشهد الفني السعودي. بينما لم تقتصر أهميتها على جودة أعمالها، بل جسدت قصة كفاح في بيئة محافظة. لتصبح فنانة عربية لم تنل الشهرة الواسعة لدى الأجيال الحديثة.

نشأة الفنانة السعودية توحة

ولدت “توحة” عام 1934 في الإحساء، حيث كان يعمل والدها في الجمارك. انتقلت في سن السادسة إلى مكة المكرمة بعد تعيين والدها في وزارة المالية. كما كانت تزور جدة بحكم وجود أقارب والدتها هناك. بعد وفاة والدها وهي في الثانية عشرة من عمرها، استقرت الأسرة في جدة، حسب موقع “العربية”.

كما نشأت “توحة” في كنف عائلة محبة للفنون والآداب؛ فوالدها كان شاعرًا يتمتع بصوت جميل. ويغني في الجلسات العائلية، كما امتلك مكتبة موسيقية ثرية. كما لعبت والدتها دورًا في تنمية موهبتها من خلال ترديد الأغاني الحجازية القديمة. بينما الدور الأكبر فكان لشقيقها الدكتور محمد أمين حسن يحيى، الأديب والملحن والشاعر. الذي دعمها في بداياتها وعلّمها أصول الغناء، وكان أول من أنشأ مركزًا لتعليم الموسيقى في السعودية. ما سهل لها التعاون مع فنانين معروفين.

تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم

لم تحصل “توحة” على تعليم نظامي كاف بسبب قلة المدارس آنذاك، لكنها تعلمت الكتابة من والدها والقراءة وحفظ القرآن من والدتها. في سن الرابعة عشرة، سافرت إلى مصر لمدة أربعة أشهر برفقة أخيها، الذي أحضر لها مدرسًا خاصًا لدراسة الغناء المصري، إلا أنها فضلت التعليم السماعي والتركيز على التراث الغنائي السعودي.

كما ارتبطت “توحة” بآلة العود منذ طفولتها، ففي سن الثامنة كانت تعزف وتدندن على عود شقيقها في غيابه. لاحقًا، أهداها والدها عودًا يمانيًا صغيرًا، وأصبحت تعزف عليه يوميًا وتغني أمام صديقاتها.

بدأت مسيرتها الغنائية عام 1949 وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وسجلت خلالها العديد من الأغاني التي كتبتها ولحنتها، بالإضافة إلى تعاونها مع ملحنين آخرين مثل طارق عبد الحكيم وسراج عمر وفوزي محسون. غنت أيضاً من كلمات شعراء مثل صلاح جلال وثريا قابل، بالإضافة إلى أغنيات من كلمات شقيقها. كما أحيت حفلات الأعراس في مختلف المدن السعودية.

الرصيد الفني للمطربة توحة

كما يبلغ رصيدها الفني نحو مئة أغنية، بالإضافة إلى أغاني التراث القديم. من أبرز أغانيها الخاصة: “دعاني مرة و قاللي”، “راعيني ولا تكابر”، و”صحيح مني انتهيت”.

تُعد “توحة” أصغر مطربة ظهرت في السعودية، وكانت تستخدم كرسيًا للظهور أمام الجمهور في بداياتها. كتبت ولحنت أغنيتها الشهيرة “أشِّر لي بالمنديل”، التي أعاد غناءها لاحقاً عبد الله رشاد وحسن عبد الله والفنانة الإماراتية أحلام.

شهدت مسيرتها الفنية محطات هامة، منها لقاؤها بأم كلثوم مرتين، الأولى في مصر والثانية في منزل الأمير عبد الله الفيصل بجدة. كما التقت بعبد الحليم حافظ وغنت له على العود أغنيتها “كيف أتوب.. وأنا في عيونك أذوب”، وعرض عليها عبد الحليم غناءها، لكن وفاته حالت دون ذلك.

رغم تقدمها في العمر، استمرت “توحة” في إحياء الحفلات والتصريح لوسائل الإعلام، ودعمت فنانين سعوديين مثل محمد عبده، الذي اقتبس منها بعض ألوان غناء الدانة والمجرور.

الرابط المختصر :