جدة – ليلى باعطية
مما لا شك فيه أننا جميعًا مقتنعون بأن الحياة ستكون ناقصة بعدم وجود شبكة الإنترنت في يومنا، أن ذلك يضر بأعمالنا وتواصلنا مع الغير، حتى صغارنا أصبحنا مجبرين، بملء إرادتنا، على أن نوفر لهم الشبكة لارتباطها بمناهجهم الدراسية وتطويرهم في مجالاتٍ عدة.
ومؤخرًا، صرّح سلمان فقيه؛ المدير التنفيذي لشركة “سيسكو” السعودية، بأنهم على علم بحجم الإنترنت الذي ينمو بشكل كبير؛ وذلك نتيجة مواصلة المملكة الاستثمار في البنى التحتية والعمل على تنمية اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي وفق رؤية السعودية 2030؛ فالإنترنت الأسرع والأقوى سيفتح آفاقًا غير مسبوقة للأفراد ومختلف القطاعات التجارية والصناعية، ويمثل التحول الرقمي قوة حيوية للنمو الاقتصادي؛ لذلك على الشركات أن تتبنى عقلية مبتكرة واستباقية.
منطقة الشرق الأوسط الأسرع في مرور بيانات الإنترنت
توقّعت شركة “سيسكو” أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم إلى 4.8 مليار شخص بحلول عام 2022، يعيش منهم نحو 549 مليون نسمة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ولفتت الشركة، في تقريرها الخاص بمؤشر الشبكات المرئية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا هي الأسرع نموًّا عالميًّا في حركة مرور بيانات الإنترنت بنسبة نمو تبلغ 41% بين عامي 2017 و2022؛ حيث سيصل عدد مستخدمي الإنترنت بالمملكة في عام 2022 إلى 30 مليون مستخدم.
وكشف التقرير –أيضًا- عن مؤشر الشبكات المرئية من سيسكو، وأن هناك أربعة عوامل رئيسية متوقعة لنمو حركة بروتوكول الإنترنت في المملكة وعموم منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بحلول عام 2022.
30 مليون مستخدم في السعودية
وتتوقع “سيسكو” ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية من 24 مليون نسمة في عام 2017 إلى 30 مليون نسمة بحلول عام 2022؛ ما يعني أن نسبة مستخدمي الإنترنت في المملكة سترتفع إلى 82.6% من سكانها، مقارنة بنسبة 73.2% من سكانها في عام 2017.
ارتفاع عدد الأجهزة المتصلة
وأوضحت “سيسكو” أن عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة سيصل إلى نحو 2.5 مليار جهاز في الشرق الأوسط وإفريقيا، وفي المملكة وحدها سيزداد عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة ومنافذ الاتصال بها بنحو 83.3 مليون جهاز واتصال بحلول عام 2022؛ ليصل مجموعها إلى نحو 194.2 مليون جهاز؛ حيث سيحظى كل فرد بالمملكة بما يعادل 5.4 جهاز مرتبط بالشبكة.
وسيكون للأجهزة غير الحاسوبية الحصة الأكبر في رفع معدلات حركة مرور البيانات؛ نتيجة نمو الاتصالات من آلة إلى آلة (M2M) بأعلى المعدلات، وتليها الأجهزة الجوالة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وتتوقع شركة سيسكو أن يؤدي تعزيز الاتصال إلى إيجاد فرص جديدة للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في مختلف القطاعات، وعلى مستوى المنازل الذكية.
196 % زيادة في حركة البيانات
وتتوقع “سيسكو”، في تقريرها، أن تتضاعف سرعة اتصالات النطاق العريض في السعودية بأكثر من ثلاث مرات، من عام 2017 إلى عام 2022؛ حيث -حسب التقرير- تزداد السرعة من 12.2 ميجابت في الثانية في العام 2017 إلى 41.2 ميجابت في الثانية بحلول عام 2022؛ لتمكين الشركات والأفراد من العمل بسرعة أكبر وكفاءة أفضل.
وباستمرار ارتفاع سرعة الاتصال، فإن عمليات تنزيل الملفات الكبيرة التي كانت تتطلب ساعات، لن تحتاج عندها إلى أكثر من دقائق أو لاحقًا إلى أكثر من ثوان. ويتوقع حينها أيضًا أن يرتفع معدل حركة بيانات الإنترنت التي يُولدها المستخدم في المملكة العربية السعودية شهريًّا إلى 40 جيجا بايت بزيادة تبلغ 68% مقارنة بمعدل عام 2017، أما معدل حركة البيانات التي تولدها المنازل في المملكة فسترتفع بنسبة 196% خلال الفترة ذاتها.
زيادة المحتوى والتطبيقات
وكشف التقرير عن أن حصة المحتوى الغني بالوسائط والملفات المكتظة بالبيانات تتشكل بنسبة 85%، من حركة مرور بيانات بروتوكول الإنترنت في المملكة بحلول عام 2022؛ مرتفعة من حصة تبلغ نسبتها 70% في عام 2017؛ بسبب الزيادة المتوقعة في حركة مرور بيانات الإنترنت الغنية بالوسائط التي تبلغ 15%، إلى النمو السريع لخدمات بث الأفلام والتلفاز وتدفق الموسيقى على الإنترنت، بالإضافة إلى ارتفاع شعبية الألعاب عبر الإنترنت في السعودية، وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع حركة مرور بيانات بروتوكول الإنترنت الناتجة عن الألعاب في المملكة بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بأرقام عام 2017.
توحيد الجهود لخدمة إنترنت يسهل الوصول إليها
لفت سلمان فقيه؛ إلى أن هجمات الحرمان من الخدمة، قد تمثل ما يصل إلى 25% من إجمالي حركة الإنترنت في البلاد خلال حدوثها، وعن طريق تطبيق آليات الحماية المناسبة تستطيع الشركات أن تحمي ذاتها خلال التسلسل الكامل للهجوم قبل الهجوم وأثنائه وبعده، مشيرًا إلى أن دولة، مثل السعودية التي تتبنى الابتكار؛ فإن الإنترنت ما زال يغير حياتنا بطرق مختلفة، وإدراكًا للتغييرات التي تحدث على الشرق الأوسط وإفريقيا؛ فعلى الحكومة وصانعي السياسات ومقدمي الخدمات مواصلة توحيد جهودهم لإنشاء خدمة إنترنت يسهل وصول الجمهور إليها، ومحمية بإطار آمن يدعم تحقيق نمو اقتصادي مستدام.