تاريخ كتبه الأجداد: “الحابول” صناعة يدوية تُحارب الاندثار في سلطنة عُمان

تعد حرفة صناعة “الحابول”، أحد الحرف اليدوية القديمة التي تحارب الاندثار في عدد من دول الخليج العربي، وخاصة في سلطنة عُمان.

“الحابول” هو حزام يتم جدله وتضفيره من الحبال، ويستخدم في صعود أشجار النخيل؛ لجني ثمارها وتهذيب سعفها.

وترتبط تلك الصناعة في مملكة عُمان بالمناطق التي يزرع بها النخيل بشكلٍ مكثف.

من جهته، يقول خلفان بن سالم بن سيف التميمي؛ أحد المزارعين بسلطنة عُمان، ويبلغ من العمر 65 عامًا، إن صناعة “الحابول” في السلطنة تواجه خطر الاندثار، مشيرًا إلى أنه حرص على تعليم أبنائه وأحفاده أسرار تلك الصنعة، التي مارسها على مدار سنوات عمره، خاصة وأنه يعشق زراعة النخيل.

وكشف التميمي أن حرفة صناعة الحابول أوشكت على الاندثار في السلطنة؛ لذا يحرص على نقل خبراته للأجيال الجديدة؛ للحفاظ على تلك الحرفة اليدوية.

وكشف المزارع العُماني، أن بعض الدول بدأت في تصدير “الحابول” لأسواق السلطنة، مؤكدًا على ضعف خامات الحابول المستورد، كونه مصنوع من مواد بلاستيكية، على عكس المصنوعة محليًا، والتي تتميز بالصلابة والثبات، وتستمر لعدة سنوات، كونها مصنوعة من ألياف النخيل، التي تتميز بالجودة والمتانة.

وأوضح التميمي أن منتج “الحابول” المستورد قد يُعرّض مستخدمه لخطر السقوط من أعلى أشجار النخيل، لافتًا إلى أن مُتسلق النخيل يستخدم “حزام الحابول” بحيث يلتف حول جسده وجذع النخلة؛ ليتمكن من صعودها، ويخفف من الجهد المبذول في صعود النخيل، ويجنب المتسلق خطر السقـوط، وتتم صناعته من أدوات بدائية، من أهمها ليف النخيل، الذي يتم اختياره بعناية فائقة، وينقع بعد ذلك في الماء لمدة قصيرة، وذلك حتى يسهل “فَتَلُه” باليدين دون أن يتعرض للكسر.

وشدد المزارع العماني على أن استخدام الحابول يتم بطريقة محددة، مشيرًا إلى أن الحبل الليفي يتحمل ثقل وزن متسلق النخيل، ويجب أن يتم ربطه بطريقة محددة، ويستخدم في تسلق النخيل أثناء جني الرطب، وجز سعف النخيل، وغيرها من الأعمال.

وطالب التميمي الحكومة العُمانية بضرورة الاهتمام بالحرف اليدوية التي تواجه شبح الاندثار، حرصًا على الموروث الثقافي، وسعيًا لإحياء الحرف التراثية التي تعكس الثقافة والعادات القديمة لسكان السلطنة.

الرابط المختصر :