يشهد عالمنا اليوم تطورًا متسارعًا في مجال التكنولوجيا؛ حيث أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع هذا التطور الهائل، يواجه الأطفال تحديات جديدة، تتمثل في مخاطر الإنترنت، التي تهدد حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم بالآخرين.
لذا نوضح التأثيرات السلبية للإنترنت على الحياة الاجتماعية للأطفال، وكيف يمكننا حماية أطفالنا من هذه المخاطر، والمساهمة في نموهم على نحو صحي وسليم بهذا العصر الرقمي.
الإنترنت سلاح ذو حدين
قبل توضيح التأثيرات السلبية للإنترنت على الحياة الاجتماعية للأطفال، نأكد أن فوائد الإنترنت لا يمكن إنكارها في مجال التعليم والتواصل والترفيه، إلا أن الاستخدام المفرط وغير المنضبط له يمكن أن يؤدي إلى عزل الأطفال عن محيطهم الاجتماعي الحقيقي، ويضعف مهاراتهم في التواصل والتفاعل المباشر.

كما أن تطبيقات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية تؤدي دورًا كبيرًا في جذب الأطفال، ولكنها قد تجعلهم عرضة للمضايقات والتنمر الإلكتروني، وتعرضهم لمحتوى غير لائق وغير مناسب لأعمارهم.
تأثيرات سلبية للإنترنت على الحياة الاجتماعية للأطفال
وحسب توضيح الدكتور وليد هندي؛ استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة”، فإن التأثيرات السلبية للإنترنت على الحياة الاجتماعية للأطفال تتمثل في:
- الإدمان على الإنترنت: يؤدي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال في ممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلبًا في صحتهم النفسية والجسدية.
- العزلة الاجتماعية: بينما يميل الأطفال المدمنون على الإنترنت إلى عزل أنفسهم عن أصدقائهم وعائلاتهم؛ ما يضعف علاقاتهم الاجتماعية، ويؤثر في قدرتهم على بناء علاقات صحية بالمستقبل.
- التعرض للمحتوى الضار: كما قد يتعرض الأطفال لمحتوى عنيف أو جنسي أو مشجع على الكراهية؛ ما قد يؤثر سلبًا في سلوكهم وقيمهم.


كيف تحمي أبنائك من التأثيرات السلبية للإنترنت؟
- بناء الثقة: شجعي أطفالك على التحدث إليكِ بكل صراحة عن أي شيء يشعرون بالقلق أو الخوف منه على الإنترنت.
- الاستماع الفعال: خصصي وقتًا للاستماع إلى مخاوفهم وأسئلتهم، وأجيبي عليهم بصراحة وشفافية.
- تجنبي المحاضرات: بدلًا من إلقاء اللوم أو إصدار الأوامر، حاولي أن تكوني مرشدة وصديقة لطفلك.
- تحديد الوقت: حددي وقتًا يوميًا لاستخدام الإنترنت، وتأكدي من الالتزام به.
- الأماكن العامة: استخدمي الأجهزة الإلكترونية في الأماكن العامة المشتركة بالمنزل، وتجنبي استخدامها بالغرف المغلقة.
- مواقع آمنة: ساعدي طفلك على اختيار المواقع والتطبيقات المناسبة لعمره، وشجعيه على استكشاف المحتوى الإيجابي.
- برامج الرقابة الأبوية: استخدمي برامج الرقابة الأبوية المتاحة لحجب المواقع غير المناسبة، وتتبع الأنشطة على الإنترنت.
- التواصل مع الأصدقاء: تعرفي على أصدقاء طفلك على الإنترنت، وتأكدي أنهم أشخاص موثوق بهم.

- مراجعة التاريخ: راجعي سجل تصفح طفلك دوريًا للتأكد أنه لا يزور أي مواقع غير مناسبة.
- الخصوصية: علميه أهمية حماية خصوصيته، وعدم مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء.
- كلمة المرور القوية: شجعي طفلك على إنشاء كلمات مرور قوية وصعبة التخمين لحساباته.
- التعامل مع المضايقات: علمي طفلك كيف يتعامل مع أي شكل من أشكال المضايقات أو التهديدات على الإنترنت.
- الأنشطة الترفيهية: شجعيه على ممارسة الأنشطة الترفيهية الأخرى، مثل: القراءة، والرياضة، واللعب مع الأصدقاء.
- التواصل المباشر: علميه أهمية التواصل مع الآخرين وجهًا لوجه، بدلاً من الاعتماد فقط على الإنترنت.
- التطوع: شجعي طفلك على المشاركة في الأنشطة التطوعية؛ لتعزيز مهاراته الاجتماعية، وتنمية ثقته بنفسه.