سلط مسلسل “أثينا” الضوء على اضطراب غذائي خطير يعرف باسم البوليميا أو النهم العصبي، وهو اضطراب يتميز بنوبات متكررة من الإفراط في تناول الطعام، تليها محاولات يائسة للتخلص من السعرات الحرارية الزائدة بطرق غير صحية. هذا الاضطراب، الذي غالبًا ما يظل خفيًا لسنوات، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الصحة الجسدية والنفسية للمصاب. نتناول التفاصيل في هذا المقال.
ما هو مرض البوليميا؟
البوليميا هو اضطراب أكل خطير يتميز بنوبات من الإفراط في تناول الطعام، حيث يستهلك الشخص كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة، مع شعور بفقدان السيطرة وعدم القدرة على التوقف. بعد هذه النوبات، يلجأ المصابون إلى سلوكيات تعويضية غير صحية، مثل التقيؤ المتعمد، أو استخدام الملينات، أو ممارسة الرياضة المفرطة، أو الصيام، للتخلص من السعرات الحرارية الزائدة وتجنب زيادة الوزن.
أسباب البوليميا
لا يزال السبب الدقيق للبوليميا غير واضح، ولكن يعتقد أنه نتيجة لتفاعل معقد بين العوامل الوراثية والنفسية والاجتماعية. تلعب المعتقدات الاجتماعية حول الوزن المثالي وشكل الجسم دورًا كبيرًا، خاصة بين المراهقات. كما أن وجود تاريخ عائلي للاضطراب يزيد من خطر الإصابة به. غالبًا ما تتزامن البوليميا مع اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات التحكم بالاندفاع.
أعراض البوليميا
غالبًا ما يكون من الصعب اكتشاف البوليميا، حيث يحافظ المصابون على سرية سلوكياتهم. ومع ذلك، يمكن لبعض العلامات أن تشير إلى وجود الاضطراب، مثل:
- كثرة زيارة الحمام بعد الوجبات.
- وجود آثار للتقيؤ المتكرر، مثل تورم الغدد اللعابية وتآكل مينا الأسنان.
- تقلبات ملحوظة في الوزن.
- التركيز المفرط على الوزن وشكل الجسم.
- الانسحاب الاجتماعي والعزلة.
- تغيرات في المزاج، مثل الاكتئاب والقلق.
مضاعفات البوليميا
يمكن أن تؤدي البوليميا إلى مضاعفات صحية خطيرة، بما في ذلك:
- اضطرابات في توازن الكهارل، مما قد يؤدي إلى مشاكل في القلب والكلى.
- تآكل مينا الأسنان وتسوسها.
- تمزق المريء والتهابه.
- مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك والارتجاع المريئي.
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
- زيادة خطر الانتحار.
العلاج
كما يتضمن العلاج عادةً علاجًا طبيًا متخصصًا وعلاجًا عائليًا، وذلك للسيطرة على عادات الأكل غير الصحية وعلاج مشاكل التغذية التي يعاني منها المريض. يركز العلاج على العلاقة بين أفكار المريض ومشاعره، وسلوكياته، إذ يحاول الطبيب المعالج كشف أنماط التفكير التي تؤدي إلى السلوكيات المدمرة للذات ويحاول تغيير هذه الأنماط. من الممكن أن يساعد العلاج السوكلي المعرفي مرضى النهم العصبي. كما قد يشارك مزود رعاية صحية وأخصائي تغذية في علاج المصاب.
بينما من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق في حال إصابة المريض بهما. كما قد يدخل المريض المستشفى لعلاج اضطراب الشوارد. يعتبر وجود أفراد عائلة أو أصدقاء موثوقين ضروريًا لتقدم العلاج، إذ يقدمون الدعم اللازم للمريض في هذه المرحلة.
أهمية الكشف المبكر والعلاج
يمكن أن يكون للبوليميا تأثير مدمر على حياة المصابين، ولكن يمكن للعلاج المبكر أن يحسن بشكل كبير من فرص الشفاء. من الضروري زيادة الوعي بهذا الاضطراب وتشجيع المصابين على طلب المساعدة. الدعم من العائلة والأصدقاء يلعب دورًا حاسمًا في رحلة التعافي. وفقًا لموقع cureus.