يشهد عالم الحفاظ على البيئة في المملكة العربية السعودية تطورات إيجابية، حيث أعلنت هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية عن اكتشاف ثلاث مستعمرات تكاثر لنسور غريفون الأوراسية. وهي من الأنواع المهددة بالانقراض على مستوى العالم. هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو الحفاظ على التنوع البيولوجي في المملكة وحماية هذا النوع الجارح الذي يلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي. ولكن ما نسور غريفون الأوراسية؟ هذا ما نتعرف عليه في التقرير التالي. وفقًا لما ذكره موقع vultures.
أهمية هذا الاكتشاف:
يشير هذا الاكتشاف إلى التحسن الملحوظ في البيئة الطبيعية للمحمية، ويعكس نجاح الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي فيها. حيث إن هذه الفصيلة من الطيور تساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة النظم البيئية من خلال التخلص من الكائنات النافقة ومنع انتشار الأمراض. وكذلك تعتبر المحمية موئلًا لأكثر من نصف الأنواع الموجودة في المملكة؛ ما يجعلها واحدة من أغنى المحميات في منطقة الشرق الأوسط من حيث التنوع البيولوجي. ما يساعد أيضًا في إنشاء محميات طبيعية لحماية موائل النسور وتوفير بيئة آمنة للتكاثر. علاوة على ذلك يتم تنفيذ برامج التربية في الأسر لزيادة أعداد النسور وإعادة إطلاقها في الطبيعة. بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية لزيادة الوعي بأهمية الحفاظ عليه. كما يمكن لهذا الاكتشاف أن يساهم في جذب السياحة البيئية إلى المنطقة، ما يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.
ما هو عملاق السماء المهدد بالانقراض؟
يشغل النسر الأسود الأوراسي، أو النسر الراهب، مكانة خاصة بين الطيور الجارحة، فهو ليس مجرد طائر ضخم، بل هو رمز للقوة والجمال والأناقة في عالم الطيور. كما يتميز هذا النسر بلونه الأسود الداكن ورأسه الأصلع الذي يشبه قلنسوة الراهب، ومن هنا جاء أحد أسمائه الشائعة.
وصف النسر الأسود الأوراسي:
يعتبر النسر الأسود الأوراسي من أكبر الطيور الجارحة في العالم، إذ يتراوح طول جسمه بين 98 و120 سم، ويصل طول جناحيه الممتدين إلى 3 أمتار، ووزنه يتراوح بين 7 و14 كيلوغرام. يتميز بلونه الأسود الداكن الذي يغطي معظم جسمه، ورقبة خالية من الريش في بعض الأفراد، ووجه أسود محاط ببقع داكنة حول العينين. يعيش هذا النسر في مناطق الهضاب والجبال المفتوحة وشبه الجافة، ويفضل المناطق النائية بعيداً عن صخب المدن.
انتشار النسر الأسود الأوراسي:
ينتشر النسر الأسود الأوراسي في العديد من دول أوراسيا، بدءًا من إسبانيا والبرتغال في الغرب وصولاً إلى الصين ومنغوليا في الشرق. كما يوجد في دول مثل اليونان وتركيا ودول الشرق الأوسط. وعلى الرغم من انتشاره الواسع، إلا أن أعداده تتناقص بشكل كبير بسبب العديد من العوامل.
التحديات:
يواجه النسر الأسود الأوراسي العديد من التحديات التي تهدد بقاءه، من أهمها:
- تدمير الموائل: يؤدي تدمير الغابات وتجزئة الموائل الطبيعية إلى فقدان النسور لأماكن التعشيش والتغذية.
- التسمم: يتعرض النسور للتسمم بسبب تناولها للحيوانات النافقة التي تعرضت للمبيدات الحشرية أو المواد السامة الأخرى.
- الصيد الجائر: يتعرض النسر الأسود الأوراسي للصيد الجائر بسبب اعتقاده الخاطئ بأنه يشكل تهديدًا للماشية.
- تغير المناخ: يؤثر تغير المناخ على توافر الغذاء وتوزيع الفرائس؛ ما يؤثر سلبًا على أعداد النسور.
أهمية الحفاظ على النسر الأسود الأوراسي:
يلعب النسر الأسود الأوراسي دورًا مهمًا في النظام البيئي؛ حيث يتغذى على الحيوانات النافقة؛ ما يساهم في تنظيف البيئة ونشر البذور. كما أنه يعتبر مؤشرًا على صحة النظام البيئي؛ حيث إن انخفاض أعداده يشير إلى وجود مشكلة بيئية. ويتم بذل العديد من الجهود للحفاظ على النسر الأسود الأوراسي، مثل:
المراقبة المستمرة: تخضع الأعشاش التي تم اكتشافها للمراقبة الدقيقة لضمان استمرارية عملية الحضانة ونمو الفراخ.
إعادة التوطين: يتم العمل على إعادة توطين أنواع الفرائس المناسبة للنسور في المحمية.
التوعية البيئية: يتم إطلاق برامج تعليمية لتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على النسور والبيئة بشكل عام.
وفي النهاية، يعتبر اكتشاف مستعمرات تكاثر لنسور غريفون الأوراسية في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية إنجازًا بيئيًا مهمًا، ويعكس التزام المملكة بالحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الحياة البرية. من خلال الجهود المستمرة والتعاون بين مختلف الجهات المعنية، ويمكننا الحفاظ على هذا النوع الجارح وضمان بقائه للأجيال القادمة.