المستشارة القانونية فدوى العتيبي: التمييز ضد المحاميات صار من الماضي.. والكفاءة هي الفيصل

ـ الإقرار بحقوق المرأة السعودية ساهم بالتقدم في تقرير البنك الدولي ـ المرأة حصدت حقوقًا كثيرة في عهد خادم الحرمين وولي العهد.. ونطمع في المزيد
يمثل تصنيف المملكة العربية السعودية بقائمة الدول الأكثر تقدمًا -والتي تضم 190 دولة- في الأنظمة واللوائح المرتبطة بالمرأة وأنشطة الأعمال والقانون الدولي 2020 الصادر عن مجموعة البنك الدولي، إنجازًا منصفًا لكل الإصلاحات والجهود المبذولة في سبيل تمكين المرأة السعودية وتحسين حياتها المهنية وأعمالها التجارية.

وتُعد المستشارة القانونية فدوى العتيبي؛ من أوائل السعوديات اللاتي ارتدين رداء المحاماة وتولت عدة قضايا نجحت فيها.. وفي حوارها مع "الجوهرة" أكدت أن الإقرار بحقوق المرأة واحتواء قدراتها وتفعيل دورها في المجتمع بطرق قانونية مدروسة وموفقة؛ أثّرت بشكل واضح في قدرتها على الإنجاز وفي تقدم المملكة بتصنيف البنك الدولي.. فإلى نص الحوار:ـ

كيف توجهتِ إلى دراسة القانون؟

منذ دراستي في المرحلة الثانوية، كانت تؤرقني قضايا الأحوال الشخصية وجهل النساء بحقوقهن وكان هذا أكبر سبب لشغفي بالمهنة.

ما هي العقبات التي تواجهها خريجات القانون والشريعة في ممارسة مهنة المحاماة؟

هناك عقبات تواجه خريجي وخريجات القانون والشريعة على حدٍ سواء؛ منها: عدم إيجاد جهات تدريب ذات كفاءة عالية ملمة بالأنظمة ومتنوعة بالقضايا، إضافة إلى استغلال بعض المكاتب والمحامين لخريجي القانون والشريعة كي يعملون لديهم بدون مقابل من باب اكتساب الخبرة.

هل لا تزال نظرة المجتمع للمحامية قاصرة؟ وإلى أي مدى تغيرت هذه النظرة؟

كان هذا في السابق، لكن الآن أصبحت هي والرجل في كفة واحدة أمام المجتمع والقضاء.

ما مدى انتشار الثقافة القانونية؟ وهل لا تزال مقتصرة على الأحوال الشخصية والجزائية؟

يوجد وعي قانوني خلال الآونة الأخيرة، ولكننا نحتاج إلى نشر الثقافة القانونية بشكل أكبر، خاصة أن المملكة تمر بفترة إصلاحات وإصدار تشريعات جديدة.

فدوى العتيبي

هل تعمل المحامية في الوسط التجاري أم لا؟

تعمل المحامية في جميع أنواع القضايا والاستشارات القانونية المختلفة.

هل يوجد إقبال على توكيل المحاميات؟ بمعنى آخر: هل تختلف نظرة المجتمع إلى توكيل محامية عن توكيل محامٍ؟

لا تختلف نظرة المجتمع السعودي لجنس المحامي، والموضوع يعتمد بشكل كبير على مهاراتهم وكفاءتهم وتمكنهم.

اقرأ أيضًا: شيهانة العزاز.. اسم لامع في المجال القانوني ونموذج لنجاح المرأة السعودية

هل هناك معوقات تواجه المحامية في ممارسة عملها داخل أروقة المحاكم؟

لا لم يعد يوجد، فهذا الكلام صار من الماضي، بل أصبح لها تمكين أكبر، أما عن العوائق فكل مجالات العمل فيها معوقات.

إلى أي مدى كفلت الأنظمة حق المساواة بالنسبة للمحامية في جميع الإجراءات؟

المحامي والمحامية على حدٍ سواء في الحقوق والواجبات وخدمة المجتمع والقضاء، ويقفان في نفس الصف وعلى وجه المساواة.

هل تستقبل المكاتب طلبات تقييد المتدربات من المحاميات؟

نعم تستقبل الطالبات وتقيدهن كمحاميات متدربات.

هل يوجد تمييز في التعامل بين المتدربين والمتدربات؟

التمييز موجود في بعض المكاتب وليس جميعها، والمحامي المتدرب بشكل عام، سواءً كان ذكرًا أو أنثى، يأخذ وقتًا كبيرًا حتى يتولى القضايا الصعبة؛ حيث يتم تدريبهم أولًا على قضايا الأحوال الشخصية والتنفيذ.

لماذا تُعد أتعاب المحاميات أقل بكثير من المحامين؟

من وجهة نظري، أصبحت المحامية تأخذ أتعابًا مساوية للمحامي، ويتم احتساب الأتعاب طبقًا لعدة عوامل؛ أهمها: نوع القضية وخبرة المحامية وتكييف القضية تكييفًا قانونيًا وأخذ تصور كامل عنها.

صفي تجربة المرأة السعودية في مجال المحاماة.

تجربة رائعة ومليئة بالطموح والشغف بالتغيير وتثقيف المجتمع بحقوقه وواجباته.

ما دور المحاميات في خدمة المجتمع؟

يخدم المحامون بشكل عام شريحة كبيرة من المجتمع، على سبيل المثال: تقديم الاستشارات القانونية بدون مقابل مادي في بعض الحالات، والترافع عمن لا يستطيع تحمل تكاليف توكيل محامٍ؛ بسبب أوضاعه المادية الصعبة.

فدوى العتيبي

ما هي مؤشرات عدد المحاميات بالسعودية خلال السنوات الأخيرة؟

في ارتفاع؛ إذ بلغ عددهن أكثر من ٧٨٥ محامية مرخصة، وهذا العدد لا يشمل المحاميات المتدربات.

كيف يُنظر الآن لموضوع ولاية المرأة بعد تعديل النظام؟

أرى أن هذه الأمر مهم لأن الغالبية يفهمونه بشكل خاطئ، فحول حقوق المرأة في المملكة نرى أنها شملتها الإصلاحات بشكل أكبر، أما فيما يخص الولاية وما يُثار من مغالطات وأسئلة كثيرة عنها، فالنظام مكّن المرأة بشكل كبير جدًا بما يخدمها ويخدم الأسرة؛ بحيث أصبح لا ولاية على المرأة إلا في الزواج وتستطيع إصدار جواز سفر بعد سن الـ ٢١، والسفر دون تصريح.

ولا يستطيع أحد إنكار أن البعض كان يستغل سلطاته في تصريح السفر، كما منحت التعديلات النساء حق تسجيل المواليد وإصدار وثائق رسمية خاصة بالأسرة والاستقلال في السكن، وحق العمل "دون أي تمييز على أساس الجنس أو الإعاقة أو السن"، ونطمع في المزيد من التمكين في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ حفظهما الله.

اقرأ أيضًا: حوار| الضابط البحري جومانا الخولي: ما زلت أحلم بالعمل على سفينة Tanker