المتحف القومي للحضارة.. المحطة الأخيرة لملوك مصر القدماء

كان افتتاح المتحف القومي للحضارة في مصر، أحد أهم الأحداث التي لفتت أنظار العالم خلال شهر أبريل الماضي؛ حيث نظمت مصر افتتاحًا عالميًا؛ نقلته 400 قناة تلفزيونية حول العالم.

ونظمت مصر موكب نقل المومياوات الملكية؛ ليكون الحدث الرسمي لافتتاح المتحف؛ حيث تم نقل 22 مومياء ملكية في موكب مًهيب خطف الأنظار وقطع الأنفاس؛ حيث تغنى به العالم.

وافتتح المتحف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحضور وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب، فضلًا عن حضور بارز لمدير عام منظمة اليونسكو.

وشهد المتحف القومي للحضارة إقبالًا كثيفًا بعد افتتاحه على الفور؛ حيث يضم المتحف الكثير من المقتنيات الهامة التي يلاحقها عشاق الحضارات والتاريخ حول العالم.

واستقبل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط في الأيام الأولى بعد افتتاحه آلاف الزائرين من المصريين والأجانب، وذلك قبل افتتاح قاعة المومياوات التي تم افتتاحها بعد ذلك بأسبوعين.

تاريخ مصر القديم بتكنولوجيا حديثة

ووضعت مصر جهدًا كبيرًا في بناء متحف الحضارة القومي على أعلى مستوى من التطور والتكنولوجيا؛ حيث يرصد تاريخ الحياة القديمة في مصر بمراحلها المختلفة ويبرز أهم ملامح هذه العصور من خلال المقتنيات المختلفة.

ويقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون في مصر؛ حيث يطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة.

وأخذ بناء المتحف سنوات طوال؛ حيث تم وضع حجر الأساس في عام ٢٠٠٢م ليكون هذا المتحف واحدًاً من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية.

50 ألف قطعة أثرية

ويحتضن المتحف أكثر من ٥٠ ألف قطعة أثرية، والتي تحكي مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث في مصر؛ حيث يتم عرض مقتنيات المتحف في معرض رئيسي دائم يتناول أهم إنجازات الحضارة المصرية.

7 معارض مختلفة

كذلك يحتضن المتحف 6 معارض أخرى تتناول موضوعات: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية؛ التي تم نقلها من المتحف المصري في الموكب أمام العالم، حيث أخذ معرض المومياوات أيام إضافية لتحضيره على أكمل وجه.

يُشعرك معرض المومياوات بأنك توجد حقًا داخل أحد مقابر المصريين القدماء، ويتم عرض المومياوات وسرد أبرز المعلومات والقصص والأساطير عنها للزائرين بشكل رائع يخطفك بالفعل إلى العصور القديمة.

المتحف القومي للحضارة

قاعة الحرف والصناعات اليدوية

فضلًا عن ذلك يوجد داخل المتحف قاعة متخصصة في "الحرف والصناعات المصرية عبر العصور"، والتي تستهدف التعريف بتطور الحرف المصرية (الفخار، النسيج، النجارة، والحلى).

ويشمل هذا المعرض حوالي ٤٢٠ قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، والعديد من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عددًا من الأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور.

كذلك يحتضن المتحف مساحات للمعارض المؤقتة، فضلاً عن معرض خاص بتطور مدينة القاهرة الحديثة.

أبنية خدمية وترفيهية

على جانب أخر، يتمتع المتحف بأنه يحتضن أبنية خدمية، وتجارية، وترفيهية، ومركزًا بحثيًا لعلوم المواد القديمة والترميم، بالإضافة إلى أنه يستضيف مجموعة متنوعة من الفعاليات، كعروض الأفلام، والمؤتمرات، والمحاضرات، والأنشطة الثقافية.

المصبغة الأثرية

المصبغة الأثرية

كذلك ينفرد المتحف القومي للحضارة بوجود مصبغة أثرية داخل حرم المتحف؛ والتي تم الكشف عنها للمرة الأولى في عام 1932 حيث تعد قطعة فريدة من نوعها في مصر وقد أعيد إكتشافها مجددًا أثناء أعمال الحفائر التي سبقت بناء المتحف عام 2003 - 2004 م.

والمصبغة هي المثال الوحيد القائم في مصر على طراز المصابغ والتي يستدل منها على مدى التقدم التي وصلت إليه هذه الصناعة في العصر الفاطمي.

وأسست مصر هذا المتحف؛ ليكون بمثابة مؤسسة متكاملة لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري والتعريف بدور مصر في إرساء دعائم الحضارة الإنسانية.

من جانبها تدعم منظمة اليونسكو المتحف القومي للحضارة بشكل كبير، فيما يتعلق بـ مجال التدريب وتنمية المعارض وغيرها من المجالات، فهذا المتحف يُعد جزء من عمل المنظمة للمساعدة في حماية وحفظ التراث الثقافي في مصر.

اقرأ أيضًا: وادي الديسة.. مملكة النخيل والعيون الساحرة