العنف عند المراهقين.. أسباب مختلفة ونتائج مخيفة

تواجه الأسر العربية مشكلة كبيرة في التعامل مع أبنائها في طور المراهقة، خاصة أن تلك المرحلة العُمرية تشهد العديد من التحولات بشخصية المراهق، وتكون تصرفاته خلالها مضطربة.

من جانبها، تقول الدكتورة إيمان دويدار؛ استشاري الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، “إن تلك المرحلة العمرية تتسم بالعديد من التحولات النفسية؛ لذا يُنصح أن تتعامل الأسرة مع المراهق بحذر وهدوء.

وتضيف دويدار: “تحدي الوالدان للمراهقين، يدفعهم ليكونوا أكثر غضبًا، مطالبة بعدم حسم النقاشات مع المراهقين بالصوت العالي والصراخ، والبحث عن طريقة للتفاهم معهم؛ لأن مراحلهم العمرية تجعلهم متحفزون وبشدة لرد الإساءات بمثلها، نظرًا لكونهم مازالوا بمرحلة تكوين شخصيتهم، ولا يجيدون تقييم الأمور بشكلٍ صحيح.

وأشارت استشارية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، إلى أنه ليس من الخطأ أن يبادر أحد الوالدان بالاعتذار لنجله أو نجلته المراهقين، في حال قام بتعنيف المراهق، ويكون الاعتذار بجملة: “لقد فقدت السيطرة على أعصابي، مؤكدة على أن المراهق ينتظر المزيد من الاستيعاب والاحتواء من أسرته، وليس الصراخ والتعنيف.

وطالبت دويدار الأسرة بعدم الإسراع لمعاقبة المراهق، حينما يرتفع صوته أو يصدر عنه تصرف خطأ، بل يجب أن تنتظر الأسرة حتى يهدأ الموقف، ومن ثم تبدأ في محاسبته على ما بدر منه خلال نوبة غضبه، ما يشعره بالخجل من نفسه، ويدفعه للاعتذار عما بدر منه، ويساعد على عدم تكرار ذات الخطأ مجددًا، وهذا الأسلوب أجدى من معاقبته والتي ستسفر عن مزيد من العناد من جانبه ومزيد من السخط، واستحالة التفاهم بينه وبين الأسرة.

وشددت استشارية الصحة النفسية، على ضرورة أن يعي الوالدين متطلبات تلك المرحلة العُمرية الحرجة من حياة الإنسان، وأن يعملوا على مصادقة أبنائهم المراهقين، ويعززوا من تواصلهم معهم؛ لمعرفة توجهاتهم وما يفكرون به؛ للوصول إلى أنسب الطرق للتعامل معهم.

وأوضحت دويدار، أن السلوك العدواني من قبل المراهقين، يكون ناتجًا عن تعنيفهم باستمرار، ويأتي كرد فعل للإعلان عن أنفسهم، ورفضهم لهيمنة الأسرة عليهم، وسعيهم لفرض تصرفات بعينها عليهم، مشيرة إلى أن الوالدين يجب أن يُدركا أن مرحلة المراهقة تتطلب معاملة خاصة حتى تمر بسلام، دون أن تترك علاماتها في نفسية المراهق.

الرابط المختصر :