حققت المملكة العربية السعودية قفزات نوعية في مجال الرعاية الصحية لمرضى السكري، مدعومة بأحدث التقنيات والأجهزة الذكية التي تساعد المرضى على مراقبة مستويات السكر في الدم بسهولة وفعالية، واتخاذ القرارات العلاجية المناسبة.
وفي حوار خاص لـ “الجوهرة” مع الدكتورة إيناس طه؛ استشاري أمراض الباطنة والسكر. نستكشف هذه التطورات في علاج السكري، وكيف تساهم في تمكين المرضى من إدارة مرضهم بشكل أفضل.
ما أحدث تطورات علاج مرض السكري في المملكة؟
ما عوامل زيادة الإصابة بمرض السكري في السعودية؟
ما أهمية الكشف المبكر عن مرض السكري؟
بمَ تنصحين مرضى السكري للحفاظ على صحتهم؟
ما الاختلافات الرئيسية بين النوعين الأول والثاني من مرض السكري؟
السكري من النوع الأول يصيب الأطفال والمراهقين ويعتبر مرضًا مناعيًا ذاتيًا، ويعتمد علاجه بشكل أساسي على الأنسولين. وينتج عن تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس بشكل ذاتي؛ ما يستدعي الاعتماد الكلي على حقن الأنسولين طوال الحياة.
حدثينا عن الخيارات العلاجية المتاحة لمرضى السكري بالمملكة
يشهد عالم الطب تقدمًا ملحوظًا في مجال علاج مرض السكري، وكان للمملكة العربية السعودية دور بارز في هذا الصدد. فمع ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري في البلاد؛ لتتجاوز 20%، لم تدخر الدولة جهدًا في مواجهة هذا التحدي الصحي.
فيما شهدت السنوات الأخيرة تطورات مذهلة في علاجات السكري، بدءًا من ظهور أنسولين طويل المفعول يستمر لمدة شهر كامل، وصولًا إلى العلاج بالخلايا الجذعية التي تستهدف تجديد خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.
كما أظهرت العلاجات المناعية نتائج واعدة في تنظيم الاستجابة المناعية للجسم تجاه مرض السكري. ولا يزال الباحثون يعملون جاهدين على تطوير لقاحات وقائية ضد هذا المرض؛ ما يمثل قفزة نوعية في مجال الوقاية والعلاج.
ولم يتوقف التقدم عند هذا الحد؛ إذ ساهم التطور التكنولوجي في توفير أجهزة لقياس مستوى السكر في الدم على مدار الساعة، بالإضافة إلى مضخات الأنسولين الذكية التي تضبط جرعات الأنسولين تلقائيًا بناءً على احتياجات الجسم.
ومع ذلك يتطلب استخدام هذه الأجهزة متابعة دقيقة من الطبيب وتدريبًا مكثفًا للمريض.
ما دور المملكة في مواجهة تحديات مرض السكري؟
واجهت المملكة العربية السعودية تحدي ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري بحزمة من الحلول الشاملة. حيث أنشأت مراكز متخصصة في كل مدينة ومحافظة، وزودتها بأحدث الأجهزة وطواقم طبية مدربة.
بينما عملت على إنشاء مدن طبية متكاملة تقدم خدمات علاجية متخصصة، إلى جانب تنظيم أنشطة توعوية تهدف إلى تغيير نمط الحياة وتحسين الصحة العامة.
ورغم هذه الجهود المبذولة لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين أداؤه. فمرض السكري معقد ويتطلب استراتيجيات علاجية متعددة ومتكاملة. ومن هنا تأتي أهمية التعاون بين الباحثين والأطباء وصناع القرار لتطوير حلول مبتكرة تساهم في تحسين حياة مرضى السكري.
ولكن يمكن القول إن المملكة العربية السعودية حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال علاج السكري، ولكن التحديات لا تزال قائمة. ومع استمرار الجهود البحثية والتطوير التكنولوجي يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا لمرضى السكري.