الدكتورة إيناس طه في حوار لـ “الجوهرة” تكشف عن أحدث تطورات علاج مرض السكري بالمملكة

حققت المملكة العربية السعودية قفزات نوعية في مجال الرعاية الصحية لمرضى السكري، مدعومة بأحدث التقنيات والأجهزة الذكية التي تساعد المرضى على مراقبة مستويات السكر في الدم بسهولة وفعالية، واتخاذ القرارات العلاجية المناسبة.

وفي حوار خاص لـ “الجوهرة” مع الدكتورة إيناس طه؛ استشاري أمراض الباطنة والسكر. نستكشف هذه التطورات في علاج السكري، وكيف تساهم في تمكين المرضى من إدارة مرضهم بشكل أفضل.

ما أحدث تطورات علاج مرض السكري في المملكة؟

لا تختلف تطورات علاج مرض السكري في المملكة عما يحدث في العالم. حيث أصبحت النظرة لعلاج مرض السكري شمولية تتضمن معالجة عوامل الخطورة المرتبطة أو المصاحبة للمرض. مثل: ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو الدهون الثلاثية أو اعتلالات القلب.

ما عوامل زيادة الإصابة بمرض السكري في السعودية؟

من أهم العوامل التي تمثل خطورة “السمنة”. بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة، والعادات الغذائية السيئة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
علاوة على العوامل الوراثية. كل هذه العوامل لها تأثير مباشر في مريض السكري.
حوار| الدكتورة إيناس طه تتحدث عن أحدث التطورات في علاج مرض السكري في المملكة
حوار| الدكتورة إيناس طه تتحدث عن أحدث التطورات في علاج مرض السكري في المملكة

ما أهمية الكشف المبكر عن مرض السكري؟

تكمن أهمية الكشف المبكر عن مرض السكري في إمكانية التحكم بمستويات السكر في الدم مبكرًا لتجنب المضاعفات المستقبلية واكتشافها ومعالجتها. وذلك عن طريق برامج غذائية وعلاجية يضعها الطبيب المختص للمريض.

 بمَ تنصحين مرضى السكري للحفاظ على صحتهم؟

أهم النصائح العامة لمرضى السكر هي المتابعة الدورية مع الطبيب المختص أو المركز العلاجي التابع له المريض. وكذلك متابعة قراءات السكر في المنزل يوميًا. وقياس السكر التراكمي على الأقل مرة كل ثلاثة أشهر.
علاوة على الاهتمام بالغذاء الصحي وممارسة الرياضة اليومية البسيطة، مثل: المشي، لمدة لا تقل عن نصف ساعة. والاهتمام بالنظافة الشخصية للوقاية من الأمراض الجلدية. والكشف الذاتي المستمر على الأطراف.

ما الاختلافات الرئيسية بين النوعين الأول والثاني من مرض السكري؟

السكري من النوع الأول يصيب الأطفال والمراهقين ويعتبر مرضًا مناعيًا ذاتيًا، ويعتمد علاجه بشكل أساسي على الأنسولين. وينتج عن تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس بشكل ذاتي؛ ما يستدعي الاعتماد الكلي على حقن الأنسولين طوال الحياة.

بينما النوع الثاني ينتشر بين متوسطي العمر وكبار السن، وله عوامل وراثية. ويكون سببه مقاومة الخلايا للأنسولين؛ أي أنها تضعف فعالية الأنسولين. لذلك يمكن الاعتماد على العلاج بالأدوية الخاصة بالمرض خلال السنوات الأولى من التشخيص . وعند ضعف إفراز الأنسولين يصبح العلاج بإعطائه ضروريًا.
حوار| الدكتورة إيناس طه تتحدث عن أحدث التطورات في علاج مرض السكري في المملكة
حوار| الدكتورة إيناس طه تتحدث عن أحدث التطورات في علاج مرض السكري في المملكة

حدثينا عن الخيارات العلاجية المتاحة لمرضى السكري بالمملكة

يشهد عالم الطب تقدمًا ملحوظًا في مجال علاج مرض السكري، وكان للمملكة العربية السعودية دور بارز في هذا الصدد. فمع ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري في البلاد؛ لتتجاوز 20%، لم تدخر الدولة جهدًا في مواجهة هذا التحدي الصحي.

فيما شهدت السنوات الأخيرة تطورات مذهلة في علاجات السكري، بدءًا من ظهور أنسولين طويل المفعول يستمر لمدة شهر كامل، وصولًا إلى العلاج بالخلايا الجذعية التي تستهدف تجديد خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.

كما أظهرت العلاجات المناعية نتائج واعدة في تنظيم الاستجابة المناعية للجسم تجاه مرض السكري. ولا يزال الباحثون يعملون جاهدين على تطوير لقاحات وقائية ضد هذا المرض؛ ما يمثل قفزة نوعية في مجال الوقاية والعلاج.

ولم يتوقف التقدم عند هذا الحد؛ إذ ساهم التطور التكنولوجي في توفير أجهزة لقياس مستوى السكر في الدم على مدار الساعة، بالإضافة إلى مضخات الأنسولين الذكية التي تضبط جرعات الأنسولين تلقائيًا بناءً على احتياجات الجسم.

ومع ذلك يتطلب استخدام هذه الأجهزة متابعة دقيقة من الطبيب وتدريبًا مكثفًا للمريض.

ما دور المملكة في مواجهة تحديات مرض السكري؟

واجهت المملكة العربية السعودية تحدي ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري بحزمة من الحلول الشاملة. حيث أنشأت مراكز متخصصة في كل مدينة ومحافظة، وزودتها بأحدث الأجهزة وطواقم طبية مدربة.

بينما عملت على إنشاء مدن طبية متكاملة تقدم خدمات علاجية متخصصة، إلى جانب تنظيم أنشطة توعوية تهدف إلى تغيير نمط الحياة وتحسين الصحة العامة.

ورغم هذه الجهود المبذولة لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين أداؤه. فمرض السكري معقد ويتطلب استراتيجيات علاجية متعددة ومتكاملة. ومن هنا تأتي أهمية التعاون بين الباحثين والأطباء وصناع القرار لتطوير حلول مبتكرة تساهم في تحسين حياة مرضى السكري.

ولكن يمكن القول إن المملكة العربية السعودية حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال علاج السكري، ولكن التحديات لا تزال قائمة. ومع استمرار الجهود البحثية والتطوير التكنولوجي يمكننا أن نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا لمرضى السكري.

الرابط المختصر :