تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز الأمن السيبراني لمواكبة التهديدات الرقمية؛ إذ أصبح تأثير الهجمات الإلكترونية في عالمنا اليوم أمرًا لا يمكن تجاهله. خاصة مع الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة اليومية والمهنية. منذ عام 2004.
وقد تم تخصيص شهر أكتوبر؛ ليكون الشهر العالمي للتوعية بالأمن السيبراني؛ حيث إن هناك مبادرة تهدف إلى نشر الوعي وتعزيز الممارسات الآمنة في الفضاء الرقمي داخل المملكة. ما يسهم في حماية البيانات الشخصية والخصوصية للأفراد والشركات، ودعم بيئة متقدمة وآمنة.
الأمن السيبراني
كما تحتل القطاعات الحكومية وشبه الحكومية في المملكة السعودية مكانة بارزة في اعتمادها على معالجة وحفظ البيانات. ما يجعل أهمية إنشاء بيئات سحابية آمنة أمرًا لا يمكن التغاضي عنه. بينما يتطلب ذلك اختيار الحلول الأمنية المناسبة لاحتياجات المنشآت، مع تعزيز القدرة على مواجهة التهديدات الإلكترونية.

لكن يبقى السؤال: ما هو الأمن السيبراني؟ وكيف يمكن أن يؤثر على استدامة وأمن الشركات سواء الحكومية أو الخاصة؟
الأمن السيبراني هو مجموعة من الممارسات والتقنيات المصممة لحماية الشبكات والأنظمة والبيانات الحساسة من الهجمات الضارة. وبالنسبة للشركات، يضمن الأمن السيبراني ليس فقط حماية الأصول الرقمية؛ بل أيضًا تعزيز ثقة العملاء وتحقيق استمرارية الأعمال في مواجهة التحديات الرقمية. ولحماية منشآتك الرقمية، تأكد من اختيار الحلول التي تناسب حجم بياناتك ونوعية العمليات التي تقوم بها. وابدأ الآن ببناء بيئة سحابية تضمن سرية البيانات، وتحافظ على خصوصية معلوماتك من الهجمات السيبرانية.
وفي خلال السطور التالية نستعرض جهود المملكة في تدشين قواعد متينة لدعم الامن السيبراني في المنطقة العربية. وكيف تمكنت دفاتر من تحقيق درجات عالية من الأمن السيبراني في مجال إدارة الموارد.
ما الأمن السيبراني وما مميزاته؟
الأمن السيبراني؛ مفهوم معقد يحمل الكثير من المعاني والتعريفات، ورغم اختلافها فإنها تتفق على وظيفته العامة تقريبا. كما أنه يطلق عليه أمن الكمبيوتر، وسيلة لحماية البرمجيات وأجهزة الحاسوب والشبكات. وهو مجموعة من الإجراءات المتخذة لمواجهة الهجمات والاختراقات السيبرانية وما ينتج عنها من أخطار. ظهر مع بداية الحرب الباردة وتطور مع ثورة الإنترنت وأنظمة الحاسوب، وصار وسيلة أمنية وحربية دولية أساسية.
ويشكل الهجوم السيبراني خطرًا أمنيًا على الأفراد والمؤسسات والدول، وقد يستعمل لسرقة البيانات والاحتيال والوصول غير القانوني إلى بيانات مالية أو طبية أو عسكرية أو أمنية سرية. أو حتى التلاعب في أنظمة أجهزة إلكترونية عن بعد وتوجيهها بأهداف سياسية بقصد التسبب بضرر مادي، كتفجير أجهزة عن بعد أو تعطيل أنظمة.
وحسب الاتحاد الدولي للاتصالات فالأمن السيبراني هو “مجموعة من الأدوات والسياسات والمفاهيم الأمنية والتحفظات الأمنية والمبادئ التوجيهية ونهج إدارة المخاطر والإجراءات والتدريب. وغيرها من الممارسات وآليات الضمان والتكنولوجيات التي يمكن استخدامها لحماية البيئة السيبرانية وأصول المؤسسات والمستعملين من المخاطر الأمنية ذات الصلة في البيئة السيبرانية”.
أنواع وأشكال الهجمات السيبرانية
تتنوع أشكال الهجمات السيبرانية وتختلف باختلاف التقنيات الحديثة. وأيضًا قدرات المهاجمين والمخترقين الذين يحرصون ويحاولون دائمًا الالتفاف على الأنظمة الأمنية السيبرانية واختراقها وابتداع وتطوير أساليب جديدة لتحقيق أهدافهم، وتنقسم لهجمات خارجية وداخلية.
وتنشأ الهجمات الداخلية من الأفراد ذوي النوايا السيئة داخل المؤسسة. كما يمكن للموظفين الذين يمتلكون وصولًا عاليًا إلى أنظمة الكمبيوتر أن يسببوا عدم استقرار في أمن البنية التحتية من الداخل. ومن أبرز التقنيات المستعملة في الهجمات السيبرانية:
- البرمجيات الخبيثة: برامج ضارة تنشأ بهدف توفير الوصول غير المصرح به لأطراف ثالثة، إلى معلومات حساسة أو تعطيل عمل البنية التحتية الحيوية وأنظمة العمل الأساسية. ومثالًا عليها: أحصنة طروادة وبرامج التجسس والفيروسات.
- برامج الفدية: أحد أشكال البرامج الخبيثة، وتستخدم تقنيات وأساليب بقصد الابتزاز للحصول على الأموال، عبر تقييد الوصول إلى أنظمة الحاسوب وبياناته. ومطالبة صاحبه بدفع فدية مالية لفك الحظر واستعادة البيانات.
- الذكاء الاصطناعي: تقنية سريعة التطور تستخدم لإنشاء هجمات سيبرانية أكثر تعقيدا وقوة. ما يجعل من الصعب اكتشافها والتصدي لها، ويمكن استخدامها لإنشاء برامج ضارة أكثر ذكاء يمكنها التهرب من تقنيات الأمان التقليدية. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء هجمات تستهدف البنية التحتية الحيوية. مثل شبكات الطاقة أو نظم النقل.
الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وتطوير الإستراتيجيات الوقائية
في حين أصدرت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وثيقة الضوابط الأساسية للأمن السيبراني، والتي تم إعدادها بهدف وضع حد أدنى من المعايير الواجب الالتزام بتطبيقها في مختلف الجهات الوطنية. وذلك لتقليل مخاطر التهديدات السيبرانية على بنيتها التحتية، وشبكاتها، وأنظمتها. ما يسهم في تعزيز أمن المملكة، وأمن مصالحها الحيوية والاقتصادية ومقدراتها الوطنية.
اقرأ أيضًا: المملكة تترأس الدورة العادية الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب
كما يأتي إصدار هذه الضوابط انطلاقًا من كون الهيئة هي الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة. ووفقًا لاختصاصها بوضع السياسات وآليات الحوكمة والأطر والمعايير والضوابط والإرشادات المتعلقة به لحماية الشبكات والأنظمة والبيانات الإلكترونية، وتعميمها على الجهات ذات العلاقة. ومتابعة الالتزام بها. وتحديثها.
وبناءً على ما أكده تنظيم الهيئة من كون هذا الاختصاص لا يخلي أي جهة عامة أو خاصة أو غيرها من مسؤوليتها تجاه أمنها السيبراني بما لا يتعارض مع اختصاصات ومهمات الهيئة الواردة في تنظيمها.