اضطرابات القلق والاكتئاب لدى المراهقين.. تحديات وحلول

احترسي.. نقص هذا الفيتامين يزيد الاكتئاب والقلق

تعد الاضطرابات العاطفية من أبرز المشكلات الصحية النفسية التي يعاني منها المراهقون في مختلف الدول، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية بتاريخ 10 أكتوبر 2024.

وتشمل هذه الاضطرابات القلق والاكتئاب، التي تؤثر بشدة في حياتهم اليومية وصحتهم النفسية والعاطفية.

لذا؛ نستعرض فيما يلي الأسباب المحتملة لهذه الاضطرابات، وكيفية تأثيرها في المراهقين، بالإضافة إلى اقتراح حلول فعّالة لمواجهتها.

انتشار الاضطرابات العاطفية

تعد اضطرابات القلق من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا بين المراهقين. ووفقًا للتقديرات، يعاني حوالي 4.4% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا من اضطراب القلق.

وترتفع النسبة إلى 5.5% لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا. وتشمل هذه الاضطرابات القلق المفرط، ونوبات الهلع، والخوف الاجتماعي، التي قد تؤثر في قدرة المراهقين على التعامل مع الضغوط اليومية.

أما الاكتئاب، فيتأثر به 1.4% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا، و3.5% من المراهقين في الفئة العمرية بين 15 و19 عامًا.

ومن أهم الأعراض التي يعاني منها المراهقون في هذه الحالة هي التغيرات المزاجية المفاجئة، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تثير اهتمامهم سابقًا، والشعور بالعزلة.

التأثيرات السلبية للاضطرابات العاطفية

تؤثر الاضطرابات العاطفية في المراهقين بجوانب حياتهم المختلفة. على الصعيد الأكاديمي، يمكن أن يؤدي القلق والاكتئاب إلى تدهور الأداء المدرسي؛ حيث يعاني المراهق من صعوبة في التركيز وأداء الواجبات المدرسية.

إضافة إلى ذلك، قد يفضل المراهقون الذين يعانون من هذه الاضطرابات الانسحاب الاجتماعي والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية؛ ما يزيد من شعورهم بالوحدة والعزلة.

وفي الحالات الأكثر تطرفًا، قد يؤدي الاكتئاب إلى تفكير مميت، يزيد من خطر الانتحار بين المراهقين.

وتشير الدراسات إلى أن الاكتئاب الحاد يمكن أن يكون أحد العوامل الرئيسة التي تدفع المراهقين إلى التفكير في الانتحار؛ ما يبرز أهمية التدخل المبكر.

الأسباب المحتملة للاضطرابات

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور اضطرابات القلق والاكتئاب بين المراهقين. من أبرز هذه الأسباب، الضغوط الاجتماعية والعاطفية التي يواجهها المراهقون، مثل ضغوط الدراسة، والتوقعات الأسرية، والعلاقات الاجتماعية المعقدة.

كما قد يكون للمشكلات النفسية السابقة في الأسرة أو الصدمات النفسية دور كبير في ظهور هذه الاضطرابات. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم العوامل الوراثية في زيادة احتمالية إصابة المراهقين بهذه الاضطرابات.

حلول للتعامل مع اضطرابات القلق والاكتئاب

لتقليص تأثير هذه الاضطرابات في المراهقين، يجب اتخاذ عدة خطوات من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والمجتمع.

  1. الدعم النفسي والعاطفي: يعد تقديم الدعم النفسي من أهم الحلول للتعامل مع الاضطرابات العاطفية. يجب تشجيع المراهقين على التحدث عن مشاعرهم، ومساعدتهم على بناء علاقات اجتماعية صحية. يمكن تقديم جلسات علاجية مع مختصين في الصحة النفسية؛ حيث يساعد العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي في تقليل أعراض القلق والاكتئاب.
  2. التوعية والتعليم: من الضروري أن يتم توعية الأسر والمعلمين حول أهمية الصحة النفسية. وكيفية التعرف على أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب. يمكن تقديم برامج تدريبية في المدارس لتعليم المراهقين كيفية التعامل مع الضغوط النفسية والعاطفية.
  3. التشجيع على النشاط البدني: أظهرت الدراسات أن ممارسة الرياضة تساعد في تحسين المزاج وتقليل القلق والاكتئاب. لذلك؛ يجب تشجيع المراهقين على ممارسة النشاطات البدنية بانتظام، سواء كان ذلك من خلال الأنشطة الرياضية أو المشي في الهواء الطلق.
  4. إيجاد بيئة مدرسية داعمة: يجب أن تعمل المدارس على توفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة للمراهقين الذين يعانون من اضطرابات القلق والاكتئاب. من الممكن أن تتضمن هذه البيئة توافر المستشارين النفسيين في المدارس. وتقديم دعم أكاديمي إضافي لمن يعانون من صعوبة في الدراسة.
  5. التقليل من الضغوط الاجتماعية: ينبغي على الأسرة والمجتمع العمل معًا لتقليل الضغوط الاجتماعية التي قد يتعرض لها المراهقون. مثل الضغط الأكاديمي أو توقعات المستقبل غير الواقعية.

 

الرابط المختصر :