“إثراء” يضيء ليالي رمضان بـ”زوايا مضيئة”.. رحلة عبر الزمن في عالم الحرف

أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، سلسلة جلسات حوارية لبرنامج «زوايا مضيئة». والذي يبدأ مساء كل يوم ثلاثاء من شهر رمضان المبارك. ويستهدف مناقشة مجموعة من الموضوعات من عدة زوايا، منها علمية وأخرى معرفية. حيث استلهمت موضوعات هذا العام من مجموعة الأعمال المعروضة في معرض “في مديح الفنان الحرفي” الذي يعد أحد المعارض المقامة في متحف المركز. ويأتي ذلك تزامنًا مع تسمية عام 2025م بعام الحرف اليدوية إزاء تقديم محتوى ثقافي للمجتمع خلال شهر رمضان المبارك.

"إثراء" يضيء ليالي رمضان بـ"زوايا مضيئة": رحلة عبر الزمن في عالم الحرف
“إثراء” يضيء ليالي رمضان بـ”زوايا مضيئة”: رحلة عبر الزمن في عالم الحرف

حكاية الحرف

وتضمنت الجلسة الأولى التي قدمها الشيخ إبراهيم السعوي الحديث عن الحرف اليدوية وتطورها على مر العصور ودورها في رفع مستوى جودة حياة الإنسان. مشيرًا إلى أولى الحرف التي امتهنها الإنسان منذ نشأته وهي صيد الفرائس باستخدام أداة الحجر. ثم تعلم البناء لحمايته من المخلوقات والعوامل الجوية. واستدل على ذلك بآيات من القرآن وقصص الأنبياء بحضور العديد من المهتمين في الحرف وكيفية تطورها عبر العصور حتى وقتنا الحالي.

الحرفة مهارة إبداعية

وأشار السعوي إلى الفرق بين عقل الإنسان عن سائر المخلوقات؛ حيث امتاز بالعقل الإبداعي الذي يمكنه من عيش حياته ضمن خطط مدروسة والقابلية على تعلم أشياء مختلفة وجديدة. سعيًا لعمارة الأرض عبر القيام بمجموعة من الممارسات الاجتماعية التي تضمن رفاهية الحياة. كما أوضح الاختلاف بين مصطلح المهنة والصنعة والحرفة والوظيفة باعتبار الحرفة نادرة وأكثرها إبداعًا بوصفها مهارة ذاتية ويدوية تعتمد على الموارد الطبيعية. والمهارة أن تكون متقنًا لعمل ما وتتميز به عن غيرك. والوظيفة هي الأعمال الروتينية التي يقصد بها الدخل، أما المهنة فهي تبدأ من خلال تعلم أحد العلوم بقصد العمل، والصنعة تقديم منتج يمر بمراحل عديدة تقوم بها الجهة المصنّعة.

"إثراء" يضيء ليالي رمضان بـ"زوايا مضيئة": رحلة عبر الزمن في عالم الحرف
“إثراء” يضيء ليالي رمضان بـ”زوايا مضيئة”: رحلة عبر الزمن في عالم الحرف

الخط العربي عبر العصور

يذكر أن برنامج زوايا مضيئة مستمر مساء كل يوم ثلاثاء من شهر رمضان المبارك، لمناقشة موضوعات مختلفة عن الحرف اليدوية في متحف المركز. كما سلط الضوء على الخط العربي وماهيته وكيفية تطوره والعناية به. فيما سيبحث أيضًا خلال جلسة بعنوان لماذا يجب الحفاظ على الحرف والمهن، كيفية تناقل الحرف عبر الأجيال والاحتفاء بها دومًا بما يضمن استمراريتها. وتأتي هذه الجلسات ضمن جهود المركز في التعريف بالحرف اليدوية؛ باعتبارها موروث أصيل وكنز يجب نقله عبر الأجيال.

الجدير بالذكر أن مركز (إثراء) أقام خلال العام الماضي 2024م مؤتمر الفن الإسلامي تحت شعار “في مديح الفنان الحرفي”. حيث أولى اهتمام كبير بالحرف اليدوية عبر إقامة معارض فنية تستعرض أعمال الحرفيين من مختلف دول العالم. بالإضافة إلى ورش العمل التي تقوم على تعليم المهارات الحرفية مثل النحت والبناء والحياكة، والتي شهدت حضور أعداد كبيرة؛ نظرًا لاهتمام المجتمع بمثل هذه الفنون.

في الجلسة الأولى، استعرض الشيخ إبراهيم السعوي تاريخ الحرف اليدوية وتطورها. مشيرًا إلى دورها المحوري في تحسين حياة الإنسان منذ القدم. وقد شدد على الفرق بين الحرفة والمهنة والصنعة والوظيفة، مبينًا أن الحرفة هي الأكثر إبداعًا. حيث تعتمد على المهارات الذاتية والموارد الطبيعية.

يستمر برنامج “زوايا مضيئة” طوال شهر رمضان. ويناقش مواضيع متنوعة تتعلق بالحرف اليدوية، بما في ذلك الخط العربي وأهمية الحفاظ على الحرف والمهن. ويهدف البرنامج إلى تسليط الضوء على الحرف اليدوية باعتبارها تراثًا أصيلًا يجب نقله للأجيال القادمة.

يأتي هذا البرنامج ضمن جهود “إثراء” المستمرة في دعم الحرف اليدوية. والتي تجسدت في مؤتمر الفن الإسلامي ومعارض فنية وورش عمل تعليمية. ويسعى المركز من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز الوعي بأهمية الحرف اليدوية والحفاظ عليها.

مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) هو وجهة ثقافية وإبداعية تهدف إلى تقديم تجارب استثنائية للزوار، وتعزيز التأثير المجتمعي الإيجابي. ويضم المركز مجموعة متنوعة من المرافق التي تساهم في تنمية الفكر والإبداع.

"إثراء" يضيء ليالي رمضان بـ"زوايا مضيئة": رحلة عبر الزمن في عالم الحرف
“إثراء” يضيء ليالي رمضان بـ”زوايا مضيئة”: رحلة عبر الزمن في عالم الحرف

مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)

يعد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وجهة ثقافية وإبداعية متعددة الأبعاد. تهدف إلى تقديم تجارب استثنائية للزوّار. وتعزيز التأثير المجتمعي الإيجابي، والتفاعل مع جمهور واسع ومتنوع. ويسعى المركز إلى تحقيق ذلك من خلال مجموعة من البرامج الثقافية والأنشطة التفاعلية، والمبادرات المصمّمة خصيصًا لإثراء مختلف الفئات العمرية.

علاوة على ذلك، افتتح المركز رسميًا للزوّار عام 2018 في مدينة الظهران. شرق المملكة العربية السعودية، ليصبح منارة ثقافية عالمية تعزز الاستدامة والتبادل المعرفي والإبداعي. ويضم “إثراء” مجموعة متنوعة من المرافق، تشمل: مختبر الأفكار، والمكتبة، والمسرح، والمتحف، والسينما، والقاعة الكبرى، ومعرض الطاقة، ومتحف الطفل. بالإضافة إلى برج إثراء ما يجعله بيئة متكاملة تسهم في تنمية الفكر والإبداع.

الرابط المختصر :