“أوبرا في فنجان”.. أنشودة القهوة والشوكولاتة يعزفها د. خالد مصيلحي

في “اليوم العالمي للقهوة” داخل قاعة “أوبرا” الحياة الكبرى، تعزف الطبيعة سيمفونية رائعة من أربع حركات، عندما يجتمع بطلاها: فنجان القهوة وقطعة 50 جرامًا من الشوكولاتة الداكنة.

إنها قصة عشق أبدية، تتناغم فيها الأصوات لتخلق لحنًا صحيًا يتردد صداه في أرجاء الجسم كله. فلنسمع معًا هذه السيمفونية بحركاتها الأربع.

الحركة الأولى: “أوركسترا” العناصر الغذائية:

في أوركسترا العناصر الغذائية تبدأ السيمفونية بعزف هادئ للشوكولاتة الداكنة؛ حيث تقدم نغمات تسد أكثر من نصف احتياجنا اليومي من الحديد والماغنسيوم والنحاس والمنجنيز والبوتاسيوم والفوسفور والزنك والسيلينيوم، ثم تنضم القهوة بأصوات فيتامينات “B” الرنانة بمقاماتها الثلاثة “B2, B5, B3″، لتكتمل النوتة الغذائية.

ثم تعلو أصوات الألياف من الشوكولاتة. بينما ترد القهوة بإيقاع سريع يمثل زيادة معدل الأيض؛ للتخفيف من حدة نشاز السعرات الحرارية البسيطة في سكريات الشكولاتة. فتستمر السيمفونية بأولى حركاتها متوازنة تطرب كل أعضاء الجسم وتسيطر على نشاز السعرات.

الحركة الثانية: “كونشرتو” مضادات الأكسدة:

في هذه الحركة، تتصاعد الألحان بقوة مع عزف آلات مضادات الأكسدة تقودها الشوكولاتة الداكنة بأصوات البوليفينول والكاتشين والفلافونويد. بينما تضيف القهوة لحن الكلوروجينيك الشجي، ويتناغم عزف آلات مضادات الأكسدة في هارموني رباني، ينقي الجسم ويحميه من النشاز الضار. فتنشط جميع الخلايا وتزداد طربًا فتتناسى آلامها من الالتهابات وتشحن الخلايا المناعية أسلحتها ونشاطها بعد تنقيتها وإزالة غبار الزمان من عليها وإنعاشها بسيمفونية متناغمة متعددة الآلات المضادة للأكسدة.

الحركة الثالثة: “باليه” القلب والأوعية الدموية:

الحركة الثالثة: باليه القلب والأوعية الدموية هنا يبرز صوت “الفلافونول” من الشوكولاتة كقائد للأوركسترا، موجهًا الأوعية الدموية للعزف بنعومة. تستجيب الشرايين بإصدار نغمات Nitric oxide الهادئة؛ ما يؤدي إلى رقصة متناغمة من ارتخاء وتوسع الأوعية ومنع الجلطات وانخفاض ضغط الدم.

وعندما يبدأ إيقاع ضغط الدم والاسترخاء في الهبوط أكثر من الطبيعي تدخل القهوة بقوة الكافيين؛ لترفع المقام وتعيد التوازن للحن لتظل رقصة الباليه بين القلب والأوعية الدموية هادئة متوازنة متناغمة، ولكن دون هبوط.

الحركة الرابعة: “سوناتا” المخ والمزاج

في الختام، تعزف الشوكولاتة والقهوة معًا لحنًا منعشًا للمخ. فلا يزال صوت الشكولاتة في الحركة الثالثة يشدوا في بداية الحركة الرابعة؛ حيث إن ارتخاء الأوعية تزيد من تدفق الدم للمخ، وتحمي القهوة المخ من نشاز الزهايمر والشلل الرعاش. بينما تتناوب الشوكولاتة والقهوة  على العزف بمقامات مختلفة، للحفاظ على المزاج العالي وإبعاد شبح الاكتئاب.

هذه السيمفونية الرائعة هي تناغم إلهي، لا يمكن لأي عازف بشري أن يحاكيه. ولكن يمكننا الاستمتاع بها يوميًا. شرط أن نحافظ على التوازن في العزف، فلا نفرط في جرعات الاستماع.

هذه السيمفونية مبنية على التناغم والتوازن، فلا ينبغي أن نفسدها في الإفراط بسماعها ولا نحاول التفريق بين العازفين فكلاهما “الشكولاتة الداكنة والقهوة” أساس تناغم السيمفونية كلًا له آلاته الربانية. فقط حينها نستطيع أن نستمتع بهذه السيمفونية الصحية الرائعة.. وسبحانه الخالق.

الرابط المختصر :